توتر بين الجيش العراقي ومليشيا مرتبطة بـ"العمال الكردستاني" في سنجار

توتر بين الجيش العراقي ومليشيا مرتبطة بـ"حزب العمال الكردستاني" في سنجار

02 مايو 2022
اندلعت اشتباكات بين الجيش والمليشيا أعقبتها أصوات تفجيرات لم تعرف طبيعتها (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت مصادر أمنية عراقية "العربي الجديد"، بأن اشتباكات جديدة وقعت بين الجيش العراقي وعناصر من مليشيا مرتبطة بمسلحي "حزب العمال الكردستاني" في بلدة سنجار غربي محافظة نينوى شمال العراق.

وشهد الأسبوعان الماضيان أجواء غير مستقرة في البلدة التي تنشط فيها عناصر الحزب، إذ تتصاعد حدة التوتر بين الجيش العراقي ومليشيات مرتبطة بالحزب بعد سلسلة من الأحداث تضمنت ثلاث مواجهات مباشرة بين الجانبين.

وأسفرت المواجهات عن إصابة 27 جندياً عراقياً وخطف اثنين من قبل مليشيا "وحدات حماية سنجار"، المعروفة اختصاراً بـ"اليبشة"، وهي الذراع المحلية لـ"حزب العمال الكردستاني" في سنجار، كما أصيب ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، خلال المواجهات، ما دفع بالجيش إلى تعزيز قواته هناك.

وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، اندلعت اشتباكات بين الطرفين في البلدة، ونقلت وكالات أنباء عراقية عن مصادر أمنية قولها إن "اشتباكات مسلحة وقعت بين الجيش ومليشيا تابعة لـ(العمال الكردستاني)"، مؤكدة أن "الاشتباكات أعقبتها أصوات تفجيرات عدة لم تعرف طبيعتها"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

من جهته، أكد عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، حسن الشنكالي، أن الأجواء متوترة في البلدة على أثر الاشتباكات التي لم تعرف أسبابها ونتائجها بعد، مبينا خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن أغلب الأهالي لم يستطيعوا الخروج ليل أمس، على أثر أصوات الاشتباكات ودوي الانفجارات، مبينًا أن الاشتباكات اندلعت بين عناصر من الجيش ومسلحي "العمال الكردستاني".

وأكد أن عناصر الحزب تسعى منذ فترة لمنع دخول تعزيزات الجيش إلى البلدة، حرصا منها على استمرار نفوذها ومنع تقوية سلطة الجيش.

إلى ذلك، أكد مرصد "أفاد"، وهو مركز عراقي معني بمتابعة حقوق الإنسان، في تقرير نشره السبت الماضي على منصة "تويتر"، أن "مسلحي الحزب يمنعون دخول القوات العراقية النظامية إلى سنجار، حيث اندلعت اشتباكات أكثر من مرة، آخرها قبل 10 أيام"، مبينا أن "سلوك الحزب- وتمركزه داخل الأراضي العراقية- غير مشروع، وهو مخالف للدستور".

وأضاف أن "الحزب يتحكم بآلية صنع القرار في سنجار، وتنصيب مديري الدوائر والمؤسسات، ويمنع عودة بعض النازحين إلى ديارهم، كما أنه يرفض تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في سنجار الموقعة بين حكومة الكاظمي وحكومة إقليم كردستان مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2020".

وخلال الشهر الحالي، وصل وفدان أمنيان رفيعان إلى سنجار، لتهدئة الأوضاع ومحاولة التوصل إلى تفاهمات تسهم في نزع فتيل التوتر بين الجيش ومسلحي الحزب.

وأفرجت ما تسمى بـ"وحدات مقاومة سنجار" (البيشة)، في الـ 22 من الشهر الفائت، عن جنديين عراقيين، كانت قد اختطفتهما على أثر خلاف نشب مع الجيش حول إخلاء ثكنة عسكرية في سنجار، وكان الجيش اعتقل حينها 3 من عناصر "البيشة"، فيما كان قد أطلق سراح الجنديين بعد اتفاقات تهدئة مبدئية بين الجانبين.

لكن عمليات إعادة انتشار الجيش في المدينة تواجه برفض من قبل مسلحي مليشيات تابعة للحزب أبرزها "وحدات حماية سنجار"، وعناصر من "أيزيدي خان"، إلى جانب مسلحي الحزب أنفسهم الذين يرفضون التخلي عن مواقعهم في جبل سنجار، أسهمت في إعادة التوتر.

يشار إلى أن مسلحي العمال ينتشرون في مناطق جبل سنجار ووسط المدينة، ضمن تفاهمات تم التوصل إليها مع فصائل مسلحة حليفة لإيران في المنطقة، أبرزها مليشيات "النجباء"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله"، و"حشد الشبك".