توغل إسرائيلي في ريف دمشق: شهيد ومزاعم باختطاف عناصر من "حماس"

12 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 19:24 (توقيت القدس)
آليات الاحتلال على بُعد 20 كيلومتراً من مطار المزة العسكري، 11 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بلدة بيت جن توتراً بعد اقتحام إسرائيلي أدى لاستشهاد شاب واعتقال سبعة بزعم انتمائهم لحماس، مما أثار استنكار وزارة الداخلية السورية لانتهاك السيادة.
- اندلعت اشتباكات في درعا بين الأمن ومجموعة مسلحة، مما أدى لإصابة ثلاثة عناصر، وسط تزايد عمليات الاغتيال بسبب الخلافات العشائرية، ودعوات لتدخل الحكومة.
- نفذت "قسد" عملية في المنصورة ضد خلية لداعش، واعتقلت عنصرين متورطين في صناعة المفخخات، بينما قُتل عنصر سابق في قوات النظام في البوكمال، مما يعكس عدم الاستقرار.

استشهد شاب صباح اليوم الخميس، عقب استهدافه بالرصاص المباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي، ضمن حملة دهم واختطاف شهدت توتراً واسعاً وتحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة، في وقت زعم جيش الاحتلال "اعتقال نشطاء من حركة حماس"، خلال العملية.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن قوة راجلة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة فجر اليوم ودهمت عدداً من المنازل، واختطفت سبعة شبان، في حين أصيب الشاب برصاص مباشر خلال محاولته الابتعاد عن موقع المداهمة، قبل أن يفارق الحياة لاحقاً متأثراً بإصابته.

من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي اختطاف نشطاء من حركة حماس، خلال عملية نفّذها داخل الأراضي السورية ليل الأربعاء - الخميس. وقال الجيش إن "قوات لواء ألكسندروني 3، التابع للفرقة 210، استكملت خلال الليل عملية اعتقال مقاتلين من حماس، كانوا ينشطون في منطقة بيت جن في سورية".

كما زعم الاحتلال أن العملية جاءت بناءً على معلومات استخبارية جُمعت خلال الأسابيع الأخيرة، واستهدفت مسلحين من حركة حماس كانوا يخططون لتنفيذ عدة عمليات ضد إسرائيل وقواتها في سورية. ونقل المختطفون إلى داخل إسرائيل لمواصلة التحقيق معهم. بالإضافة إلى ذلك، زعم جيش الاحتلال عثور قواته على أسلحة ووسائل قتالية في المنطقة، وقيامه بمصادرتها.

ويأتي ذلك في إطار الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للأراضي السورية واحتلال جزء منها، وخلق ذرائع للقيام بعمليات داخلها بحجج أمنية.

ويوم أمس، أفاد موقع والاه العبري، نقلاً عن مصدرين إسرائيليين لم يسمّهما، بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أبلغ المبعوث الأميركي إلى سورية توم باراك، في الآونة الأخيرة، بأنه مهتم بإجراء مفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة، بوساطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أجل التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات الجديدة.

من جهتها، استنكرت وزارة الداخلية السورية في بيان صدر عنها مساء اليوم الخميس الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها عملية التوغل التي حدثت في بلدة بيت جن. وقالت الوزارة: "في ظل استمرار الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أقدمت قوات عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، مؤلفة من دبابات وناقلات جند وآليات راجلة، ورافق هذه القوة طيران استطلاع مسيّر، على التوغل في قرية بيت جن التابعة لمنطقة قطنا بريف دمشق".

وأضافت الوزارة في بيانها: "نفذت القوة المحتلة عمليات دهم واعتقال طاولت عدداً من المواطنين، وأسفرت عن اختطاف سبعة أشخاص، وترافق هذا التصعيد مع إطلاق نار مباشر على الأهالي في القرية، مما أسفر عن استشهاد أحد المدنيين، كما تم نقل المخطوفين إلى داخل الأراضي المحتلة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة". وأكدت الوزارة أن الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرقاً للقوانين والمواثيق الدولية، وهي ممارسات لا يمكن أن تقود المنطقة إلى الاستقرار، وفق البيان، ولن تجر المنطقة إلا إلى مزيد من التوتر والاضطراب.

اشتباكات في درعا

وفي محافظة درعا، جنوب البلاد، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين قوى الأمن الداخلي ومجموعة محلية مسلحة في بلدة جلين بريف درعا الغربي مساء اليوم الخميس، وفق ما أوضحه "تجمع أحرار حوران"، مشيراً إلى أن ثلاثة عناصر من قوى الأمن أُصيبوا بجراح متفاوتة، أحدهم بحالة خطرة. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات جرت بين مجموعة يقودها أدهم الزينب، وهي مجموعة مسلحة خارجة عن القانون تنشط في المنطقة، وقد استهدفت سيارة للأمن العام بالقرب من مساكن جلين. وأشار المصدر إلى أن المجموعة تقف وراء محاولات اغتيال لعناصر وقادة في الأمن الداخلي في المنطقة، موضحاً أن المنطقة تشهد استنفاراً أمنياً في الوقت الحالي.

وأكد الحقوقي عاصم الزعبي، عضو تجمع أحرار حوران، لـ"العربي الجديد" أن محافظة درعا تشهد عمليات اغتيال متكررة في عموم مدنها وبلداتها، موضحاً أن عمليات الاغتيال ترجع إلى خلافات عشائرية أو خلافات فصائلية سابقة، أو السببين معاً. وأضاف أن العمليات مستمرة منذ أشهر، وهناك ضرورة للتدخل ووضع حد لسيل الدماء. وتابع الزعبي أن الحكومة السورية مطالبة في الوقت الحالي بالتدخل المباشر وإيجاد حلول لوقف عمليات الاغتيال دون النظر إلى خلفيتها، فهذه العمليات سقط على أثرها الكثير من القتلى، وهي لا تزال مستمرة وعدد ضحاياها آخذ بالازدياد.

"قسد" تفكك خلية لـ"داعش" شرق سورية

في شأن آخر، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، اليوم الخميس، أن قواتها وبمشاركة من قوات التحالف الدولي، نفذت عملية أمنية نوعية في بلدة المنصورة، غرب مدينة الرقة، استهدفت خلية تابعة لتنظيم "داعش". وقالت "قسد" في بيان لها إن "العملية تمت عقب رصد دقيق ومراقبة مستمرة لتحركات الخلية، ما مكّنها من تحديد موقع اختبائها، وتطويقها، والقبض على عنصرين رئيسيين هما: عبد الستار عبد الفتاح المحمد، الملقب بأبي أميرة، وشقيقه محمد عبد الفتاح المحمد، الملقب بأبي البراء، وهما من أبناء مدينة المنصورة".

وبحسب البيان، فإن الشقيقين عملا في صناعة المفخخات، وكانا يديران ورشة خراطة مختصة بتصنيع كواتم الصوت والعبوات الناسفة، لصالح خلايا التنظيم.

وفي سياق آخر، قُتل عنصر سابق في صفوف قوات النظام السوري المخلوع، مساء الأربعاء، برصاص مسلحين مجهولين في بلدة الهري بريف مدينة البوكمال، شرقي دير الزور، على الحدود السورية العراقية. وأفادت مصادر أهلية لـ"العربي الجديد" أن مسلحين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار من سلاح رشاش على خطاب الأحرش، بالقرب من منزله على أطراف البلدة، ما أسفر عن مقتله على الفور، بينما لاذ المهاجمان بالفرار إلى جهة مجهولة. وأشارت المصادر إلى أن الأحرش كان ينتمي سابقاً إلى "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام المخلوع، وخضع لتسوية أمنية بعد سقوط النظام في دير الزور قبل عدة أشهر.