توقعات تركية بعقد جولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وكييف

04 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 11:27 (توقيت القدس)
الوفد الأوكراني المشارك في محادثات إسطنبول، 2 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن توقعاته لجولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وكييف، مشددًا على أهمية استمرار الحوار لتحقيق السلام، ومؤكدًا على موقف تركيا الثابت ضد الحروب في المنطقة.
- أشار فيدان إلى الجهود التركية لوقف الحرب، مثل اتفاقية شحن الحبوب وتبادل الأسرى، وأوضح استعداد الرئيس أردوغان لاستضافة اجتماع قمة لتحقيق تقدم في المفاوضات.
- تناول فيدان تأثير التغيرات السياسية في الولايات المتحدة على الصراع، مشيرًا إلى انتهاء المساعدات لأوكرانيا قريبًا، واستمرار التعاون مع الولايات المتحدة في هذا السياق.

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان

، الثلاثاء، أنه يتوقع انعقاد جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى تحقيق السلام بين موسكو وكييف. وقال فيدان في تصريحات لقناة "تي آر تي خبر" الرسمية: "ما نتوقعه هو أن تكون هناك جولة أخرى، لأن كلا الجانبين يرى أن اللقاءات تعود بفائدة". وأوضح فيدان أنه لم تكن هناك مناقشات حادة خلال المحادثات التي جرت بين وفدي البلدين في إسطنبول، وأن المفاوضات جرت في أجواء جيدة.

وتابع: "بالنظر إلى الظروف الحالية والبيئة النفسية المحيطة، والحالة النفسية بسبب الحرب، عُقد أفضل اجتماع ممكن على الإطلاق"، وأشار إلى أن النقطة المهمة هي عدم مغادرة الطاولة، والاستمرار في موقف يؤيد وقف إطلاق النار والسلام، مبينا أن هذه هي نصيحة تركيا للطرفين. وتابع: "ليس المهم أن تكون هذه الطاولة في تركيا أم لا، لكن الضروري أن يستمر هؤلاء الزملاء بالاجتماع على طاولة واحدة ومواصلة الحوار".

وأكد وزير الخارجية التركي أن موقف أنقرة من الحرب بين روسيا وأوكرانيا ثابت منذ البداية، "لأنها لا تريد رؤية حروب في المنطقة". وأوضح أن العالم يواجه حربا أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من مليون إنسان، وتدمير مدن كبرى، وشل الاقتصاد الإقليمي. وأردف: "هذا الصراع بات يتحول إلى حرب عالمية، ومنذ البداية، كان هذا هو السبب وراء جهودنا لوقف هذه الحرب"، وقال إن "هذه ليست حربا بين دولتين، بل هي حرب تنطوي على خطر الانتشار على نطاق عالمي بمشاركة الدول الداعمة لكلا الطرفين". ولفت فيدان إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان

يوجه دعوات متكررة للأطراف من أجل السلام، مذكراً بالمبادرات التركية مثل اتفاقية شحن الحبوب في البحر الأسود، والمفاوضات في مارس/ آذار 2022، وتبادل الأسرى.

وأشار إلى أن الدعوات لوقف إطلاق النار تصاعدت أيضا مع تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني 2025، وأن الأطراف عبرت عن نواياها، واستخدمت تركيا خبراتها وتجاربها بالوساطة، والتقى طرفا الحرب بإسطنبول في 16 مايو/أيار المنصرم. وأوضح فيدان أنه تم التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات في 16 مايو بشأن تبادل الأسرى، وتعهد الطرفان بإعداد دراسة حول شروط وقف إطلاق النار، وناقشا ما يمكن القيام به بشأن قمة محتملة على مستوى القادة.

ولفت إلى إجرائه العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى خلال زيارتيه إلى موسكو وكييف، وأكد أن تركيا تعمل على تحديد المسار الذي يجب اتباعه لتحقيق وقف إطلاق النار والسلام. وأضاف فيدان أن الطرفين حضرا مستعدين للاجتماع الذي عقد الاثنين في إسطنبول، وأن المفاوضات جرت بجو إيجابي، حيث تم التوصل إلى قرار جديد بشأن تبادل الأسرى قد يزيد عددهم هذه المرة عن ألف شخص من كل طرف.

وذكر فيدان أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا وثائق بشأن شروط وقف إطلاق النار، وطرحا رؤيتيهما حول قمة القادة، مشيراً إلى التوصل لاتفاق بشأن عقد اجتماع آخر في المرحلة المقبلة. وشدد فيدان على أن الرئيس أردوغان سيكون سعيدا باستضافة مثل هذا الاجتماع على مستوى القادة، وقال: "بصراحة، لا توجد شخصية أخرى يعترف بها ويثق فيها القادة (..) يمكن العثور على مكان آخر، ولكن لا يوجد قائد آخر أظهر مثل هذا الموقف على الصعيد العالمي من ناحية القيادة السياسية، واختُبر بنضالات صعبة على مدار سنوات، ويتمتع بالمصداقية والموثوقية والاحترافية".

وأشار فيدان إلى أنه نقل لطرفي الحرب، خلال زيارتيه الأخيرتين إلى موسكو وكييف رسالة الرئيس أردوغان حول استعداده لاستضافة مثل هذا الاجتماع، مؤكداً ضرورة تحقيق بعض النتائج وإكمال الاستعدادات قبل عقد اجتماع على مستوى القادة. وأضاف فيدان في إشارة إلى الاجتماعات المقبلة: "إذا اجتمعوا (الروس والأوكرانيون) مرات أخرى ووصلوا بالأمر إلى مستوى معين، فسيكون لقاء القادة حتمياً".

من ناحية أخرى، أوضح أنه خلال فترة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن استمرت المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا في إطار القرارات المتخذة لدعمها، لكن مدة هذه المساعدات ستنتهي في غضون أشهر قليلة، ولفت إلى أنه بعد انتهاء هذه المساعدات، قد يتم الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب مع القرارات التي سيتخذها ترامب، مشيراً إلى أنه بحث هاتفياً مع الممثل الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو قضايا روسيا-أوكرانيا وإيران وغزة.

وذكر فيدان أنه تناول مع روبيو وجهات نظر تركيا حول الاجتماعين الأخيرين بين روسيا وأوكرانيا، موضحا أن نظيره الأميركي شارك وجهات نظره أيضا، وأن التعاون سيستمر في هذا الاتجاه. والاثنين، استضافت إسطنبول جولة مفاوضات ثانية روسية أوكرانية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022، واتفق الطرفان على المضي قدما في تبادل الأسرى، وقدم الجانب الروسي مذكرة تتضمن رؤيته لوقف إطلاق النار. ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون