توجيه تهم القتل إلى رجل صدم حشداً في ويسكونسن الأميركية

توجيه تهم القتل إلى رجل صدم حشداً في ويسكونسن الأميركية واستبعاد "الدافع الإرهابي"

23 نوفمبر 2021
نصب تذكاري مؤقت لقتلى الحادث (مصطفى حسين/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت شرطة ولاية ويسكونسن الأميركية، الاثنين، توجيه خمس تهم قتل إلى المتّهم بصدم تجمّع ميلادي في مدينة واكيشا في عملية أوقعت خمسة قتلى و48 جريحاً، مستبعدة وجود أي "دافع إرهابي" وراء الواقعة التي قالت إنّ مرتكبها أقدم عليها إثر شجار عائلي.

وقال رئيس شرطة مدينة واكيشا، دانيال تومسون، إنّ المتّهم يدعى داريل بروكس (39 عاماً)، مؤكّداً أنّ الشرطة لم تكن تلاحقه عندما صدم الحشد بسيارته رباعية الدفع الأحد.

وقتل في عملية الصدم أربع نساء ورجل تراوح أعمارهم بين 52 و81 عاماً، فيما أصيب 48 آخرون بجروح، ونُقلوا إلى المستشفى، وفق تومسون. ومن بين الذين نُقلوا إلى المستشفى 18 طفلاً، وفق الطبيبة إيمي دريندل، رئيسة قسم الطوارئ في مستشفى الأطفال في ويسكونسن.

وسُمح لاثنين منهم بالمغادرة، فيما لا يزال ستة في "حال حرجة"، وفق الطبيب مايكل ماير، رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى.

وقال تومسون إنّه لا دافع للواقعة على ما يبدو، مشيراً إلى أنّ المعطيات تفيد بأنّ بروكس كان قد غادر مسرعاً بسيارته بعدما خاض شجاراً. ولم يؤكد صحة تقارير أفادت بأنّ الشجار تخلّله عراك بالسكين.

وقال تومسون: "نحن متأكدون أنه تصرف بمفرده. لا يوجد دليل على أنّ هذا حادث إرهابي"، وتابع: "لم تكن هناك أي ملاحقة أدت إلى هذه الواقعة".

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن بالواقعة، وأعلن البيت الأبيض: "قلوبنا محطمة ونتعاطف مع الذين استهدفوا بهذا الحادث الرهيب"، على ما قال مسؤول في الرئاسة الأميركية. وأضاف: "اتصلنا بالمسؤولين المحليين لعرض مساعدتنا في حال الضرورة".

ووصف رئيس بلدية واكيشا شون رايلي، الأمر بأنه "مأساة طائشة" أصابت المدينة بأسرها. وقال: "الليلة الماضية، قضى أشخاص في فاعلية كان يفترض أن تكون احتفالاً".

احتجاجات وغضب بعد تبرئة كايل ريتنهاوس

وأخيراً شهدت ولاية ويسكونسن احتجاجات وغضباً بعد أن برأ القضاء الجمعة الشاب كايل ريتنهاوس الذي قتل رجلين العام الماضي بالرصاص خلال احتجاجات مناهضة للعنصرية في كينوشا الواقعة على بعد حوالى 80 كيلومتراً من واكيشا.

وبحسب شهود ولقطات مصورة، اقتحمت السيارة رباعية الدفع العرض من خلف فرقة عزف تابعة لإحدى المدارس الثانوية، وطاولت تجمعاً لنساء كبيرات في السنّ.

قال الشاهد كوري مونتيو لصحيفة "ميلووكي جورنال سنتينيل" اليومية: "كانت هناك كرات احتفالات صغيرة وأحذية، وانسكبت الشوكولاتة الساخنة في كل مكان".

وكان هذا العضو في المجلس المدرسي لواكيشا قرب مطعم عندما سمع أنّ السيارة اصطدمت بمجموعة رقص تشارك فيها ابنته، وأضاف أنّ زوجته وابنتيه كدنَ أن يُصَبنَ.

وقالت الشاهدة أنجيلا أوبويل التي تطل شقتها على الشارع الرئيسي حيث كان العرض جارياً، لمحطة "سي أن أن" التلفزيونية: "جل ما سمعته صراخ، ومن ثم أشخاص ينادون أطفالهم".

وقال قائد الشرطة دان تومسون، في مؤتمر صحافي: "كان هناك عرض لعيد الميلاد في واكيشا عندما اجتاحت سيارة رباعية الدفع حمراء الحواجز (...) متجهة إلى الشارع الرئيسي".

وأضاف: "السيارة صدمت أكثر من 20 شخصاً، بينهم أطفال. وسقط جرحى نتيجة هذه الحادثة"، موضحاً أنّ "شرطة واكيشا عثرت على سيارة مشبوهة. والتحقيق جارٍ".

تنكيس الأعلام في ويسكونسن

وقالت السلطات أيضاً إنّ الشرطة أطلقت النار باتجاه السيارة في محاولة لوقفها.

وتقرر عدم فتح المدارس الاثنين، فيما ستبقى بعض الشوارع مغلقة طوال فترة التحقيق، على ما أوضح تومسون.

وروى أنجليتو تينوريو، المرشح لمنصب أمين صندوق الولاية، الذي كان في المكان عند وقوع الحادث، لصحيفة "ميلووكي جورنال سنتينيل"، أنه رأى سيارة رباعية الدفع تتقدم بسرعة على مسار العرض "ومن ثم سمعت صوت اصطدام وصراخ أشخاص صدمتهم السيارة".

وأوضحت الناطقة باسم الكنيسة الكاثوليكية في ميلووكي، ساندرا بيترسون، أنّ "بين الجرحى أحد كهنة كنيستنا، فضلاً عن الكثير من أبناء الرعية وتلاميذ من مدرسة واكيشا الكاثوليكية".

وأعرب برلمانيون عدة من ويسكونسن عن تعازيهم، من بينهم السناتورة الديمقراطية تامي بالدوين التي اعتبرت أنّ "هذا العنف رهيب ويحطم القلوب".

وقال حاكم ويسكونسن، توني إيفرز، عبر "تويتر": "أمرت بأن ينكّس علما الولايات المتّحدة وولاية ويسكونسن، بينما نواصل الصلاة من أجل والأطفال والأحباء والجيران الذين تغيرت حياتهم إلى الأبد بسبب مأساة لا تصدق الليلة الماضية".

(فرانس برس)

المساهمون