استمع إلى الملخص
- عقد المجلس الوزاري الأفغاني اجتماعًا أكد فيه حق الدفاع عن الأراضي الأفغانية، وشهدت ولاية خوست تظاهرات قبلية دعمت القوات الأفغانية ضد القصف الباكستاني.
- أصدرت القوات المسلحة الباكستانية بيانًا حول تصديها لمحاولات تسلل، مؤكدة حقها في الدفاع عن أمن البلاد، وسط تحذيرات من خطورة الوضع.
تسود حالة من التوتر على الحدود الأفغانية الباكستانية مع نقل كل طرف تعزيزات جديدة إلى بعض النقاط الحدودية، ذلك عقب شن القوات الأفغانية هجمات على عدة نقاط عسكرية باكستانية على امتداد الحدود ردا على قصف جوي باكستاني أدى إلى مقتل أكثر من 50 مدنيا في مناطق بجنوب أفغانستان.
وذكرت مصادر قبلية في ولايتي خوست وباكتيكا الجنوبيتين لـ"العربي الجديد" أن حالة من التوتر لا تزال تخيم على الحدود، وأن تعزيزات جديدة لطالبان قد وصلت إلى المنطقة تأهبا لمواجهة أي هجوم قد تقوم به القوات الباكستانية ردا على الهجمات الأفغانية الليلة الماضية.
في الشأن، قال زرور خان غم شريك من سكان ولاية خوست لـ"العربي الجديد" إن أعمدة الدخان لا تزال ترتفع من كل مواقع ونقاط الجيش الباكستاني التي استهدفتها قوات طالبان "ونرى أيضا أن تعزيزات جديدة لقوات طالبان قد وصلت إلى المنطقة وجرى نصب أسلحة ثقيلة على النقاط المطلة".
وذكر الرجل أن قوات طالبان الخاصة إلى جانب القوات الحدودية وصلت فجأة إلى المنطقة خلال الليلة الماضية، "وأبلغتنا أن نأخذ الحذر، دون الإفصاح عن شيء، وفي الساعة الرابعة تماما بدأ الهجوم على كل النقاط العسكرية بشكل مكثف وأضرمت النيران في كل المواقع"، مضيفا: "حاولت القوات الباكستانية أن تستهدف بالصواريخ المناطق الأفغانية ولكن القوات الأفغانية لم تعط لها تلك الفرصة".
وذكر أن القوات الأفغانية عبرت الحدود ودخلت إلى بعض النقاط ثم رجعت إلى مواقعها، موضحا أن سكان المناطق القريبة من موقع الهجوم تركوا منازلهم وقوات طالبان تمركزت فيها. وكانت وزارة الدفاع الأفغانية قد أعلنت اليوم السبت استهداف القوات الأفغانية مراكز لمن وصفتهم بالأشرار "وحماتهم الذين يشنون هجمات داخل أفغانستان"، ووصفت تلك الهجمات بالانتقامية. فيما قال مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية لـ"العربي الجديد" إن القوات الأفغانية أحصت جثث 19 جنديا باكستانيا داخل النقاط التي استهدفتها بعدما دخلت إليها، موضحا أن القوات الأفغانية سيطرت على نقطتين للجيش الباكستاني لفترة ثم انسحبت "وهي على أشد أهبة الاستعداد لأي اعتداء من قبل باكستان".
وأضاف المصدر: "بالطريقة التي شنت فيها القوات الأفغانية الهجمات، أثبتنا لباكستان أن القوات الأفغانية على قدرة وكفاءة عالية، وأننا في الدفاع عن الأرض والوطن لا نساوم ولن نأخذ في الحسبان أية مصالح، لأنه واجب شرعي ووطني".
وكان المجلس الوزاري الأفغاني قد عقد اليوم اجتماعا برئاسة نائب رئيس الوزراء في الشؤون السياسية المولوي عبد الكبير. وشدد الاجتماع على أن القوات الأفغانية سترد على أي اعتداء على الأراضي الأفغانية، كما دان المجلس بأشد العبارات القصف الجوي الباكستاني على المناطق في جنوب أفغانستان وقتل المدنيين.
وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء أن الاجتماع "أكد أن أفغانستان تعمل مع جميع دول المنطقة والجيران لإحلال الأمن والسلام في المنطقة برمتها، ولكن الدفاع عن الأراضي الأفغانية والانتقام لقتل المدنيين حق مسلم لأفغانستان، وعلى القوات الأفغانية أن تدافع عن سيادة الدولة وأمنها بأي قيمة".
وكانت قبائل الجنوب الأفغانية قد نظمت اليوم تظاهرات كبيرة في ولاية خوست، نددت فيها بالقصف الجوي الباكستاني، وأشادت بدور القوات الأفغانية في الدفاع والانتقام، كما أعربت الزعامة القبلية في كلمات أمام التظاهرات عن تأييدها الكامل للقوات الأفغانية في مواجهة أي عدوان من الخارج، واستعدادها للوقوف معها جنبا إلى جنب.
وفي الجانب الباكستاني، قال مكتب العلاقات العامة في الجيش، في بيان له، إن قوات طالبان الباكستانية (يسميها الخوارج) وطالبان الأفغانية حاولت التسلل إلى داخل الأراضي الباكستانية ولكن الأخيرة تصدت لها وقتلت منها 15 من مسلحي طالبان الباكستانية وطالبان الأفغانية، مضيفا أن القوات الباكستانية أجبرت قوات طالبان الأفغانية على ترك ست نقاط عسكرية على الحدود.
من جهتها، اعتبرت وسائل الإعلام الباكستانية والمحللون العسكريون التطور بالخطير، خاصة وأن وزارة الدفاع الأفغانية أكدت أن أراضي البشتون في باكستان ليست باكستانية بل هي أفغانية.
وكان الناطق باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف، قد أكد في مؤتمر صحافي أمس الجمعة، أن الجيش أوضح للجانب الأفغاني أن أمامه خيارين: "الوقوف إلى جانب باكستان وتحسين العلاقة معها أو الوقوف إلى جانب طالبان الباكستانية"، واصفا إياها بالخوارج. وأضاف الناطق أن قائد الجيش الجنرال عاصم منير "قد أكد أن مواطنا باكستانيا واحدا أفضل لدى الجيش الباكستاني من أفغانستان كلها، بالتالي نحن سنحمي شعبنا بكل الطرق".
وكان سلاح الجو الباكستاني قد استهدف أربع نقاط في ولاية باكتيكا في جنوب أفغانستان في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ما أدى إلى مقتل 51 شخصا. وتقول طالبان إن جميع ضحايا القصف الباكستاني مدنيون. وطلبت البعثة الأممية في أفغانستان إجراء تحقيق في القضية، مؤكدة أن التقارير التي وصلت إليها تؤكد أن القتلى والجرحى مدنيون. لكن الخارجية الباكستانية وكذلك الجيش أكدا أن الهدف كان مراكز تدريب وإيواء لقادة ومسلحي طالبان الباكستانية. وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد أكد أمس، في بيان، أن لباكستان حق الدفاع وهي "سوف تستهدف كل من يعبثون بأمن باكستان أينما كانوا".