تونس: تنديد واستياء من مضايقة عائلات نواب "ائتلاف الكرامة"

تونس: تنديد واستياء من مضايقة عائلات نواب "ائتلاف الكرامة"

20 اغسطس 2021
ممارسات أمنية تذكّر بزمن الدكتاتورية (Getty)
+ الخط -

يعم الغضب والاستياء في تونس؛ بسبب مضايقات أمنية وترويع لعائلات برلمانيين وسياسيين ملاحقين قضائياً، غالبيتهم من "ائتلاف الكرامة"، معتبرين أنّ هذه الممارسات تمسّ بكرامة التونسيين وحقوقهم الإنسانية، وتمثل خطراً على ما تحقق من مكاسب الثورة والديمقراطية. 

واتهم سياسيون وحقوقيون السلطات التونسية بتعمد مضايقة عائلات نواب من "ائتلاف الكرامة" للضغط عليهم، فيما ذهب آخرون أبعد من ذلك باتهام الرئيس التونسي قيس سعيد بالتضييق على خصومه من خلال ترويع عائلاتهم، مشيرين إلى أنّ هذه الممارسات تعتبر إيذاناً بمرحلة جديدة تهدم مكتسبات الثورة من حقوق وحريات دستورية. 

وأطلق رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة"، سيف الدين مخلوف، صيحة فزع حول ما تتعرض له زوجته من مضايقات أمنية رغم انتمائها لسلك المحاماة، غير أنها تتعرض لتضييقات بسبب مواقف زوجها وانتمائه الحزبي لـ"ائتلاف الكرامة". 

ونشر مخلوف، أول أمس الأربعاء، فيديو على صفحته في "فيسبوك"، يظهر طول انتظار زوجته لعملية تثبّت من وحدات الأمن، مشيراً إلى أنها تتعرض لمضايقات. 

إلى ذلك، نشرت زوجة النائب عن "ائتلاف الكرامة" محمد العفاس فيديو تظهر فيه مع أفراد عائلتها وأبنائها باكية، تتحدث عن حجم الترويع الذي تعرضت له أثناء مداهمة منزله.

بدورها كتبت ابنة النائب ورئيس المكتب السياسي لـ"ائتلاف الكرامة" عبد اللطيف العلوي، منشوراً تتحدث فيه عن حجم الترويع والخوف والرهبة التي تعرضت لها العائلة، بينما يقبع أغلب منازل نواب الكرامة تحت رقابة أمنية مكثفة بحسب ما بيّنه المعنيون. 

واعتبر الأمين العام لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، والمحامي الحقوقي سمير بن عمر، على صفحته في "فيسبوك"، الأربعاء، أنّ المضايقات "التي يتعرض لها أقارب وعائلات النواب المعارضين للانقلاب واستهداف النساء عبر بعض الممارسات القذرة، مثل ثقب عجلات سيارة النائب سيف الدين مخلوف وترويع العائلات وحملات التشويه.... إلخ، ليست سوى إعادة استنساخ بائسة لممارسات بوليس بن علي، وهي جرائم تدخل تحت طائلة القانون وتستوجب المؤاخذة الجنائية، وتجب إدانتها بدون مواربة"، بحسب تعبيره. 

فيما اعتبرت محامية نواب "ائتلاف الكرامة" إيناس حراث، على حسابها في "فيسبوك"، الأربعاء، أنّ "الهدف من هرسلة (مضايقة) عائلات النواب والسياسيين ليس فقط ترهيبهم وإيذاءهم نفسيا بل كذلك عزلهم اجتماعياً"، مشيرة إلى أنّ "سلطات الانقلاب تسعى إلى جعل زيارة هذه العائلات من قبل الأجوار والأقارب والأصدقاء مخاطرة وموجبا لجعل الزوار بدورهم محل هرسلة أمنية".

وتابعت: "بعد ترذيل المشهد السياسي إلى درجة إقناع جزء من الشعب بأنه غير راغب أصلا في الحفاظ على المسار الديمقراطي والاحتكام للصناديق واحترام مبدأ الفصل بين السلَط وعلوية الدستور، انتقلنا مباشرة إلى مرحلة الترهيب والعزل والتشويه تمهيدا للتصفية المعنوية...". 

إلى ذلك اعتبر القيادي في "حركة النهضة" ووزير حقوق الإنسان السابق سمير ديلو أن "التّغاضي عن التّجاوزات بتعلّة القطع مع ما فات وتوسّم الخير في ما هو آت تعبير انفعاليّ عابر وإن طال"، مشدداً على أنه "لن تبقى سوى المبدئيّة" وعلى أنه "من حقّ الشّعوب التّرحيب بالتّغيير دون مقايضة الحرّيّة بالأمن" في إشارة ضمنية إلى الإجراءات التي اتخذها سعيّد.

وكتب ديلو، في تدوينة نشرها الأربعاء بصفحته على "فيسبوك"، استهلها بمقولة نيلسون مانديلا "ليس حراً من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بإهانة"، قائلاً: "مرّة أخرى، والأرجح، للأسف، أنّها لن تكون الأخيرة، من يسكت (أو يشعر بالتّشفّي) إزاء ما يتعرّض له بعض النّوّاب حسب موقفه من انتماءاتهم... يفقد أهمّ مرتكزات القدرة على الإقناع: المصداقيّة، وعليه أن يستبق لحظة يكون فيها في موضع من سكت على التّجاوز بحقّهم" بحسب تعبيره. 

وكتب مؤسس حزب "تيار المحبة" الهاشمي الحامدي، على صفحته متسائلاً "هل قام انقلاب 25 يوليو بالأساس لقمع ائتلاف الكرامة؟ هل سيزدهر اقتصاد تونس باعتقال نوابه وترويع عائلاتهم؟ هل هذا ما يريده الشعب التونسي حقا؟ اللهم إن هذا منكر كبير؟، بحسب تعبيره.