توغل إسرائيلي جديد في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة

05 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 15:27 (توقيت القدس)
دبابة إسرائيلية في بلدة الحميدية بريف القنيطرة، 6 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد الجنوب السوري توغلات إسرائيلية جديدة في ريف القنيطرة، حيث أقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً في بلدة جباتا الخشب، وأفرجت عن شابين من قرية معرية بينما لا يزال ثلاثة شبان من درعا قيد الاحتجاز.
- أصدر وزير الداخلية السوري قراراً بعدم توقيف المطلوبين قبل عام 2025 لتخفيف الأعباء، مع استثناء المتهمين بجرائم خطيرة. وفي شمال سوريا، لقيت طفلة مصرعها جراء انفجار قنبلة في ريف الرقة.
- أعلنت فرق الدفاع المدني السوري عن العثور على رفات لطفلين في مقبرة بريف اللاذقية، مما يبرز تعقيد قضية المفقودين والمختفين قسرياً في سوريا.

شهد الجنوب السوري خلال الساعات الماضية سلسلة توغلات إسرائيلية جديدة في ريف القنيطرة. وقال الناشط الإعلامي يوسف المصلح لـ"العربي الجديد"، إن قوة تابعة للاحتلال الإسرائيلي توغلت صباح اليوم الأربعاء في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، وتضم دبابتين وأربع سيارات عسكرية، وأقامت حاجزاً في مدخل الكسارات على الطريق الواصل بين البلدة وقرية عين البيضا.

وشهدت الأيام الماضية تحركات مشابهة للاحتلال داخل أراضي قرية العجرف بريف القنيطرة، وداخل منطقة معرية في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، إلى جانب تحصينات جديدة داخل قاعدة العدنانية العسكرية ونصب بوابة حديدية دائمة في قرية الصمدانية الغربية.

إلى ذلك، أفرجت قوات الاحتلال عن الشابين عبد الله خليل الحفري ومحمد إبراهيم الحفري من قرية معرية، بعد احتجازهما لنحو 10 ساعات في أثناء رعيهما الأغنام قرب ثكنة الجزيرة العسكرية، بحسب المصلح. فيما لا يزال ثلاثة شبان آخرين من درعا قيد الاحتجاز منذ نحو شهر وسط انقطاع أخبارهم ومخاوف متزايدة على مصيرهم.

قرار حكومي بعدم توقيف المطلوبين قبل 2025

في سياق منفصل، أصدر وزير الداخلية أنس خطاب مساء أمس الثلاثاء، قراراً يقضي بعدم توقيف المطلوبين لإدارة المباحث الجنائية قبل عام 2025، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين وتقليل الضغط على الأجهزة الأمنية. وأوضح المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا في تصريح نشره على قناته عبر تطبيق "تليغرام"، أن القرار يأتي لمعالجة آثار "تصنيف ملايين السوريين مطلوبين في النظام السابق"، مستثنياً فقط المتهمين بجرائم خطيرة.

وفي شمال سورية لقيت طفلة مصرعها وأُصيب ثلاثة من أفراد أسرتها اليوم الأربعاء جراء انفجار قنبلة داخل منزل في قرية المويلح بريف الرقة الغربي، فيما لم تُعرف بعد أسباب الانفجار أو الجهة المسؤولة عن وجود القنبلة داخل المنزل وفق ما أكدت مصادر محلية في المنطقة.

وفي العاصمة دمشق، عثر صباح اليوم على جثة الشاب الياس جوزيف البابا، وهو صائغ من منطقة البيادر مقتولاً داخل محله في مدينة جرمانا بعد تعرضه للسرقة والاعتداء. وقال سكان في المنطقة لـ"العربي الجديد"، إن لصوصاً اقتحموا محل الصائغ وسرقوه، ثم أطلقوا النار على الصائغ وفروا من المنطقة، فيما أثارت الجريمة ردات فعل غاضبة في المنطقة.

العثور على رفات بشري لطفلين في ريف اللاذقية

إلى ذلك، أعلنت فرق البحث عن المفقودين في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أنها استجابت وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية للمفقودين، اليوم الأربعاء لبلاغ يفيد بوجود رفات بشري داخل مقبرة تقع ضمن حرم جامع السلطان إبراهيم في مدينة جبلة بريف اللاذقية، في شمال غرب سورية. وأوضحت فرق الدفاع المدني، أنها بدأت العمل بعد إجراء فريق إزالة مخلفات الحرب مسحاً ميدانياً للموقع للتأكد من خلوه من الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وبحسب الدفاع المدني، فقد عثر خلال عمليات البحث والتوثيق، على رفات عظمي مكشوف يعود لشخصين مجهولي الهوية، يُقدّر عمرهما بما بين 8 و10 سنوات وفقاً للمعطيات الأولية، فيما انتشل الرفات وفق البروتوكولات الدولية المعتمدة للتوثيق، تمهيداً لتسليمه إلى الجهات المعنية لاستكمال الفحوصات والإجراءات اللازمة للتعرف على هوية الضحيتين. وحذّرت فرق الدفاع المدني الأهالي من الاقتراب من مواقع الرفات أو المقابر الجماعية أو العبث بها، مؤكدة أن أي تدخل غير مختص قد يؤدي إلى طمس الأدلة الجنائية وإعاقة الجهود الرامية إلى الكشف عن مصير المفقودين وتحديد هوياتهم ومحاسبة المتورطين في جرائم الاختفاء القسري.

وقالت مصادر محلية في مدينة جبلة لـ"العربي الجديد"، إنه من المتوقع أن يكون هناك المزيد من الرفات البشري في المكان مع تأكيد شهود أن مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السابق في جبلة دفنت العديد من الجثث لمعتقلين من المدينة قبل عام 2020 حيث كان المدعو آيات بركات وهو قائد المليشيا يستخدم المقبرة لدفن المخطوفين والمعتقلين.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الاكتشافات التي تشهدها مناطق عدة في سورية خلال الأشهر الأخيرة، حيث تُكتشف بين الحين والآخر مقابر جماعية أو رفات بشري يُعتقد أنه يعود لمدنيين قضوا خلال سنوات الحرب. والشهر الفائت انتشلت فرق الدفاع المدني السوري، رفات نحو 20 شخصاً يُعتقد أن معظمهم من النساء والأطفال، من مقبرة جماعية عُثر عليها في منطقة تل الصوان شرقيّ مدينة دوما بريف دمشق. كما عثرت فرق الدفاع في ذات الشهر على رفات بشري في مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، قرب تل استراتيجي كان يُستخدم حاجزا عسكريا لقوات النظام السابق ويطل على المدينة وعدة طرق.

وتُعد قضية المفقودين والمختفين قسرياً واحدة من أكثر الملفات تعقيداً في سورية، إذ تشير تقديرات منظمات حقوقية إلى أن عشرات الآلاف من السوريين ما زالوا مجهولي المصير منذ اندلاع النزاع عام 2011.