جرحى وتحطيم متاجر وقطع طرقات إثر قتال مسلّح في جرمانا السورية
شهدت مدينة جرمانا، التابعة لمحافظة ريف دمشق، ليلة أمس الأحد، أحداثاً شبّهها سكان بـ"حرب أهلية"، جراء خلاف بين شبان تطوّر إلى قتال مسلّح أوقع جرحى، وترافق مع قطع طرقات بالنيران وإطارات السيارات، فضلاً عن تحطيم متاجر، وإجبار أخرى على الإغلاق، في ظل عدم قدرة السلطة المتمثلة بأمن النظام وشرطته على ضبط الوضع.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن خلافاً وقع بين شبان من مدينة جرمانا وآخرين من مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين، تطور إلى اشتباك مسلّح، وأدى إلى إصابة اثنين بجروح، نافية ما نقلته وسائل إعلام موالية للنظام حول وقوع وفيات جراء الاشتباك.
وأكدت المصادر، التي تفضل عدم ذكر هويتها لدواعٍ أمنية، أن إعلام النظام زاد من الاحتقان في جرمانا، بعد نشره أخباراً غير صحيحة عن وجود قتيل من أهالي المنطقة، مشيرة إلى أن الشاب الذي أذاع النظام وفاته كان قد أصيب عن طريق الخطأ خلال محاولته فضّ الشجار بين الشبان.
وكان راديو "شام إف إم"، الموالي للنظام السوري، قد أذاع في خبر له أن أحد الشبان توفي جراء إطلاق النار عليه من أشخاص مقيمين في مخيم جرمانا، وذلك أدى إلى اندلاع اشتباك آخر بين عائلتين، تسبّب في إصابة شخصين بجروح، مشيراً إلى "تدخل المشايخ لفض وتهدئة الخلاف الحاصل بين الشبان".
ونفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن يكون الاشتباك قد وقع بين عائلتين، مؤكدة أنه كان بين شبان من مخيم جرمانا، وشبان من المدينة، لافتة إلى أن شرطة النظام حضرت إلى المكان، لكن حجم قوتها لم يكن كافياً لضبط الوضع.
وذكرت المصادر أن الوضع تفاقم في جرمانا بعد نشر إعلام النظام أنباء غير صحيحة عن وفاة شاب من أهالي المدينة، حيث تجمع شبان من أقاربه وأصدقائه، وهاجموا محلات تجارية تعود لأشخاص من خارج جرمانا، وقطعوا طرقات بإشعال النار في إطارات.
وأكدت المصادر أن أمن النظام والشرطة موجود في المنطقة، لكنه لم يتدخل بشكل كافٍ، وفضّ الأهالي ووجهاء محليون المشكلة، وأكدوا للغاضبين كذب الأنباء المنقولة عن وجود وفيات بسبب الشجار الذي حصل سابقاً.
وتداولت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً عن تطور الأمور في جرمانا، وخروج تظاهرة ضد النظام السوري هتفت بإسقاط بشار الأسد، في حين نفت المصادر وجود تظاهرة أو "ثورة على النظام"، مؤكدة أن هناك حالة من الغضب نتيجة الواقع، لكن الأمور لم تصل إلى حدّ الخروج ضد النظام، مشيرة إلى أن هناك نسبة كبيرة من الشبان في المدينة تنتمي لمليشيات النظام أصلاً.
وأشارت المصادر إلى أن ما حدث في جرمانا ليس جديداً، بل حدث سابقاً بين شبان من المدينة وآخرين نزحوا إليها، فضلاً عن مشاجرات نشبت بين شبان من المدينة ولاجئين فلسطينيين وعراقيين، ولكن كل تلك الشجارات جرى حلّها بواسطة وجهاء المنطقة.
وتعاني جرمانا في ريف دمشق، حالها حال معظم المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، من أوضاع اقتصادية وخدمية سيئة ومتدنية، إثر الانهيار الاقتصادي لدى النظام، فضلاً عن سوء الخدمات المترافق مع الكثافة السكانية.