وسط أحداث مثقلة بالتهديدات على الساحة الدولية، تُمنح جائزة نوبل للسلام، يوم الجمعة، في أوسلو، فهل تتم إدانة فظائع الحرب في أوكرانيا، أم سيدق ناقوس الخطر في مواجهة الآثار الكارثية لظاهرة الاحتباس الحراري؟
مع اقتراب يوم الحسم، ينقسم الخبراء بين الذين يميلون إلى منح جائزة على شكل انتقاد للهجوم الذي شنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أوكرانيا، وبين الذين يتوقعون تذكيراً بالضرورة الملحة لوقف ارتفاع درجات حرارة الأرض، وربما يمكن للجنة نوبل أيضاً قلب التنبؤات رأساً على عقب واختيار مسار مختلف تماماً.
بالنسبة لمدير معهد أوسلو لأبحاث السلام هنريك أوردال، فإن زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى، سفيتلانا تيخانوفسكايا، والمعارض الروسي، أليكسي نافالني، المسجون بعد تعرضه لمحاولة تسميم، يستحقان نيل الجائزة معاً.
يقول "إنهما بطلان يؤيدان الديموقراطية في بلديهما". ويضيف "كان كل من نافالني وتيخانوفسكايا معارضين شديدين للحرب في أوكرانيا".
وبينما لم يكن موقف أوسلو واضحاً من نزاع بين دولتين منذ الحرب العالمية الثانية، هناك طريقة أخرى لتخصيص هذه الجائزة للجهات التي توثق جرائم الحرب المزعومة في أوكرانيا، مثل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أو موقع بيلينغكات الاستقصائي.
لكن، ماذا عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أصبح شخصية رمزية في مقاومة الغزو الروسي، ويعتبر من الأوفر حظاً لدى المراهنين؟
يقول أوردال "ستفكر اللجنة ملياً قبل منح الجائزة لرئيس في حالة حرب (...) حتى لو كانت أوكرانيا ضحية هذه الحرب". ويضيف "ستكون هناك فظائع دائماً حتى من الجانب الأوكراني".
يحق لآلاف الأشخاص حول العالم (برلمانيون، ووزراء من جميع البلدان، وفائزون سابقون، وبعض الأساتذة الجامعيين) اقتراح ترشيح شخص ما قبل الموعد النهائي في 31 يناير/ كانون الثاني.
كما ويمكن لأعضاء لجنة نوبل تقديم مقترحاتهم في اجتماعهم الأول، الذي عُقد بعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
غريتا؟
يرى مراقبون آخرون أن التعبئة في مواجهة حالة الطوارئ المناخية ستكون أيضاً جديرة بنيل جائزة نوبل، بعد عام تميز مرة أخرى بأحداث مناخية قصوى من موجة الحر القياسية التي سجلت هذا الصيف في أوروبا، إلى الفيضانات المدمرة في باكستان.
وأكد خبراء الأمم المتحدة ذلك في تقرير لا لبس فيه نشر في إبريل/ نيسان، أكد فيه الرئيس المشارك للمجموعة المسؤولة عن وضع التقرير، جيم سكي، أن "الآن هو الوقت المناسب للحد من ظاهرة الاحتباس على 1,5 درجة مئوية".
تقول مديرة مجلس السلام النروجي، أودا أندرسن نيبورغ، إنه "من خلال منح جائزة السلام لقضية المناخ، فإن لجنة نوبل لديها فرصة فريدة لتقول إن الأزمات العديدة التي يواجهها العالم يجب أن تحل معاً".
من بين الأسماء المذكورة في هذا المجال الفتاة السويدية المدافعة عن قضية المناخ غريتا ثونبرغ، وعالم الطبيعة البريطاني ديفيد أتينبورو، بالإضافة إلى نشطاء آخرين.
هناك أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أو اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، أو وزير خارجية توفالو، سايمون كوفي، الذي باتت بلاده مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر.
خارج إطار المناخ يعتبر نشطاء الحقوق والحريات الصينية، أو الأفغانية، أو الإيرانية، أو منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية لمكافحة الفساد، أو محكمة العدل الدولية، مؤهلين للحصول على جائزة نوبل.
وفقاً للباحث في المعهد النرويجي للشؤون الدولية، يمكن للجنة نوبل أيضاً الامتناع عن منح الجائزة كما حصل قبل 50 عاماً.
وصرح لوكالة فرانس برس أنه "لا يمكن لأحد الادعاء بتحقيق خرق كبير في مجال السلام، فالنزاعات تبدو بلا نهاية، ويبدو أن المعاهدات تم وضعها لتخرق".
العام الماضي، تم منح جائزة نوبل لاثنين من المدافعين عن حرية الصحافة الفيليبينية، وهما، ماريا ريسا، والروسي دميتري موراتوف، مع تهديد وسيلتي الإعلام اللتين ينتميان اليها بالإغلاق أو بإلغاء ترخيصهما.
(فرانس برس)