جاووش أوغلو بعد لقاء لافروف: ندعو لاستمرار وصول المساعدات إلى سورية

جاووش أوغلو بعد لقاء لافروف: ندعو لاستمرار وصول المساعدات إلى سورية

30 يونيو 2021
من اللقاء بين الوزيرين اليوم (الأناضول)
+ الخط -

عقد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الأربعاء، لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ولاية أنطاليا التركية، بحثا خلاله عدداً من الملفات، لا سيما سورية وليبيا.

وقالت مصادر تركية رفيعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاجتماع تطرق للوضع الميداني في إدلب شمال غربي سورية، وجرى التأكيد على أهمية الاتفاقات التي عقدت بين رئيسي البلدين في العام 2020، نافية أن تكون هناك أي اتفاقات جديدة في المنطقة، في ظل تأكيد تركي للجانب الروسي على رفض أي مطالب تتعلق بالانسحاب من أي مواقع، موضحة أنّ حديث لافروف عن منطقة غير عسكرية كان إشارة للاتفاقات السابقة دون أن تكون هناك توافقات جديدة. 

وأظهرت التصريحات المشتركة أنّ هناك حفاظاً على نوعين من العلاقات بين البلدين، الأول يتعلق بالعلاقات الثنائية التي تشهد توافقاً وانسجاماً، فيما تشهد الملفات الإقليمية والدولية خلافات عدة.

وقال جاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف بعد اللقاء، إنّ تركيا ستواصل العمل مع روسيا من أجل السلام والعملية السياسية في سورية، مشدداً على أهمية استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية، مشيراً إلى أنّ "تركيا تجري محادثات مع روسيا وأعضاء مجلس الأمن بشأن تمديد قرار توصيل المساعدات عبر الحدود إلى سورية".

وينتظر أن يناقش مجلس الأمن الدولي، في 10 يوليو/تموز المقبل، قرار تمديد الآلية الدولية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية، عبر معبر باب الهوى الحدودي، حيث يعتبر هذا الملف مهماً للنازحين والمهجرين السوريين المقيمين في إدلب، في ظل حديث روسي عن إدخال المساعدات عبر النظام والأجهزة التابعة له.

وأضاف أوغلو: "سواء في سورية أو ليبيا، نحن نؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار، وهناك توافق مع روسيا بشأن ذلك"، مذكراً بأنّ اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر لم يلتزم بوقف إطلاق النار سابقاً في ليبيا، مشدداً على أهمية دعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة في مهامها.

وذكّر بأنّ "تركيا موجودة في ليبيا عبر مستشاريها فقط الذين يقدمون الاستشارة إلى الحكومة الليبية بطلب منها ووفق اتفاق سابق معها".

وشدد جاووش أوغلو على أنّ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والليبية أمر مهم بالنسبة لتركيا، لافتاً إلى أنّ هناك التزاما بمسار أستانة بشأن سورية، مؤكداً أنّ تركيا تترقب الجولة الجديدة "للخروج بنتائج إيجابية ومثمرة". 

وقال أوغلو إنّ "على النظام السوري إظهار الإرادة للالتزام بمسار أستانة، وعلى جميع الدول وقف دعم الإرهابيين في سورية". 

على صعيد آخر، رحّب أوغلو بزيادة الرحلات من روسيا إلى تركيا، مضيفاً أن "أي إجراءات هي تطبق مع جميع الدول لطمأنة القطاع السياحي وسط أزمة كورونا". وقال رداً على سؤال "نطمئن بأن قناة إسطنبول لن تؤثر على اتفاقية مونترو، واتفاقية مونترو لن تؤثر بدورها على القناة".

من جهته، قال لافروف إنه تم بحث الأوضاع في سورية وأفغانستان وأوكرانيا والعلاقات الثنائية خلال اللقاء مع جاووش أوغلو، مشيراً أيضاً إلى بحث الجهود المشتركة بين روسيا وتركيا في إقليم ناغورنو كاراباخ، مشيداً بأنشطة مركز القيادة الروسي التركي المشترك في أذربيجان.

ورأى لافروف أنّ "العقوبات تؤثر على الوضع في سورية وتحول دون تطبيع الوضع هناك"، مشدداً على "ضرورة بقاء الممرات الإنسانية بين سورية وتركيا نظراً لتلبيتها حاجات المدنيين". 

وحول سورية قال: "نرغب بتأسيس الحل السياسي في البلاد وهناك محاولات ونزعات انفصالية شرق الفرات لا يمكن السماح بها، ونعمل مع تركيا وفق مبادئ أستانة دون تقسيم البلاد، وهناك اجتماع مقبل بمشاركة الأطراف المختلفة وأميركا انسحبت من هذه الاجتماعات، وعلى المبعوث الأممي غير بيدرسن تشجيع الأطراف السورية للتوصل إلى توافق للجولة المقبلة للجنة الدستورية عبر حراك دبلوماسي لحل الخلافات"، موضحاً أنه "تمت دعوته لموسكو وربما يكون لقاء في يوليو/تموز المقبل، ويمكن أن يكون هناك اجتماع شامل".

وزاد: "هناك حاجة إنسانية للسوريين والمجتمع الدولي يمتنع عن تقديم المساعدة للشعب السوري عبر دمشق، ويجب أن تكون هناك مقاربة صادقة حيال هذا الملف، من أجل تلبية احتياجات السوريين".

وفي ما يتعلق بليبا قال: "نرغب بتأسيس مسودة دستور وعقد الانتخابات وفق الاتفاقات وصولا للحل السياسي بمشاركة جميع الأطراف ويجب حل الخلافات في ليبيا وفق المسار الذي يسير مع وحدة البلاد".

ورداً على سؤال، قال لافروف: "لن نقبل أي تدخل أجنبي في قضايا روسيا، سواء من الولايات المتحدة أو غيرها، كما لا نقبل تلقي الدروس كتلامذة من أحد".

المساهمون