توغّل إسرائيلي في ريف القنيطرة ومنشورات تحذيرية للسكان

25 ابريل 2025
دبابات إسرائيلية على المشارف الجنوبية لمدينة القنيطرة، مارس 2025 (بكر القاسم/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد ريف القنيطرة الشمالي تحركات عسكرية مكثفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تضمنت إقامة نقاط تفتيش مؤقتة وإطلاق قنابل مضيئة، بهدف تقييد تحركات المدنيين في المنطقة.
- ألقت القوات الإسرائيلية منشورات تحذيرية على الرعاة، محذرة من الاقتراب من "خط البراميل"، مما يعكس محاولات لتفريغ المنطقة من سكانها وتجفيف مواردهم.
- تأتي هذه الإجراءات في سياق توترات متكررة في المنطقة الحساسة قرب "خط الهدنة" بين سوريا وإسرائيل، حيث تسعى القوات الإسرائيلية للحد من تحركات المقاتلين المحتملين.

حذَّرت المنشورات من الاقتراب مما يعرف باسم "خطّ البراميل"

أقدمت قوات الاحتلال على حملة تفتيش موسّعة يوم أمس الخميس

يرى الأهالي أن هذه الممارسات أدوات ضغط نفسيّ لدفعهم للمغادرة

في أجواء مشحونة تطبع الريف السوري المحاذي للحدود مع الجولان المحتل، شهدت قرى ريف القنيطرة الشمالي، يومي أمس الخميس واليوم الجمعة، تحركات عسكرية مكثَّفة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، تمثّلت في إقامة نقاط تفتيش مؤقتة، وإطلاق قنابل مضيئة، وتوزيع منشورات تحذيرية على الرعاة، في محاولة لتقييد تحركات المدنيين في المنطقة.

وذكر شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن دورية عسكرية إسرائيلية مكوّنة من أربع آليات عسكرية دخلت إلى قرية أوفانيا، الواقعة في ريف القنيطرة الشمالي، في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، وتمركزت على الطريق الواصل بين بلدتي جباثا الخشب وعين البيضة حتى وقت متقدّم من فجر اليوم الجمعة، وأقامت نقطة تفتيش عند مفرق عين البيضة. وأضاف المصدر أن عناصر النقطة عمدوا إلى تفتيش سيارات المارّة بشكل عشوائي، فيما أطلقت قرب قرية جباثا الخشب قنابل مضيئة في السماء، قبل أن تنسحب من الموقع بعد ساعات من دون الإبلاغ عن أي اعتقالات أو إصابات.

وفي السياق، يقول محمد أحمد، أحد سائقي شاحنات الخضار الذين مرّوا بالحاجز، لـ"العربي الجديد"، "كنّا في طريقنا إلى سوق الهال في دمشق عندما أوقفتنا الدورية فجأةً، وطلب عناصرها منا النزول من السيارة وتفتيشها بالكامل"، ويضيف: "لم يعطوا أيّ تفسير، لكنّ الأمر بدا وكأنّه استعراض قوةٍ أكثر منه إجراءً أمنياً".

وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع حملة موسّعة شنّتها قوات الاحتلال يوم أمس الخميس، حيث ألقت منشورات ورقية من الطائرات فوق مراعي ريف القنيطرة، حذَّرت فيها الرعاة من الاقتراب من "خطّ البراميل"، وهو المنطقة الفاصلة بين الجانبين السوري والإسرائيلي والمحصّنة بأسلاك شائكة وأبراج مراقبة. وجاء في المنشورات: "تحذيرٌ لجميع الموجودين في المنطقة: يُمنع الاقتراب من الخطّ أو الرعي في محيطه، حفاظاً على سلامتكم".

ويقول خالد الحسن لـ"العربي الجديد": "هذه ليست المرة الأولى التي نُمنع فيها من رعي أغنامنا"، ويستطرد: "المشكلة أنّ أفضل مراعينا تقع قرب ذلك الخطّ، والاحتلال يعلم ذلك. إنّهم يريدون إفراغ المنطقة من سكّانها تدريجياً". من جانبه، يقول الناشط محمد البكر لـ"العربي الجديد" إن "الهدف من هذه الإجراءات واضح جداً، وهو تهجير السكان وتجفيف مواردهم". ويتابع: "المنشورات ونقاط التفتيش والقنابل المضيئة كلُّها أدوات ضغط نفسيّ لخلق واقع معيشي صعب، يدفع الناس إلى المغادرة طوعاً".

وتُعتبر محافظة القنيطرة، وخاصة ريفها الشمالي، منطقة بالغة الحساسية بسبب قربها من "خطّ الهدنة" بين سورية وإسرائيل، الذي رُسِّم باتفاقية فكّ الاشتباك عام 1974. وخلال الأشهر الأخيرة، شهدت المنطقة توترات متكررة، مع تصعيد القوات الإسرائيلية إجراءاتها ضدّ المدنيين، بحجة "الحدّ من تحركات أي مقاتلين يشكلون خطراً على أمن إسرائيل".

المساهمون