توتر أمني متصاعد وتوغلات إسرائيلية في درعا والقنيطرة

22 ابريل 2025
قوات أمنية في درعا، 20 فبراير 2025 (محمد مالك حطاب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت التوترات الأمنية في درعا والقنيطرة، مع اشتباكات في بصرى الشام بين عناصر الأمن، مما يعكس انقسامات داخلية واحتقانًا بسبب سياسات إدارة الجهاز الأمني.
- اكتشاف مخبأ كبير للأسلحة شمالي بصرى الشام ضمن حملة لاستعادة الاستقرار بعد حل "اللواء الثامن"، لكن الفراغ الأمني الناتج يزيد التوترات بسبب نقص خبرة العناصر الأمنية الجديدة.
- توغلت دورية إسرائيلية في القحطانية بالقنيطرة، مما يعكس أزمة أمنية مزمنة في الجنوب السوري بين التوترات الداخلية والتوغلات الخارجية.

تفجّرت الأوضاع الأمنية مجدداً في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سورية، وسط تصاعد للتوترات الداخلية وتوغلات إسرائيلية لافتة، إذ شهد اليوم الثلاثاء سلسلة من التطورات المتسارعة، بدءاً من اشتباكات بين عناصر الأمن في بصرى الشام، مرورا ًبالإعلان عن العثور على مخبأ كبير للأسلحة، وصولًا إلى توغل عسكري إسرائيلي جديد في قرية القحطانية بمحافظة القنيطرة، في ظل غياب أي ملامح لحلول سياسية أو استقرار أمني دائم.

وشهدت مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، صباح الثلاثاء، حادثة إطلاق نار أسفرت عن إصابة أحد عناصر قوى الأمن العام، خلال مشاجرة تطورت إلى تبادل لإطلاق النار بين مجموعة من العناصر التابعين للجهاز ذاته. ووفقاً لمصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن المتورطين في الاشتباك ينقسمون بين عناصر مُوفَدة حديثاً إلى المدينة، وآخرين مقيمين فيها، ما يشير إلى توترات داخلية قد تكون مرتبطة بسياسات إدارة الجهاز الأمني في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى نقل المصاب إلى مستشفى خارج المدينة بعد تلقي الإسعافات الأولية في مستشفى بصرى الشام، دون الإفصاح عن حالته الصحية بدقة. من جهة أخرى، نقل مصدر أمني خاص أن الحادثة وقعت خلال مداهمة لموقع "مشتبه به"، جرى خلالها الاشتباك مع شخص مطلوب تمكن من الهرب، مما دفع إلى تعزيز الانتشار الأمني في أرجاء المدينة.

وفي سياق متصل، أعلن جهاز الأمن العام عن اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مدفونة تحت الأرض شمالي بصرى الشام، بناء على معلومات قدمها سكان محليون، فيما نفذت وحدات أخرى تابعة للجهاز تفجيراً لعدد من مخلفات الحرب قرب بلدة الشيخ مسكين. 

وهذه العمليات تأتي ضمن حملة أمنية تشهدها المنطقة منذ أسابيع، تهدف وفقاً لتصريحات رسمية إلى "استعادة الاستقرار" بعد حل "اللواء الثامن" التابع للفيلق الخامس، الذي كان يقوده أحمد العودة، وتسليم عناصره أسلحتهم في إطار تسوية سابقة، لكن مصادر محلية تؤكد أن الفراغ الأمني الناجم عن تفكيك اللواء، وإحلال قوى أمنية غريبة عن المجتمع المحلي، أدى إلى تصاعد الاحتقان. يقول أحد أبناء بصرى لـ"العربي الجديد"، إن "العناصر الجديدة ليست لديهم خبرة كافية في بسط الأمن، كما أنهم بعيدون عن أعراف وعادات أهالي المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل مع السكان".

وعلى صعيد آخر، وفي محافظة القنيطرة، توغلت دورية إسرائيلية، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، إلى قرية القحطانية، وفتشت منازل عدة ومدرسة القرية وفق رواية أحد أبناء القرية، فضل إخفاء اسمه لأسباب أمنية. وقال المصدر لـ"العربي الجديد" إن القوات الإسرائيلية دهمت المدرسة ومواقع محيطة بها بحجة "البحث عن أسلحة" بطريقة "استفزازية".

وكانت قوات الاحتلال توغلت ليل الأحد الماضي في قريتي الأصبح والعشة، حيث أذاعت عبر مكبرات الصوت تحذيرات بعدم خروج السكان من منازلهم، كما نفذت عمليات تفتيش في منزل بقرية العشة. وفي السياق ذاته، رصد ناشطون محليون تحرك رتل عسكري إسرائيلي بين تل أحمر الغربي والجولان المحتل، يعتقد أنه ينقل معدات عسكرية إلى مواقع تمركز القوات الإسرائيلية، والتي توسعت في السيطرة على مناطق حدودية منذ سقوط النظام السابق.

وتشكل الأحداث الأخيرة في درعا والقنيطرة امتداداً لأزمة أمنية مزمنة تعانيها المناطق الجنوبية، والتي شهدت اتفاقيات تسوية مع النظام السوري خلال السنوات الماضية. وفي ظل غياب حلول سياسية أو أمنية جذرية، تبدو المنطقتان عالقَتَين بين مطرقة التوترات الداخلية وسندان التوغلات الخارجية، في مشهد يعيد إنتاج مآسي الحرب السورية بأشكال جديدة.

دلالات
المساهمون