تونس: "اتحاد الشغل" يدعو لوضع خارطة طريق تنهي المرحلة الاستثنائية

تونس: "اتحاد الشغل" يدعو لوضع خارطة طريق تنهي المرحلة الاستثنائية

10 نوفمبر 2021
عبّر الاتحاد عن مساندته مطالب أهالي عقارب (Getty)
+ الخط -

دعا  الاتحاد العام التونسي للشّغل، اليوم الأربعاء، إلى توضيح الرؤية السياسية والإسراع بإنهاء الغموض المخيّم على الوضع العام، ووضع خارطة طريق تنهي المرحلة الاستثنائية وتحدّد الآفاق بما يوفّر شروط الاستقرار ومواصلة بناء الديمقراطية.

وعبر الاتحاد في بيان له عقب انعقاد هيئته الإدارية الأربعاء، عن "اعتزاز النقابيين بالانتماء إلى الاتحاد العام التونسي للشغل والاستعداد الدائم للتصدّي لكلّ حملات التشويه وافتعال القضايا التي تستهدف النقابيات والنقابيين".

أدان البيان " كلّ الأطراف التي تقف وراء حملات الشيطنة والتشهير وإشاعة مناخ الشحن والتجييش والتحريض"، محملة هذه الأطراف المسؤولية التي تترتب على ذلك من دفع إلى التهجم والعنف والاعتداءات.

وأكد البيان التمسّك اللاّمشروط بـ"الحفاظ على استقلالية الموقف النقابي بعيداً عن كلّ اصطفاف، وكذا التمسك بالدور الوطني للاتحاد الذي تتعزّز أهمّيته خاصّة في هذا الظرف الصعب الذي تمرّ به البلاد".

وجدد البيان رفض الاتحاد المطلق للتدخّل الأجنبي في الشأن الدّاخلي التونسي، معبرًا عن إدانته تحريض البعض ضدّ تونس، كما أكد ضرورة إجراء حوار وطني حقيقي وفق شروط وضوابط تُبنى على "خدمة الوطن ونظافة اليد".

وشدّد على "وجوب النأي بالإدارة التونسية عن التجاذبات السياسية والتوظيفات الحزبية ومحاولات إخضاعها للولاء للسلطة التنفيذية"، مؤكدًا على ضرورة احترام استقلالية القضاء، كما دعا إلى إصلاح عاجل للمرفق القضائي ليتمكن من القيام بدوره.

وطالب الاتحاد الحكومة بـ"اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ارتفاع الأسعار ومنع الاحتكار وإنقاذ المقدرة الشرائية للتونسيات والتونسيين".

وعبّر الاتحاد عن مساندته مطالب أهالي عقارب، معربًا عن وقوفه ضد سياسة القتل البطيء التي تمارس عليهم منذ عقود، فيما عبر كذلك عن إدانته اللجوء إلى الحلول الأمنية مؤكدًا فشلها في فرض أمر واقع، محملًا السلطات المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات التي تمارس بحق أهالي عقارب.

واستنكر الاتحاد استمرار أزمة النفايات في مدينة صفاقس، داعيًا إلى الإسراع في تكوين خلية أزمة والمبادرة بإيجاد نقاط تجميع وقتية بسقف زمني محدّد تُحترم فيها الضمانات العلمية، فيما طالب الاتحاد بضمان حقوق العاملين في مصبّ "الڤنّة" و"إيجاد الحلول لكلّ المصبّات والبدء في وضع تصوّرات واستراتيجيات وطنيّة جديدة، في مجال البيئة ومعالجة النفايات".

وفي سياق آخر، ناشد الاتحاد العالم بالوقوف مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من استنزاف يومي على يد السلطات الإسرائيلية، معربًا عن خشيته على حياة الأسرى المضربين عن الطعام خاصة الأسيرين كايد الفسفوس المضرب منذ 118 يومًا ومقداد القواسمة المضرب منذ 112 يومًا.

وقفة أمام المسرح البلدي احتجاجاً على العنف الأمني في عقارب

نفّذ عشرات التونسيين يوم الأربعاء، أمام المسرح البلدي بالعاصمة وقفة مساندة لأهالي مدينة عقارب بمحافظة صفاقس، إثر القمع البوليسي الذي تعرضوا له أثناء تحركاتهم الاحتجاجية الرافضة لإعادة فتح مصب النفايات بمنطقة القنة. 
ورفع المحتجون العديد من الشعارات المنددة بعنف قوات الأمن، حاملين صورة الشاب عبد الرزاق الأشهب الذي توفي أثناء الاحتجاجات مساء أمس بمدينة عقارب.
وكان من المفترض أن تُنظم وقفة المساندة أمام مبنى وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة، إلا أن الأمن منع الشبان من الوصول إلى الوزارة، وأرغمهم على البقاء أمام المسرح البلدي. 
وقفة منددة بالعنف الأمني في عقارب

وأكد الناشط المدني وائل نوّار في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن "هذه الوقفة تأتي في سياق  التضامن مع أهالي عقارب واحتجاجا على الحل القمعي الذي انتهجته وزارة الداخلية والسلطات الرسمية والتي أدت إلى استشهاد الشاب والناشط البيئي عبد الرزاق".
وأضاف نوّار: "اليوم أردنا أن تكون الوقفة أمام وزارة الداخلية باعتبارها هي من استعملت العنف وللتأكيد على أن وزير الداخلية ورئيس الجمهورية هما المسؤولان عن هذا الوضع وتأججه نحو الأسوأ".
ويستطرد نوّار: "لكن الحل القمعي كان حاضرا مرة أخرى في شارع الحبيب بورقيبة، حيث إن جحافل من الشرطة منعتنا من التوجه إلى وزارة الداخلية بالرغم من أن وقفتنا الاحتجاجية سلمية، عدا عن الحضور القليل الذي لا يستدعي كل هذه التخوفات".

وأشار وائل نوّار، إلى أن المشاركين اضطروا لتنظيم الوقفة المساندة أمام المسرح البلدي، مطالبين بضمان حقهم في بيئة سليمة.
من جهتها، قالت الناشطة السياسية نجلاء قدية: "قررنا تنظيم هذا التحرك بعد حادثة وفاة الشاب الذي دافع عن منطقته وجهته"، مشيرة إلى أنه "لم يطالب بالرفاهية وإنما ببيئة سليمة، ليتم ضربه بالغاز المسيل للدموع مما أدى إلى وفاته".
وتُضيف: "أردنا بالتالي التعبير عن مساندتنا للقضية البيئية في عقارب ولنؤكد على أن القمع البوليسي لم ينته لا بعد 14 يناير/ كانون الثاني ولا بعد 25 يوليو/ تموز، فلا تزال نفس السلوكيات ونفس العنف الذي يمارس على المحتجين وعلى المطالبين بحقوقهم".

وقفة منددة بالعنف الأمني في عقارب

يذكر أن مدينة عقارب من محافظة صفاقس، تشهد منذ يومين احتجاجات عارمة أدت إلى تنفيذ إضراب عام في القطاعين العام والخاص يوم الأربعاء تسبب في شلل تام وإقرار يوم حداد على إثر وفاة الشاب التونسي عبد الرزاق لشهب خلال الاحتجاجات، الإثنين، جراء إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
ورغم نفي وزارة الداخلية وفاة الشاب بسبب الغاز المسيل للدموع، فإن عائلته أصرّت على أنه توفي نتيجة الاختناق.