استمع إلى الملخص
- أشار بومان إلى أن إدارة ترامب تحاول التحكم في التعليم من خلال وقف التمويل الفيدرالي للجامعات، مما يهدد مستقبل الأطفال وطلاب المدارس، خاصة الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة.
- توقع بومان أن يوقف الديمقراطيون في مجلس الشيوخ محاولات إغلاق وزارة التعليم، داعيًا الشعب لمواصلة ثورته ضد الاستيلاء على الديمقراطية.
قال عضو مجلس النواب الأميركي السابق جمال بومان في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، تعليقا على اعتقال إدارة الرئيس دونالد ترامب لطلاب الجامعات بنية ترحيلهم، إن الإدارة "تتصرف كحكومة فاشية، وتهاجم طلاب الجامعات المقيمين بشكل قانوني في البلاد لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم واحتجوا بطريقة لا تتوافق مع ما يراه ترامب"، مضيفا أن هذا "هجوم على التعديل الأول للدستور وعلى حرية التعبير".
ومنذ تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني الماضي ألقت إدارته القبض على مجموعة من الأكاديميين والباحثين وطلاب الجامعات بهدف ترحيلهم من بينهم بدر خان سوري من جامعة جورج تاون، ومحمود خليل من جامعة كولومبيا وطلاب آخرين من هارفارد وكورنيل ومينسوتا وغيرها من الجامعات، كما تم منع باحثين من دخول البلاد من فرنسا ولبنان، وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه على الأقل تم إلغاء تأشيرة أكثر من 300 طالب.
وأشار بومان إلى أن حرية التعبير تأثرت بالفعل داخل الولايات المتحدة، وأن الكثير من "الناس خائفون ويجلسون في منازلهم ويرفضون الكلام" وأنه لهذه الأسباب تجب "مواجهة ومقاومة هذه الفاشية"، لافتا إلى أن عقاب الطلاب بسبب تظاهرهم من أجل فلسطين يدفع آخرين إلى الخوف من التعبير عن آرائهم ويؤثر على العملية التعليمية بأكملها.
وخسر جمال بومان الانتخابات التمهيدية عن الحزب الديمقراطي لمجلس النواب بعدما أنفقت جماعات الضغط الأميركية المؤيدة لإسرائيل نحو 20 مليون دولار للدعاية ضده وتشويه صورته في الانتخابات، في أكبر إنفاق لها ضد أحد أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية في مجلس النواب، وعلى مدار سنوات كان بومان مدافعا عن حقوق الإنسان وعن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق المدنيين في غزة.
وفي ما يخص قيام إدارة ترامب بوقف التمويل الفيدرالي للجامعات بتهم معاداة السامية، قال جمال بومان: "إدارة ترامب تحاول التحكم في ما ندرس وكيف متى ولماذا ندرسه، وتحاول السيطرة على ما يمكننا البحث عنه، ولهذا تحاول تقليص ومنع التمويل عن الجامعات التي تخالفها الرأي"، مضيفا أن ما تقوم به الإدارة ليس فقط هجوما على التعليم العالي، وإنما أيضا "على المدارس من الروضة إلى الصف الثاني عشر"، وأنهم لهذه الأسباب يسعون لإغلاق وزارة التعليم، وأن الأموال التي كانت مخصصة لدعم طلاب المدارس (280 مليارا) ستذهب -على ما يبدو- للولايات وإلى مكاتب أخرى مما سيؤثر على الأطفال الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والضعفاء ومتعلمي اللغة الإنكليزية والذين لن يحصلوا على ما يحتاجونه سواء "الكتب أو الطعام أو حتى توفير المعلمين لهم" مما يهدد مستقبل الأطفال وطلاب المدارس في البلاد.
وتوقع بومان أن يوقف الديمقراطيون في مجلس الشيوخ رغبة إدارة ترامب في إغلاق وزارة التعليم بشكل نهائي، وقال: "الكونغرس هو صاحب القرار النهائي في إغلاق وزارة التعليم ونأمل ألا يفعل ذلك، وأعتقد أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ سيوقفونه"، وأن "الأحزاب السياسية تحتاج إلى التحلي بالشجاعة لمواجهة الاستيلاء على الديمقراطية، ولكن الأمر لا يتعلق بالأحزاب السياسية وإنما بالشعب، وعلى الشعب أن يواصل ثورته".