جبلة السورية تغرق في الفوضى والسلب: معارك وحرائق وغياب الأمن

07 مارس 2025   |  آخر تحديث: 23:41 (توقيت القدس)
أثناء نشر قوات الحكومة السورية في اللاذقية، 6 مارس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مدينة جبلة فوضى عارمة مع عمليات سرقة وحرق للممتلكات رغم تدخل الجيش السوري، حيث اشتعلت النيران في السيارات وتعرضت المحلات للنهب من قبل مسلحين محليين وغرباء.
- انقسمت المدينة طائفياً بين أحياء ذات أغلبية علوية وأخرى سنية، حيث حاول السكان حماية مناطقهم وسط استمرار إطلاق النار وانقطاع الكهرباء.
- تفاقمت الأوضاع مع سيطرة فلول النظام السابق على مداخل المدينة، مما أدى إلى معارك عنيفة ونداءات لتدخل الأمن العام، بينما يبقى الأهالي الخاسر الأكبر.

عمت حالة فوضى كبيرة في مدينة جبلة جنوبي اللاذقية غربي سورية خلال الساعات الأخيرة بعد عمليات سرقة واسعة وحرق للممتلكات والسيارات تواصلت رغم دخول قوات من الجيش السوري إليها لحفظ الأمن في مواجهة مجموعات مسلحة من فلول نظام بشار الأسد المخلوع. ومن مدخل المدينة الشمالي المطل على قاعدة حميميم الروسية، شوهدت أعمدة دخان كثيفة وخلت الطرقات من المارة، إلا من بعض السيارات المدنية والعسكرية.

ومع التوغل قليلاً في المدينة، ظهر حجم التدمير واسعاً في سيارات لا تزال تحترق على جانبي الطريق، منها ما قام بإحراقها فلول نظام الأسد قبل خروجهم، ومنها التي احترقت بسبب استهدافها من الفصائل المهاجمة من دون تدخل أي من سيارات الإطفاء. وعند المجمع الحكومي وسط مدينة جبلة كان لافتاً أصوات كسر المحلات التجارية وسرقتها من مسلحين، بعضهم من داخل المدينة وآخرون غرباء عن المدينة، وحمل الكثير منهم ما خف وزنه وغلا ثمنه مثل أجهزة الهواتف النقالة والحلي الذهبية.

وساد مشهد عمليات السلب والنهب حيي العمارة والجبيبات، وهما من مكونات طائفية مختلفة، وسط محاولات البعض منع السرقات وتوجيه نداءات إلى الأمن العام للتدخل وإيقاف هذه الانتهاكات. ومع مشاهد السرقات الواسعة التي زادت من بؤس المشهد، وطاولت جميع مكونات جبلة المنقسمة طائفياً، لا تزال أصوات الرصاص تسمع بين الفينة والأخرى من مناطق مختلفة في أنحاء المدينة، وسط استمرار بعض إطلاق نار من قبل مسلحين موالين للنظام السابق.

وفي الأطراف الشرقية لمدينة جبلة، وتحديداً حي العمارة وصولاً إلى الكراجات، بدا مشهد الخوف واضحاً على معظم وجوه سكان المنطقة مع استمرار حملات التفتيش للمنازل التي يقوم بها عناصر من الجيش السوري، فيما غابت الكهرباء بشكل شبه كامل عن الشوارع والمنازل بعد انقطاعها منذ ساعات الصباح. وأمس استفاقت جبلة التي غابت عنها مشاهد المعارك منذ عام 2012، وتحديداً مع اقتحام قوات النظام السابق للأحياء الجنوبية ذات الغالبية السنية، على أصوات معارك طاحنة ودوي انفجارات وإطلاق رصاص كثيف بعد سيطرة فلول النظام على مداخل المدينة الثلاثة ومهاجمة دوريات الأمن العام.

وكان لافتاً انقسام المدينة طائفياً، وهو ما لم تعشه منذ سنوات طويلة بين أحياء انتشر فيها فلول النظام يغلب عليها المكون العلوي، وأخرى من المكون السني قام شبانها بحماية أحيائهم بأنفسهم. ومع هذه الفوضى العارمة ومناشدات لتدخل الأمن العام، يبقى الأهالي هم الخاسر الأكبر من هذه المعارك.

المساهمون