استمع إلى الملخص
- دخل رتل عسكري إسرائيلي ضخم قرية العدنانية بريف القنيطرة، في تحرك يهدف إلى تهجير السكان وخلق بيئة عسكرية طاردة كجزء من سياسة التطهير الديمغرافي.
- أدانت مصر الغارات الإسرائيلية، واعتبرتها انتهاكًا لسيادة سورية، داعيةً المجتمع الدولي لإدانة الانتهاكات والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
شهدت مناطق جنوب سورية، خلال اليومين الماضيين، تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تمثل في عمليات توغل وقصف جوي استهدف مواقع عسكرية ومناطق مدنية في محافظتي القنيطرة ودرعا، بالإضافة إلى ريف حمص الجنوبي، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وفي تطور ميداني، توغلت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، في المنطقة الفاصلة بين بلدتي العشة والرفيد في ريف القنيطرة، جنوبي سورية، وذلك بمشاركة أكثر من 30 آلية عسكرية متنوعة، بين دبابات، وجرافات، وعربات عسكرية مصفحة.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن عمليات التوغل استمرّت حتى وصلت إلى سرية الجاموس، وسط تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية في سماء المنطقة. كما جرفت قوات الاحتلال مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري السابق، كان أبرزها سرية أبو درويش الواقعة قرب بلدة الناصرية في ريف القنيطرة.
وجاء هذا التوغل بعد ساعات من دخول رتل عسكري إسرائيلي ضخم، يضم نحو 50 آلية عسكرية، مساء الثلاثاء، قرية العدنانية بريف محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، في تحرك وُصف بأنه الأكبر منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة. وأشار مصدر من سكان المنطقة إلى أن القوة المتوغلة شملت مركبات مصفحة وآليات استطلاع. وقال سعيد المحمد، وهو مواطن وناشط من القنيطرة، لـ"العربي الجديد"، إن "الآليات العسكرية الإسرائيلية تجتاح الحقول في قرية العدنانية منذ ساعات، والأهالي يخشون تكرار سيناريو النزوح القسري". وأضاف: "التوغل ليس عشوائياً، إذ تهدف إسرائيل إلى تهجير السكان عبر خلق بيئة عسكرية طاردة، وهذا جزء من سياسة التطهير الديمغرافي الممنهج".
وقال خالد بكر، وهو مواطن من القنيطرة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "التوغل يأتي في إطار خطة إسرائيلية موسعة لتغيير موازين القوى في جنوب سورية، عبر تقويض أي وجود عسكري قرب الحدود". وحذر ناشطون من "تفاقم الأوضاع الإنسانية في القنيطرة ودرعا"، مطالبين بتحرك عاجل لمنع تهجير المدنيين.
وصباح أمس الثلاثاء، شهدت المنطقة الحدودية في ريف درعا الغربي، جنوبي سورية، توغلاً محدوداً لقوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الطرف الجنوبي لقرية معرية، مقابل قرية كويا في منطقة حوض اليرموك. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن القوة الإسرائيلية قامت بعمليات استطلاع في المنطقة، في خطوة تتكرر بين الحين والآخر.
وشهدت محافظة درعا، ليل الاثنين، غارتين جويتين إسرائيليتين استهدفتا ثكنة عسكرية (اللواء 132) ومنطقة بين اللواء وحي مساكن الضاحية الذي يقطنه مدنيون، والملاصق للواء 132، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 19 آخرين، بينهم أربعة أطفال وامرأة، إضافة إلى ثلاثة متطوعين من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
مصر تدين الغارات الإسرائيلية على سورية
وأدانت مصر الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، معتبرةً إياها تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها. وأكدت الخارجية المصرية، في بيان صدر، اليوم الأربعاء، عن وزارة الخارجية، أن هذه الاعتداءات تمثل محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، وتعكس إصرار إسرائيل على إشعال فتيل التوتر في المنطقة.
وشدد البيان المصري على "رفض القاهرة القاطع لهذه الغارات، ووقوفها إلى جانب سورية الشقيقة في مواجهة هذه التحديات"، داعيًا الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن إلى القيام بمسؤولياتهم في إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، والعمل على إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية والامتثال لقواعد القانون الدولي.