جدل في برلين بعد تسريب وثيقة دبلوماسية ألمانية تنتقد ترامب

20 يناير 2025
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، وارسو 19 نوفمبر 2024 (ألكسندر كالكا/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار تسريب وثيقة دبلوماسية من السفير الألماني في واشنطن جدلاً واسعاً بسبب انتقاده لدونالد ترامب، مع التركيز على مخاوف من تركيز السلطات بيد الرئيس وتأثيرها على الديمقراطية الأمريكية.
- رفضت وزارة الخارجية الألمانية التعليق على التسريب، مؤكدة أهمية التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بينما حاولت وزيرة الخارجية التقليل من أهمية التسريب مشددة على الاستعداد للتغييرات المحتملة في السياسات الأمريكية.
- أثار التسريب ردود فعل متباينة في ألمانيا، حيث اعتبر البعض أنه يضر بالعلاقات مع الإدارة الأمريكية، بينما أكد آخرون على أهمية العمل الجيد مع كل حكومة أمريكية والدفاع عن المصالح الألمانية.

تسبب تسريب وثيقة دبلوماسية من السفير الألماني في واشنطن أندرياس ميكايليس ينتقد فيها دونالد ترامب بشدة إلى وسائل الإعلام، في إثارة الجدل، أمس الأحد، عشية تنصيب الرئيس المنتخب. وأعرب السفير، الذي سيمثل بلاده في حفل تنصيب ترامب، عن قلقه من "الخطط الانتقامية" للرئيس المنتخب، ورأى أن برنامجه قد يقوض الديمقراطية في أميركا، وذلك في وثيقة سرية نشرتها، الأحد، صحيفة "بيلد". وجاءت تصريحات ميكايليس في برقية دبلوماسية، أُرسلت الثلاثاء الماضي، إلى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، دان فيها "استراتيجية التعطيل القصوى" التي يتبعها الرئيس الأميركي الجديد "لإعادة ترسيم النظام الدستوري" لبلاده، بحسب الصحيفة.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، رفضت وزارة الخارجية التعليق "من حيث المبدأ" على "وثائق داخلية أو تحليلات أو تقارير السفارات". وخروجاً عن الأعراف الدبلوماسية المعتادة، رأى ميكايليس في الوثيقة الداخلية السرية أن ترامب رجل مدفوع بـ"الرغبة في الانتقام"، معتبراً أنه قد يتجه نحو "تركيز السلطات القصوى في يد الرئيس" على حساب الكونغرس والولايات الفدرالية. واعتبر السفير الألماني، الذي كان قبل أكثر من عشرين عاماً المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، أن المبادئ الديمقراطية الأساسية للولايات المتحدة قد "تُقوض إلى حد كبير" بهذه الطريقة لممارسة السلطة.

وفي تحليله، أعرب السفير أيضاً عن قلقه من تهديدات "الترحيل الجماعي" للأجانب والإشراف على التحقيقات القضائية، مع سعي ترامب إلى تعيين حلفاء في مناصب رئيسية، على حد قوله. كما أبدى قلقه من رغبة ترامب وحليفه إيلون ماسك في فرض قيود على حرية التعبير والحد من حقوق الأقليات. ويأتي تسريب هذه البرقية الدبلوماسية في توقيت غير مؤات بالنسبة لبرلين، خصوصاً أن هذا السفير البالغ من العمر 65 عاماً سيمثل الحكومة الألمانية، اليوم الاثنين، خلال حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.

وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وجود هذه الوثيقة، لكنها شددت على أنها كانت مصنفة "سرية" وكان ينبغي أن تظل كذلك، وقالت مساء الأحد للتلفزيون الرسمي عندما سُئلت عن الموضوع: "بالطبع تعمل السفارات على كتابة التقارير، هذا هو عملها، خصوصاً عندما تكون هناك تغييرات حكومية، حتى نعرف موقفنا. وبالطبع سفارتنا في واشنطن تفعل ذلك أيضاً". وحاولت الوزيرة التقليل من أهمية الموقف، قائلة إن "الرئيس الأميركي (المنتخب) كان قد سبق له أن أعلن ما ينوي فعله، خصوصاً في ما يتعلق بالقرارات التي ستُتخَذ في البيت الأبيض مستقبَلاً (...) وعلينا بالطبع أن نكون مستعدين لذلك".

كما سعت وزارة الخارجية الألمانية إلى التقليل من أهمية التسريب في الإعلام بالقول إن الولايات المتحدة "هي أحد أهم حلفائنا"، وأضافت "علينا الحفاظ على التعاون الوثيق مع الإدارة الأميركية الجديدة بما يخدم مصالح ألمانيا وأوروبا". وقال لارس كلينغبيل، الرئيس المشارك للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتز، في مقابلة يوم السبت الماضي للصحيفة نفسها، إنه "من الضروري العمل بشكل جيد مع كل حكومة أميركية، لكن الإشارات الأولى التي وردتنا غير مشجعة"، وأضاف "نمد يدنا لدونالد ترامب"، لكن "لنكن واضحين: إذا رفض اليد الممدودة علينا أن نكون أقوياء وندافع عن مصالحنا". وكتبت صحيفة "كولنيشه روندشاو" الألمانية أن "برلين تجعل من نفسها أضحوكة قبل تغيير السلطة في الولايات المتحدة".

وبالنسبة إلى السفير الألماني السابق في واشنطن والمدير السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن فولفغانغ إيشنغر، فإن "التسريب سامّ للأسف في الوضع الحالي" لأنّ من شأنه إثارة حفيظة الإدارة الأميركية الجديدة. كما أعرب زعيم المعارضة المحافظة في ألمانيا فريدريش ميرتس، المرشح الأوفر حظا في استطلاعات الرأي لتولي منصب المستشار، عن استيائه من "نشر تعليق من سفارة ألمانية مليء بكل أنواع الانتقادات والهراء حول الرئيس الأميركي المنتخب"، وأضاف خلال اجتماع انتخابي "الرئيس الأميركي وحكومته لا يحتاجان إلى أن تُوجّه إليهما ألمانيا أصابع الاتهام". ويحاول ميرتس منذ أيام أن يبعث برسائل انفتاح.

(فرانس برس)

المساهمون