توغل إسرائيلي جديد ومسح سكاني في القنيطرة السورية

21 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 12:30 (توقيت القدس)
دبابة إسرائيلية متوغلة في محافظة القنيطرة، 6 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية أوفانيا شمال القنيطرة لجمع معلومات عن السكان والخدمات، مما يثير مخاوف من مخططات "التوطين الاقتصادي" وفرض واقع ديمغرافي جديد، وسط غياب ردود فعل حكومية أو دولية فعالة.

- الناشطون يحذرون من أن الهدف من الاستطلاعات الإسرائيلية ليس تقديم فرص عمل، بل خلق تبعية اقتصادية لتمرير مشاريع التهجين الديمغرافي، مع انتهاك قرار مجلس الأمن رقم 497.

- صور الأقمار الاصطناعية تكشف عن بناء مواقع عسكرية إسرائيلية جديدة، مما يشير إلى نية الاحتلال البقاء لفترة طويلة، وسط دعوات لتوثيق الانتهاكات ورفعها إلى محكمة الجنايات الدولية.

توغلت دورية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية أوفانيا شمال القنيطرة جنوبي سورية، صباح اليوم الجمعة، بهدف جمع معلومات عن أعداد السكان وطبيعة الخدمات في القرية. وأكد مصدر من القرية لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم منذ أيامٍ بتنفيذ مسحٍ سكاني وخدمي واسع في القرى التي توغّلت فيها مؤخراً، الأمر الذي يثير مخاوف ناشطين من مخططات تستهدف "التوطين الاقتصادي" وفرض واقع ديمغرافي جديد، وسط غياب أي ردّ حكومي أو دولي فاعل.

وقال الناشط المدني سعيد المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن "الفرق الإسرائيلية قامت باستطلاع آراء الناس حول الواقع الطبي والتعليمي للسكان، إضافة إلى المهن التي يزاولونها"، فيما لم يؤكد ما جرى تداوله عن فكرة برنامج العمالة اليومية، الذي يُتيح للسوريين العمل داخل الأراضي المحتلة مقابل 100 دولار يومياً، مع ضمان عودتهم مساءً إلى منازلهم. واعتبر المحمد أن الهدف من هذه الخطوة ليس تقديم فرص عمل، بل "خلق تبعية اقتصادية تُسهّل تمرير مشاريع التهجين الديمغرافي".

وأضاف أن التوغل الإسرائيلي في القنيطرة ينتهك قرار مجلس الأمن رقم 497، الذي يُؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة، مطالباً بتحرك عربي ودولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من دون شروط، وفرض عقوبات على الانتهاكات المتكررة للسيادة السورية، وإدانة المسح السكاني "باعتباره أداةً لاستقطاب السكان نحو التطبيع الاقتصادي، وتمهيداً لتهجير ممنهج، وحماية المدنيين من استغلال الاحتلال ظروفهم المعيشية الصعبة، عبر برامج عمل وهمية تُهدّد هويتهم الوطنية".

وفيما طالب بتوثيق الانتهاكات في تقارير دولية تُرفع إلى محكمة الجنايات الدولية، خاصةً مع تصاعد الاعتداءات على الفرق الطبية، حذر الناشط من تداعيات "الأجور المغريّة"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تُشكّل فخّاً لشباب يعيشون تحت خط الفقر، حيث تستخدم العمالة أداةَ تجسس لاختراق المجتمع، وإضعاف أي مقاومة محتملة.

وكانت صور أقمار اصطناعية لشركة "Planet Labs PBC" كشفت عن بناء جيش الاحتلال الإسرائيلي سبعة مواقع عسكرية في المنطقة الممتدة بين جبل الشيخ شمالاً وتل كودنة جنوباً، بالقرب من المثلث الحدودي السوري-الأردني. وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن هذه المواقع تضمّ مباني سكنية للجنود، وعيادات طبية، ومرافق لوجستية، في خطوةٍ تشير الى نية الاحتلال البقاء مدة طويلة.