جلسة لمجلس الأمن حول أطفال غزة: روسيا توجه انتقادات حادة لـ"يونيسف"

24 يناير 2025
نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن حول أطفال غزة، 23 يناير 2025 (إدواردو مونوز/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتقد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسيل، لعدم حضورها جلسة حول وضع الأطفال في غزة، متهماً إياها بالتحيز السياسي.
- قدم توم فليتشر إحاطة حول معاناة الأطفال في غزة، مشيراً إلى مقتل وتجويع العديد منهم، والحاجة الماسة للخدمات الصحية، بينما قدمت بيسان نتيل شهادات عن قتل الأطفال والعاملين خلال الحرب.
- حذر فليتشر من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، مطالباً مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وشدد رياض منصور على ضرورة زيارة مجلس الأمن لغزة.

وجّه السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا اتهامات وانتقادات حادة للمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كاثرين راسيل لعدم حضورها جلسة حول وضع الأطفال في غزة، الخميس، على الرغم من طلب بلاده بدعم من الرئاسة الجزائرية حضورها لإحاطة المجلس. وقال إنها "رفضت تقديم الإحاطة واستخدمت ذرائع واهية من دون تقديم حجج مقنعة تبرر رفضها". بموازاة ذلك، لم يحضر أي مسؤول من يونيسف لتقديم إحاطة إلى مجلس الأمن.

واتهم الدبلوماسي الروسي المديرة التنفيذية ليونيسف، الأميركية الجنسية، بالتصرف بشكل مسيس ومنحاز وليس كرئيسة للمنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، لافتاً إلى أنها حضرت اجتماعات الشهر الماضي وتحت الرئاسة الأميركية حول الموضوع في أوكرانيا، واتهمها بتقديم إحاطة مسيسة. 

ورداً على طلب مراسلة "العربي الجديد" للأمم المتحدة في نيويورك تعليق يونيسف على الاتهامات الروسية، قال مكتب راسيل "إنّ المديرة التنفيذية موجودة في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) لحضور اجتماعات تركّز على معالجة الأزمات الإنسانية. ولسوء الحظ، لم تتمكّن من إجراء التعديلات اللازمة على جدول أعمالها لحضور اجتماع مجلس الأمن". وأضاف مكتبها "لقد قدمت المديرة التنفيذية ليونيسف أمام مجلس الأمن أكثر من إحاطة حول وضع الأطفال في غزة". ونفى المندوب الروسي، رداً على سؤال صحافي حول الموضوع، صحة ما جاء في تصريحات يونيسف بعد خروجه من اجتماع مجلس الأمن.

فليتشر: أطفال غزة قتلوا وتيتموا وبترت أعضاؤهم

من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن الأطفال في غزة "قُتلوا وأجُيعوا وتجمّدوا حتى الموت كما بترت أعضاؤهم وتيتموا وفُصلوا عن أسرهم... وتشير التقديرات إلى أنّ هناك 17 ألف طفل يعيشون بدون أسرهم في غزة. كما لقي بعض الأطفال حتفهم قبل أن يلتقطوا أنفاسهم الأولى حيث توفوا مع أمهاتهم أثناء الولادة".

وأشار فليتشر في إحاطته عبر الفيديو من استوكهولم إلى أنّ "التقديرات تشير إلى أن أكثر من 17 ألف طفل منفصلون عن أسرهم في غزة". ولم يقدم فليتشر أرقاماً حول عدد الأطفال الذين استشهدوا، لكنه قال: "بعضهم لقوا حتفهم قبل التقاط أنفاسهم الأولى، ليموتوا مع أمهاتهم أثناء الولادة". وأضاف فليتشر أن حوالي 150 ألف امرأة حامل وأم جديدة "في حاجة ماسّة إلى خدمات صحية".

وقدمت بيسان نتيل، من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في غزة، خلال الجلسة إحاطتها لمجلس الأمن عبر دائرة متلفزة من القطاع. وتحدثت عن معاناة الأطفال الغزيين، مقدمة شهادات مؤثرة حول قتل عدد من الأطفال الذين تتعامل معهم المؤسسة خلال الحرب، بالإضافة إلى قتل عاملين كانوا مع الأطفال عندما هاجمت إسرائيل المستشفى المعمداني. وأشارت إلى عجز مجلس الأمن الدولي ولأكثر من سنة عن تبني وتنفيذ أوامر لوقف إطلاق النار.

الأوضاع في جنين

على صعيد آخر، حذر فليتشر من تدهور إضافي للأوضاع في الضفة الغربية، وعبر عن قلقه من الأوضاع في جنين، مقدماً ثلاثة طلبات إلى مجلس الأمن تشمل ضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار، وضمان احترام القانون الدولي في أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما شدد على "ضرورة حماية المدنيين والوفاء باحتياجاتهم الأساسية، والإفراج عن جميع الرهائن، وتحرير الفلسطينيين المعتقلين تعسفياً"، وأكد أيضاً على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بالاستمرار في تمويلها لصندوق العمليات الإنسانية وميزانيته للعام الحالي والتي تصل إلى أكثر من أربعة مليارات دولار لتلبية احتياجات أساسية لقرابة ثلاثة ملايين فلسطيني في غزة والضفة.

من جهته، شدد سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور على ضرورة أن يتوجه مجلس الأمن إلى غزة وزيارتها ليرى بأمّ عينه الدمار الذي لحق بها. يشار في هذا السياق إلى أن أي زيارة رسمية للدول الأعضاء في مجلس الأمن تحتاج لموافقة جميع الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس. وغالباً ما اصطدمت مناشدات من هذا القبيل باعتراضات أميركية.

في سياق آخر، شهدت جلسة مجلس الأمن توتراً مفتعلاً من قبل مندوب إسرائيل داني دانون مع رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير الجزائري عمار بن جامع، إذ اعترض المندوب الإسرائيلي على عدم قول مندوب الجزائر عندما يسلّمه الكلمة "أعطي الكلمة (بصفتي مندوب الجزائر ورئيس مجلس الأمن) لمندوب إسرائيل، بل يقول "رئاسة المجلس تعطي الكلمة لمندوب إسرائيل". 

من جانبه، تجاهل مندوب الجزائر السفير الإسرائيلي ولم يرد على احتجاجه، وعندما بقي المندوب الإسرائيلي صامتاً ينتظر رداً من مندوب الجزائر، سأل المندوب الجزائري "هل أنهيتم إحاطتكم؟"، فردّ المندوب الإسرائيلي "لم أبدأ بعد". وحين كرر المندوب الإسرائيلي سؤاله السابق، قال بن عمار "نترأس هذا المجلس والرئاسة تعطي الكلمة لممثل إسرائيل". واضطر المندوب الإسرائيلي حينها إلى تقديم كلمته.