يحتدم الجدل في إسرائيل بين المستويين السياسي والعسكري حول توسيع العدوان على الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، بذريعة تصاعد المقاومة الفلسطينية ونيتها تنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين وجيش الاحتلال.
وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية "12" بأن المستوى السياسي غير متحمس لتوسيع نطاق العمليات العسكرية لجيش الاحتلال وأنه يوجد إجماع حول هذا التوجه، مشيرة إلى مشاورات جرت بين وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس ورئيس حكومة الاحتلال المؤقت يئير لبيد، طُرح خلالها التفسير ذاته "خط التماس مغلق بشكل نسبي، لجانب إنجازات استخباراتية".
وقال مصدر عسكري نقلت عنه القناة إن "مداهمة قوات الجيش للضفة الغربية بشكل ثابت ودائم ستشعل الميدان وتجر لتصعيد".
في المقابل، يصر المستوى العسكري الإسرائيلي على توسيع العدوان على الضفة الغربية. وقالت القناة الإسرائيلية إن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي صرح لسلاح الجو بتنفيذ اغتيالات في الضفة الغربية المحتلة بواسطة مسيّرات هجومية.
وأضافت القناة أن موافقة كوخافي على استخدام سلاح الجو في الضفة الغربية هي "إجراء لم يتخذه الجيش منذ سنوات" لكنه وارد في حال لم تكن هناك وسيلة بديلة "للجم الفلسطينيين المسلحين".
ووفق المصدر الذي أوردته القناة، فإن المستوى العسكري يسعى لتوسيع العدوان استنادا إلى التقديرات الأمنية التي تشير إلى إمكانية استمرار حالة "الاضطراب والتوتر" في الضفة الغربية لأيام، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقف التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال في المنطقة وتعزيز قواته في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت القناة بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تلقى إنذارات كثيرة حول التخطيط لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، والتي دفعت قيادة الجيش إلى "وقف التدريبات والدورات في جزء من الكتائب العسكرية من أجل تعزيز الدعم للقوات في الضفة الغربية"، مؤكدة أن هناك تعبئة لجنود الاحتياط في بعض المناطق.
جيش الاحتلال لا يستبعد توسيع عمليات "وفق الضرورة"
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلاً عن مصدر كبير في جيش الاحتلال أن الاشتباكات في جنين أنارت ضوءاً أحمر وأن الجيش لا يستبعد توسيع عمليات "وفق الضرورة" وأن "كل شيء مطروح على الطاولة"، على حد تعبير المصدر العسكري.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم سلاحه الجوي في تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات المقاومة الفلسطينية لأول مرة في الانتفاضة الثانية مع استهدف أمين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى في 27 أغسطس/آب 2001، والشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة حماس في 22 مارس/آذار 2004.
وقد أشرف على عملية اغتيال أحمد ياسين قائد هيئة أركان جيش الاحتلال آنذاك موشيه يعلون، ووزير الأمن شاؤول موفاز، وحصلا على ضوء أخضر بإطلاق عدة صواريخ نحو السيارة التي أقلت الشيخ من رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرييل شارون.
وذكرت القناة الإسرائيلية "12" أن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أجرى أمس الأربعاء، بمشاركة قيادة الجيش، تقييما للوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب العدوان على مخيم جنين، وفي ظل حالة التأهب القصوى التي أعلنها جيش الاحتلال خلال فترة الأعياد اليهودية.
وادعى كوخافي أن العدوان على مخيم جنين كان هدفه "إحباط تهديد محتمل" وأنه سجل نجاحا عاليا، مشيرا إلى أن المستوى العسكري مستعد لجميع السيناريوهات المحتملة، وأنه سيعمل حسب الحاجة في أي وقت ومكان لضمان سلامة سكان إسرائيل.
جيش الاحتلال يهدد السلطة: اعتقلوا المطلوبين
وهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي السلطة الفلسطينية بزيادة وتيرة المداهمات للقرى والمدن في الضفة الغربية المحتلة، في حال تراخت في حملات اعتقال مقاومين مطلوبين لقوات الاحتلال.
وذكرت قناة التلفزة الرسمية الإسرائيلية "كان 11"، مساء أمس الأربعاء، أن جيش الاحتلال أبرق رسالة للسلطة الفلسطينية، جاء فيها: "من المحتمل أن يقلص الجيش عملياته ومداهماته شمال الضفة، في حال أخذت أجهزة الأمن الفلسطينية دورها هناك".
وفي تقرير بثته الإذاعة الرسمية اليوم، أشارت إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن مدينة نابلس هي أكثر مناطق الضفة الغربية خطورة بسبب إمكانية انطلاق عمليات للمقاومة منها.
ولفتت إلى أنه على الرغم من أن "الأنشطة العسكرية تركزت هذا الأسبوع في جنين، إلا أن نابلس هي المنطقة التي تثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث إن خطر انطلاق عمليات منها كبير للغاية".