توماس برّاك يدعو الشرع لتبني نهج أكثر شمولاً

23 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 08:33 (توقيت القدس)
توماس برّاك خلال مقابلة صحافية في بيروت، 22 يوليو 2025 (إيميلي ماضي/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا المبعوث الأميركي توماس برّاك الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تبني نهج أكثر شمولاً وإعادة تقييم سياساته لتجنب فقدان الدعم الدولي وتفتيت البلاد، مشيراً إلى أهمية إعادة النظر في تكوين الجيش وطلب المساعدة الأمنية الإقليمية.
- نفى برّاك مسؤولية قوات الأمن السورية عن الانتهاكات بحق المدنيين الدروز في السويداء، مشيراً إلى تورط محتمل لمسلحي "داعش"، وأكد أن وقف إطلاق النار أنهى القتال بين مسلحي العشائر والفصائل الدرزية.
- شدد برّاك على أهمية الحوار مع إسرائيل وذكر أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً، مشيراً إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل في الوقت المناسب.

دعا المبعوث الأميركي إلى سورية توماس برّاك الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تقويم سياساته وتبني نهج أكثر شمولاً بعد جولة جديدة من الاشتباكات الدامية الأسبوع الماضي، وإلا سيكون مهدداً بفقدان الدعم الدولي وتفتيت البلاد. وقال برّاك إنه نصح الشرع في مناقشات خاصة بمعاودة النظر في تكوين الجيش قبل الحرب وطلب المساعدة الأمنية الإقليمية. وفي مقابلة في بيروت، قال برّاك لوكالة "رويترز" إنه من دون تغيير سريع، فإن الشرع يخاطر بفقدان القوة الدافعة التي أتت به ذات مرة إلى السلطة.

وأضاف توماس برّاك أنه يتعين على الشرع القول "سأتأقلم سريعاً، لأنني إن لم أفعل سأفقد طاقة الكون التي كانت تقف ورائي"، وقال إن الشرع يمكن أن "ينضج بصفة رئيس ويقول.. الشيء الصحيح الذي يجب أن أفعله هو ألا أتبع أسلوبي الذي لا يحقق المرجو منه". ووصل الشرع إلى السلطة في سورية بعدما أطاح مسلحون تحت قيادته بنظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتعهد بحماية أفراد الأقليات الطائفية العديدة في سورية. إلا أن هذا التعهد بات على المحك، أولاً من خلال المواجهات التي جرت مع أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد في مارس/آذار، والآن من خلال الاشتباكات الدامية الأخيرة في السويداء بالجنوب الغربي.

وقال برّاك إن الحكومة الجديدة يجب أن تفكر في أن تكون "أكثر شمولاً على نحو أسرع" في ما يتعلق بدمج الأقليات في هيكل الحكم. لكنه رفض أيضا التقارير التي تقول إن قوات الأمن السورية مسؤولة عن الانتهاكات بحق المدنيين الدروز في السويداء، وأشار إلى أن مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي ربما كانوا متنكرين في زي الحكومة وأن المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي يسهل التلاعب بها وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها.

وقال "لم تدخل القوات السورية إلى المدينة. هذه الفظائع التي تحدث لا ترتكبها قوات النظام السوري. إنهم ليسوا حتى في المدينة لأنهم اتفقوا مع إسرائيل على عدم دخولها". ساعدت الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي ما أدى إلى إنهاء القتال الذي اندلع بين مسلحي العشائر البدوية والفصائل الدرزية في 13 يوليو/ تموز.

وقال توماس برّاك إن المخاطر في سورية عالية للغاية، في ظل عدم وجود خطة خلافة أو بديل ممكن للسلطات الجديدة. وأضاف "مع هذا النظام السوري، لا توجد خطة بديلة. إذا فشل هذا النظام السوري.. وهناك من يحاول دفعه للفشل.. (لكن) لأي غرض؟ فلا يوجد خليفة له". ورداً على سؤال عما إذا كانت سورية يمكن أن يؤول بها الحال إلى ما آلت إليه ليبيا وأفغانستان، قال "نعم، بل أسوأ من ذلك".

وقالت الولايات المتحدة إنها لم تدعم الغارات الجوية الإسرائيلية على سورية، التي زعمت تل أبيب أنها نفذت لـ"حماية" الدروز في السويداء. وقال برّاك إن الغارات زادت "الارتباك" في سورية. وتصف إسرائيل المسؤولين الحاليين في دمشق بأنهم متشددون خطيرون، وتعهدت بإبقاء القوات الحكومية بعيداً عن جنوب غربي سورية وحماية الأقلية الدرزية السورية في المنطقة، وشجعها على ذلك تحريض من الطائفة الدرزية في إسرائيل.

وقال برّاك إن رسالته إلى إسرائيل هي إجراء حوار لتهدئة مخاوفها بشأن القادة الجدد في سورية، وإن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دور "الوسيط النزيه" للمساعدة في تبديد أي مخاوف، وإن الشرع لمّح في بداية حكمه إلى أن إسرائيل ليست عدوا له، وأنه يمكن أن يطبع العلاقات معها في الوقت المناسب، وإن الولايات المتحدة لا تفرض الشكل السياسي الذي يجب أن تكون عليه سورية سوى أن يتسم بالاستقرار والوحدة والعدالة والشمول. وأضاف "إذا انتهى الأمر بحكومة اتحادية، فهذا هو قرارهم. والإجابة عن هذا السؤال هي أن الجميع قد يحتاجون الآن إلى التكيف".

(رويترز، العربي الجديد)