توعد أميركي بالرد على أي هجمات إلكترونية و"رسالة تضامن" مع أوكرانيا

توعد أميركي بالرد على الهجمات الإلكترونية الروسية.. و"رسالة تضامن" مع أوكرانيا

16 فبراير 2022
فشل مجلس الشيوخ في الاتفاق على مشروع قانون لفرض عقوبات ضد موسكو (فرانس برس)
+ الخط -

بعث أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء بـ"رسالة تضامن" إلى الشعب الأوكراني احتوت أيضاً على تحذير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من فشل المجلس في الاتفاق على مشروع قانون لفرض عقوبات ضد موسكو.

وقال 12 عضواً بارزاً في مجلس الشيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين في بيان: "في هذه اللحظة العصيبة، نبعث برسالة تضامن وعزم من الحزبين إلى الشعب الأوكراني، وأيضاً على حد سواء بتحذير واضح إلى فلاديمير بوتين والكرملين".

ويمثل البيان الذي وقّعه زعيما الحزبين في مجلس الشيوخ تشاك شومر وميتش ماكونيل موقفاً نادراً، يعبّر عن الوحدة السياسية في الكونغرس الذي يعاني من حالة استقطاب شديدة.

لكن البيان يفتقر إلى قوة القانون، ويأتي بعد فشل المجلس المنقسم بالتساوي بين الحزبين في التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع قانون لفرض عقوبات على روسيا في حال غزوها أوكرانيا المجاورة.

وأواخر الشهر الماضي، كاد أعضاء مجلس الشيوخ يتوصلون إلى مسودة اتفاق بشأن العقوبات، لكن في وقت متأخر الثلاثاء تراجع الجمهوريون وتقدموا بمشروع قانون خاص بهم للنظر فيه.

هذه الخطوة أثارت غضب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطي بوب مينينديز الذي قال: "إنه لأمر مخز أن يقرر الجمهوريون في مجلس الشيوخ اختيار موقف حزبي بدلاً من العمل للتوصل إلى إجماع حول مقترح شامل من الحزبين".

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أنّ واشنطن جاهزة لفرض "عقوبات شديدة" على روسيا إذا شنّت هجوماً على أوكرانيا، وهذه العقوبات لا تتطلب تفويضاً من الكونغرس.

لكن الدعم الحزبي من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ سيرسل إشارة قوية إلى الرئيس الديمقراطي. وقال أعضاء مجلس الشيوخ في بيانهم المشترك، إنهم على استعداد لتقديم "دعم كامل" لفرض "عقوبات قوية ومشددة وفعالة ضد روسيا".

مسؤولون: أميركا وحلفاؤها مستعدون للرد على الهجمات الإلكترونية الروسية

في الأثناء، قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون، يوم الثلاثاء، إنّ الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون للرد على أي هجمات إلكترونية روسية وسط تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا، وإن نطاق الإجراءات التي ستتخذ أو العقوبات الانتقامية سيعتمد على حجم عمليات الاختراق.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، متحدثاً بعد ساعات من إعلان أوكرانيا عن تعرض وزارة الدفاع وبنكين للاختراق، للصحافيين إنّ واشنطن تنسق عن كثب مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وشركاء آخرين، لتوسيع دفاعاتهم لمواجهة التهديدات في الفضاء الإلكتروني.

وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون، طالبين عدم نشر هوياتهم، إنّ الهجمات التي يعتقد خبراء أمنيون غربيون أنّ روسيا شنّتها، لم تكن متوقعة. فيما لم يرد جهاز الأمن الاتحادي الروسي على طلب من وكالة "رويترز" للتعليق.

وذكر مسؤول أميركي أنّ "الرئيس قال إننا سنرد على الإجراءات الروسية التي لا تصل إلى حد غزو عسكري"، مضيفاً: "لكن ما سيتم اتخاذه من قرارات يعتمد على حجم الهجمات الإلكترونية".

وقال دبلوماسي أوروبي إنّ الهجمات الإلكترونية جزء أساسي من الاستراتيجية الروسية منذ وقت طويل، واستخدمتها موسكو في المواجهات العسكرية السابقة مع جورجيا وأوكرانيا.

وأضاف المسؤول: "إنها جزء من قواعد اللعبة"، مشدداً على تصميم الغرب على اتباع إجراءات منسقة لمحاسبة موسكو على الهجمات الإلكترونية.

وذكرت المصادر أنّ المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والكنديين وضعوا حزمة مفصلة من العقوبات لفرضها على موسكو إذا غزت قواتها أوكرانيا، ولكن لا توجد خطة مفصلة مماثلة لطريقة الرد على الهجمات الإلكترونية.

وقال اثنان من المسؤولين إنّ العديد من الروس المتهمين بالمسؤولية عن هجمات إلكترونية سابقة تم إدراجهم في قوائم سوداء للعقوبات، ويمكن إضافة المزيد.

بلينكن "قلق" من التهم الجديدة الموجهة للمعارض الروسي نافالني ويدعو موسكو لإطلاق سراحه

في شأن آخر، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في وقت متأخر الثلاثاء، عن "قلقه من الاتهامات الجديدة والمريبة" التي وجهت إلى المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، داعياً السلطات الروسية إلى إطلاق سراحه.

وقال بلينكن في تغريدة على "تويتر"، إنّ نافالني ورفاقه "مستهدفون بسبب عملهم في تسليط الضوء على الفساد الرسمي، داعياً السلطات الروسية للإفراج عن أليكسي نافالني وإنهاء ملاحقاتها ومضايقاتها لأنصاره.

وبدأت الثلاثاء محاكمة جديدة لنافالني بتهم احتيال يواجه فيها احتمال السجن لعشر سنوات إضافية.

وفي دعوى ثانية يواجه نافالني عقوبة السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر، بتهمة "إهانة" قاضية روسية خلال جلسة استماع في العام الماضي. ويجري النظر في القضيتين أمام المحكمة نفسها.

وسبق أن حكم على نافالني (45 عاماً) بالسجن عامين ونصف عام في فبراير/شباط 2021، في قضية احتيال اعتبرها مسيسة ومفبركة.

في هذه المحاكمة الجديدة، يتهم المحققون أليكسي نافالني باختلاس أكثر من 4,1 ملايين دولار من التبرعات التي قدمت لمنظماته السياسية، لأغراض شخصية.

ويمضي المعارض الروسي حالياً عقوبته في مجمع سجون في بوكروف على بعد مائة كيلومتر شرق موسكو.

في العام 2020، أمضى نافالني أشهُر نقاهة في ألمانيا بعد نجاته من عملية تسميم خطرة تعرض لها في سيبيريا في أغسطس/آب ويحمّل الرئيس فلاديمير بوتين مسؤوليتها.

لم تحقق روسيا مطلقًا في عملية التسميم في سيبيريا في أغسطس/آب 2020، مؤكدة أن لا دليل على ارتكاب جريمة ومتهمة برلين برفض مشاركة تحاليل نافالني الطبية.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون