جرعة تفاؤل زائدة

جرعة تفاؤل زائدة

06 مارس 2022
تريد المعارضة الحصول على سلاح نوعي لمواجهة روسيا (Getty)
+ الخط -

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت المعارضة السورية في التحرك باتجاه مطالبة الغرب بإعادة النظر في دعمها، سياسياً وعسكرياً، انطلاقاً من مقاربة تقوم على مصلحة الدول الأوروبية وأميركا بتقديم دعم جدي للمعارضة بهدف زيادة الضغط على روسيا، المنشغلة حالياً بحربها في أوكرانيا.

وتهدف المقاربة إلى إضعاف روسيا في سورية، من خلال تزويد المعارضة بسلاح نوعي، من شأنه أن يغير معادلة السيطرة على الأرض، أو على الأقل يلجم محاولات النظام، وداعميه روسيا وإيران، قضم مزيد من مناطق المعارضة.

وتريد المعارضة الحصول على دعم سياسي، عبر ممارسة المزيد من الضغوط على النظام، بهدف إجباره على تحقيق تقدم في مسار الحل السياسي القائم على أساس قرار مجلس الأمن 2254. 

كما أن الحجة التي دخلت بموجبها روسيا إلى سورية، "أي الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال الدول، وعدم تغيير أنظمتها بالقوة"، قد ناقضتها بدخولها إلى أوكرانيا. 

إلا أن هذه المقاربة، التي دفعت المعارضة السورية للتفاؤل بإقناع الدول الغربية أن تراخيها مع موسكو في الملف السوري قد دفع بها إلى غزو أوكرانيا، والتفاؤل بانعكاس الحصار العالمي لروسيا دعماً للمعارضة، لم تظهر مؤشراته خلال الاجتماع الذي عقدته، الخميس الماضي، في واشنطن المجموعة المصغرة لأصدقاء الشعب السوري مع ممثلين عن جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، بالإضافة للمبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن.

وكان الاجتماع قد خرج بكلام مكرر عن دعم الحل السياسي في سورية، والسعي لوقف إطلاق النار، والتشديد على تقديم المساعدات، بالإضافة إلى دعم مقاربة "خطوة بخطوة" التي تقدم بها بيدرسن، والتي رفضتها المعارضة، كونها تقدم محفزات للنظام قد تؤدي إلى تعويمه سياسياً.

إلا أن المعارضة السورية، وبالرغم من عدم ظهور أية مؤشرات على نية الولايات المتحدة والدول الأوروبية ممارسة ضغط جدي على النظام وحلفائه، بهدف تفعيل مسار الحل السياسي، والبقاء على سياسة محاولة تغيير سلوك النظام، وإبقاء الوضع على ما هو عليه في الوقت الراهن، زادت من جرعة تفاؤلها بإمكانية استثمار الوضع السياسي لروسيا.

وذهبت المعارضة باتجاه المطالبة بمقعد سورية في الأمم المتحدة بدلاً من النظام، وبمقعد سورية الشاغر في جامعة الدول العربية، الذي تسعى دول عربية لإعادته إلى النظام، الأمر الذي يبدو حتى اللحظة مجرد تحركات إعلامية، أكثر منه تحركات سياسية قابلة للتحقق.

المساهمون