جاووش أوغلو: عودة السفراء مع مصر بقرار لاحق ولا لقاءات مع نظام سورية

جاووش أوغلو: عودة السفراء مع مصر بقرار لاحق ولا لقاءات سياسية مع نظام سورية

07 سبتمبر 2021
تقدّم العلاقات مع الإمارات والسعودية (Getty)
+ الخط -

تناول وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، العلاقات مع عدد من الدول، بينها أفغانستان والإمارات والسعودية ومصر، واللقاء المجدول اليوم في أنقرة للوفدين التركي والمصري، مشيراً إلى أن "تبادل السفراء مع مصر مرتبط باتخاذ قرار مشترك".

وقال جاووش أوغلو، في مقابلة صحافية مع قناة "إن تي في" التركية، إنّ "تبادل السفراء مع مصر مرتبط باتخاذ قرار مشترك في الفترة المقبلة، إذ إنّ الوفد المصري يجري اليوم في أنقرة مفاوضات، في جولة ثانية بعد زيارة الوفد التركي إلى القاهرة سابقاً".

وأضاف "اليوم هناك لقاءات، وفي المرحلة اللاحقة، إن اتّخذ قرار متبادل، يمكن الإقدام على خطوات في تعيين السفراء عندها"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ "تركيا مستعدة في حال طلبت مصر البدء بمشاورات تحديد صلاحيات النفوذ البحري".

ولفت في هذا الصدد إلى أنّ "مصر ستحقق مساحة بحرية أكبر في حال توافقت مع تركيا، وهو أمر ممكن، إذ إنّ العلاقات الاقتصادية تتطور يوماً بعد يوم".

من جهة ثانية، اعتبر الوزير التركي أنّ "أي اتفاقية دولية تستبعد تركيا شرق المتوسط لا صلاحية لها، ولا يمكن لمنتدى شرق المتوسط العمل من دون تركيا التي لن تتنازل عن أي حق من حقوقها، وهو ما أظهرته على الساحة".

وأعلنت وزارتا الخارجية المصرية والتركية، قبل نحو أسبوع، عن عقد جولة ثانية من المباحثات الاستكشافية، في العاصمة التركية أنقرة، يومي 7 و8 سبتمبر/ أيلول.

وذكرت الوزارتان، في بيانين منفصلين، أنّ السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية، سيترأس الوفد المصري في المباحثات التي ينتظر أن تتناول العلاقات الثنائية بين الجانبين، فضلاً عن عدد من الملفات الإقليمية، فيما يمثل الجانب التركي نائب الوزير سادات أونال.

تقدم العلاقات مع الإمارات

وعن العلاقة مع الإمارات، أوضح جاووش أوغلو أنه "لم تكن هناك مشكلة بيننا وبين الإمارات، ولا توجد في العلاقات الدولية عداوة دائمة أو صداقة دائمة، هي علاقات ثنائية متعلقة بالخطوات التي تقدم عليها الدول لتطبيع العلاقات، وكانت هناك لقاءات متبادلة، وفي النهاية هناك تقدم إيجابي، وإن استمر، فستعود العلاقات لسكّتها الطبيعية".

كذلك، رأى أنّ "العلاقات مع السعودية أيضاً يمكن أن تعود لسكّتها، ولا توجد مشكلة من جهة تركيا، ولكن الرياض عملت على تكبير بعض المسائل، متخذة موقفاً سلبياً تجاه تركيا".

لا لقاءات سياسية مع دمشق

وفي ما يتعلق بالتواصل مع النظام السوري والادعاءات التي تحدثت عن لقاء بين رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ونظيره لدى النظام علي مملوك، أكد جاووش أوغلو أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي لقاء سياسي مع الإدارة الحاكمة في دمشق.. الدبلوماسيون يلتقون بعضهم بعضاً بمسائل الأمن ومكافحة الإرهاب".

في المقابل، نفت وزارة الخارجية والمغتربين لدى حكومة النظام السوري، اليوم الثلاثاء، وجود أي تواصل أو مفاوضات مع تركيا في عدة مجالات، أبرزها مكافحة الإرهاب.

ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، قوله إن "الجمهورية العربية السورية تنفي بشكل قاطع وجود أي نوع من التواصل والمفاوضات مع النظام التركي، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب". 

وأشارت الوكالة إلى أن ذلك يأتي "تعقيباً على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول وجود مفاوضات مع دمشق في قضايا أمنية ومكافحة الإرهاب".

وزعم مصدر "سانا"، أنه "بات معروفاً للقاصي والداني أن النظام الحاكم في أنقرة هو الداعم الرئيسي للإرهاب، وجعل من تركيا خزاناً للتطرف والإرهاب الذي يشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ويخالف بشكل فاضح قرارات الشرعية الدولية حول مكافحة الإرهاب".

العلاقات مع واشنطن

إلى ذلك، قال جاووش أوغلو إنّ "الانسحاب الأميركي من سورية هو خيار واشنطن، ولكن انسحابها من العراق وأفغانستان سبّب فوضى في البلدين.. تركيا توجد في سورية بسبب مخاطر الإرهاب وتتصرف بما يناسب القانون الدولي، وتدعم أنقرة وحدة الحدود السورية، وأميركا بدعم الوحدات الكردية والعمال الكردستاني تعمل عكس الأهداف التركية، فلا يمكن قبول منطق أميركا بأنها موجودة في المنطقة بسبب النفط".

ولفت إلى أنّ على الولايات المتحدة "تقبل شراء تركيا الصواريخ الروسية إس 400، وإن سمح الكونغرس بتوريد صواريخ باتريوت لتركيا، فيمكن لأنقرة شراؤها".

وأدت عملية شراء تركيا الصواريخ الروسية إلى عقوبات أميركية على بعض الشخصيات وتصدّع في العلاقات المشتركة، بينما ساهم الدعم الأميركي لوحدات "حماية الشعب" الكردية في سورية في تأجيج الخلافات بين البلدين.

مطار كابول

وفي ما يتعلق بأفغانستان ومطار كابول تحديداً، قال الوزير التركي: "لا يزال في المطار 19 فنياً تركياً يعملون هناك، ولكن الأهم من سيؤمّن المطار".

وبيّن أنّ "حركة طالبان قد تكون في الخارج تؤمن المطار، وفي الداخل يجب أن يكون ثمة طرف يثق به المجتمع الدولي عبر شركات أمنية أو عبر عدة دول، إن كانت طالبان لا تريد جنوداً أجانب، يمكن أن تقوم شركات بهذه المهمة، لأنه من دون الأمن، وإن رغبت شركات الطيران بتنفيذ رحلات، فإن شركات التأمين لن تسمح لذلك".

وعن الاعتراف التركي بـ"طالبان"، قال "لا يجب الاستعجال، تركيا ترى أنه يجب أن تكون هناك حكومة شاملة للجميع، وأن يكون هناك مكان للنساء، وتركيا تنقل وجهة نظرها لطالبان"، نافياً أن "تكون تركيا قد تلقت دعوة لحضور إعلان تشكيل الحكومة الجديد في أفغانستان".

المساهمون