جدل واسع في العراق بعد مشاركة ستة وفود في مراسم تنصيب رئيسي

جدل واسع في العراق بعد مشاركة عدة وفود في مراسم تنصيب رئيسي

07 اغسطس 2021
شارك برهم صالح ونحو 35 شخصية عراقية في مراسم تنصيب رئيسي (الرئاسة العراقية)
+ الخط -

لم تقتصر زيارة الرئيس العراقي برهم صالح، ووفود عراقية منفصلة غادرت بغداد وأربيل، إلى طهران، على المشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي فقط، بل جرى وفقاً لبيانات صدرت عن الوفود المشاركة، تناول ملفات عدة تهمّ بغداد وطهران، في وقت أكد فيه مسؤول عراقي بالعاصمة بغداد أن غالبية الوفود التي توجهت إلى إيران كانت بطابع شخصي، وذلك تعليقاً على اللغط الذي أثارته كثرة الوفود التي توجهت إلى طهران للمشاركة في حفل التنصيب.

وشارك أكثر من وفد عراقي في مراسم التنصيب التي أقيمت في طهران، الخميس الماضي، إذ بلغت خمسة، عدا الوفد الرسمي للرئيس العراقي برهم صالح، أبرزها وفد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ووفد رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، ووفد زعيم "تيار الحكمة"، عمار الحكيم ووفد زعيم "الحشد الشعبي"، فالح الفياض، فضلاً عن شخصيات وزعماء سياسيين وقادة فصائل وجماعات مسلحة، وهو ما أثار انتقادات واسعة في الشارع العراقي.

ويومي الخميس والجمعة، أجرى الرئيس الإيراني الجديد لقاءات منفصلة مع نظيره العراقي، ورئيس إقليم كردستان، ورئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان، ورئيس "هيئة الحشد الشعبي" فالح الفياض. وجرى وفقاً لبيان صدر عقب اللقاءات، التباحث في القضايا المشتركة بين العراق وإيران، والأوضاع في المنطقة.

وأكد الرئيس العراقي خلال لقائه نظيره الإيراني، أن بغداد تدعم استقرار الأوضاع في المنطقة بقوة. وقال المكتب الإعلامي للرئيس العراقي إن صالح أكد حاجة المنطقة إلى تفاهمات وتنسيق للجهود والركون إلى المشتركات من خلال حوارات بنّاءة بهدف تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي، والوقوف بوجه التحديات التي تتقاسمها دول المنطقة في مواجهة الإرهاب والأزمات الصحية، مبيناً أن "العراق الآمن والمستقر ذا السيادة عنصر أساسي للأمن والاستقرار الإقليمي وعامل للترابط الاقتصادي".

بدوره، قال مسؤول عراقي بارز في بغداد، إن زيارات الوفود لطهران أغلبها كان بطابع مصالح شخصية للوفود الزائرة، ضمن تقليد للكتل والقوى السياسية والشخصيات العراقية بإدامة العلاقة مع المسؤولين الإيرانيين بفعل نفوذهم الواسع في البلاد، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن الوفد الرسمي هو وفد رئاسة الجمهورية، وتوجه وفود عراقية كان محرجاً"، معللاً عدم مشاركة أيٍّ من أعضاء حكومة مصطفى الكاظمي بمراسم التنصيب بأن رئيس الوزراء ستكون لديه زيارة قريبة لطهران لبحث جملة من الملفات العراقية مع المسؤولين هناك".

لكن المسؤول في تحالف "الفتح" رزاق الحيدري، أشار إلى أن مشاركة برهم صالح في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مثلت فرصة مهمة لإثارة قضايا تهمّ بغداد وطهران، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن مباحثات الرئيس العراقي في إيران سيكون لها دور في تهدئة الاجواء في المنطقة.

ولفت إلى أن العراق سبق أن دخل في وساطة بين إيران والسعودية، موضحاً أن هناك خطوات تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين. وتابع أن "العراق يتأثر بما يحدث في المنطقة، سلباً كان أو إيجاباً، خصوصاً التوتر بين إيران وأميركا"، مشيراً إلى أن "الإيرانيين طالبوا بخروج القوات الأميركية من العراق في أكثر من مناسبة، وطهران تضغط في هذا الاتجاه من خلال حلفائها في العراق"، في إشارة إلى الفصائل المسلحة المدعومة من طهران.

وأوضح أن وقف الهجمات التي تشنها بعض الفصائل المسلحة في العراق لا يمكن أن يكون من دون وجود حكومة عراقية قوية قادرة على التفاهم مع هذه الفصائل.

بدوره، تساءل السياسي العراقي نايف الغانم عن كثرة الوفود، قائلاً: "برهم صالح وما يقارب 35 شخصية عراقية بينهم عمار الحكيم وفائق زيدان وآخرون لحضور القسم للرئيس الإيراني رئيسي، يا ترى هل ذهبوا بوفد واحد أم عدة وفود؟ وهل ذهبوا باسم العراق أم بصفة رسمية؟ وكم هي نفقات السفر، وممن دفعت، وهل هناك حكومة أو برلمان للعراق ليحاسب، وأين الدولة إن وجدت؟".

من جهته، توقع الباحث بالشأن العراقي فراس إلياس ملامح مختلفة في العلاقة بين العراق وإيران بعهد الرئيس الجديد، متحدثاً في تغريدة له على موقع "تويتر"، عن أن إيران ستنظر إلى العراق خلال عهد إبراهيم رئيسي على أنه بوابة لبعض الحلول السياسية لاستخدامه طاولة للمفاوضات، أو نقطة لتقريب وجهات النظر مع البيئتين الإقليمية والدولية.

وقال الرئيس الإيراني خلال لقاء جمعه برئيس "هيئة الحشد الشعبي"، الجمعة، إن "الحشد كان له دور في تلاحم العراق وتماسكه والدفاع عن الشعب في مواجهة الجماعات الإرهابية". ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن رئيسي إشارته إلى أن "الحشد الشعبي" يشكل رصيداً عظيماً لتنمية العراق وتقدمه، والدفاع عن الشعب ضد مؤامرات الأجانب ومخططاتهم، بحسب وصفه.

وفي شأن متعلق بمشاركة المسؤولين العراقيين في مراسم تنصيب رئيسي، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية توضيحاً ليل الجمعة-السبت بشأن رفع علم إقليم كردستان بدلاً من العلم العراقي خلال مراسم استقبال رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، مؤكدة أن هذا الأمر وقع من طريق الخطأ. ولفتت إلى أن الأهم وضع العلم العراقي خلال اللقاء الرسمي الذي جمع رئيس الإقليم بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مؤكدة أن إيران تحترم سيادة العراق.

 

المساهمون