توغل إسرائيلي في ريف القنيطرة السورية: مداهمة وتفتيش منازل
استمع إلى الملخص
- نفذ جيش الاحتلال عملية إنزال جوي في جبل المانع بريف دمشق لسحب أجهزة تجسس، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر سوريين، وأكد الجيش استمرار عملياته لمنع تمركز "الإرهاب".
- طالب أعضاء في الكونغرس الأميركي إسرائيل بوقف ضرباتها على سوريا، مشيرين إلى أن استمرارها يعرقل جهود الاستقرار، ودعوا لوقف الأعمال العدائية لتحقيق الأمن في سوريا.
شهد ريف محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، صباح اليوم الجمعة، توغلات جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ترافقها عمليات دهم وتفتيش، في وقت كثّفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها فوق أجواء الجنوب السوري، ولا سيما في محافظتي درعا والقنيطرة.
وقال يوسف المصلح، مسؤول التحرير في "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات إسرائيلية توغلت بدبابتين وعدد من المركبات العسكرية في بلدة الصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة الأوسط، وأجرت عمليات دهم وتفتيش لعدد من المنازل، بعدما سبقت العملية حملة تمشيط شاملة عبر طائرات الاستطلاع المسيّرة.
وأضاف المصلح أن قوة إسرائيلية مؤلفة من عدة مركبات كانت قد توغلت يوم أمس الخميس في قرية رويحينة بالريف نفسه، واعتقلت الشابين أحمد حسين وبشار جاسم، قبل أن تنسحب من المنطقة. وأوضح أن هذه التوغلات باتت شبه يومية منذ سقوط نظام بشار الأسد المخلوع، غير أن وتيرتها تصاعدت أخيراً، في ظل الحديث عن مفاوضات بين الجانبين السوري والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق أمني يهدف إلى خفض التصعيد جنوبي البلاد، مشيراً إلى أن "هذا التصعيد هو بمثابة ضغط إسرائيلي على الحكومة السورية كلما وصلت المفاوضات إلى نقاط خلافية".
وبالتزامن مع ذلك، ذكرت قناة "الإخبارية" السورية الرسمية، بعد منتصف ليل الخميس، أن "عدداً كبيراً من آليات الاحتلال الإسرائيلي المحمّلة بالجنود توغل غرب قرية عين زيوان في ريف القنيطرة الجنوبي"، من دون أن تكشف مزيداً من التفاصيل حول العملية. وفي سياق متصل، شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية تصعيداً لافتاً، إذ نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الأربعاء الماضي عملية إنزال جوي في منطقة جبل المانع ضمن منطقة الكسوة بريف دمشق، بهدف سحب أجهزة تجسس وتنصت تابعة له. وجاء ذلك بعد محاولة وحدة من الجيش السوري تفكيك تلك الأجهزة، وهو ما دفع طائرات استطلاع إسرائيلية لاستهداف المجموعة، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر من الجيش السوري بينهم مدرب عسكري.
جيش الاحتلال يؤكد اعتقال أشخاص في سورية
في المقابل، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بقيامه بسلسلة من العمليات العسكرية الليلية في الأراضي السورية في الأيام الأخيرة، واعتقال عدة أشخاص، بزعم تخطيطهم لعمليات ضد إسرائيل. وزعم جيش الاحتلال في بيان، أنه "خلال سلسلة من العمليات الليلية في جنوب سورية، أنهت قوات اللواء 226 بقيادة فرقة 210، وبمشاركة محققي الميدان من الوحدة 504، في الأيام الأخيرة، اعتقال عدد من المشتبه بهم، الذين انخرطوا في ترويج نشاطات... ضد قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب سورية". كما زعم أنه "خلال عمليات التمشيط التي نفّذتها القوات، تم العثور على وسائل قتالية في المناطق التي عملت فيها".
وذكر جيش الاحتلال أنّ "قوات الفرقة 210 تواصل انتشارها في المنطقة وتعمل على إحباط محاولات تمركز عناصر الإرهاب في المنطقة، وذلك بهدف ضمان أمن مواطني دولة إسرائيل"، على حدّ تعبير البيان.
نواب أميركيون يطالبون إسرائيل بوقف ضرباتها على سورية
وفي السياق نفسه، طالب أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي، أمس الخميس، إسرائيل بوقف ضرباتها ضد سورية فوراً، مؤكدين أن استمرارها يعرقل جهود تحقيق الاستقرار. وجاء في بيان مشترك صادر عن السيناتور الديمقراطية جين شاهين، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والسيناتور الجمهورية جوني إرنست، وعضو مجلس النواب جو ويلسون، أنهم عادوا أخيراً من زيارة إلى سورية، التقوا خلالها الرئيس أحمد الشرع وعدداً من الوزراء وممثلين عن مختلف المكونات الاجتماعية والدينية، حيث لمسوا رسالة واضحة بأن سورية تحتاج إلى فرصة للنجاح وتجاوز أكثر من أربعة عشر عاماً من الصراع.
“We call on Israel to seize the moment and immediately cease hostilities so the progress made by Syrians and @USAmbTurkiye can continue.”@SenatorShaheen, @SenJoniErnst and @RepJoeWilson released a statement on Israel’s strikes in Syria last night
— Senate Foreign Relations Committee (@SFRCdems) August 28, 2025
Read⬇️https://t.co/9VSyLejXII
وقال البيان: "ندعو إسرائيل إلى اغتنام اللحظة ووقف الأعمال العدائية فوراً حتى يتمكن السوريون والمبعوث الخاص برّاك من مواصلة التقدم المحرز. إن سورية المستقرة والآمنة هي السبيل الوحيد للانعتاق من النفوذ الإيراني واحتواء تهديد تنظيم داعش".