توترات على طريق مطار بيروت وتوقيف 26 شخصاً بعد استهداف موكب يونيفيل

15 فبراير 2025
احتراق آلية لـ"يونيفيل" بعد اعتداء عليها ببيروت، 14 فبراير 2025 (إبراهيم عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون عن محاسبة المعتدين على موكب "يونيفيل" بعد تعرضه لهجوم عنيف، مشدداً على ضرورة ملاحقة المخلّين بالأمن وفتح الطرق.
- شهدت بيروت توترات واحتجاجات من أنصار حزب الله على طريق المطار، احتجاجاً على إلغاء رحلات جوية من طهران، وأكد رئيس الحكومة نواف سلام على أهمية "يونيفيل" كعامل استقرار وضرورة محاكمة المعتدين.
- تعمل السلطات اللبنانية على تسهيل عودة اللبنانيين العالقين في طهران، مع تأكيد وزارة الأشغال العامة والنقل على التنسيق لضمان سلامة المسافرين والتحقيق في الاعتداء على "يونيفيل".

أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون، صباح اليوم السبت، أن المعتدين على موكب "يونيفيل" في أثناء مروره على طريق مطار بيروت مساء أمس الجمعة، "سينالون عقابهم"، في وقت قال وزير الداخلية أحمد الحجار إنّه جرى توقيف 26 شخصاً في إطار التحقيقات في القضية، بينما تتواصل التحركات على طريق مطار بيروت.

وكانت قوات الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" قد قالت، في بيان، أمس الجمعة، إنّ قافلة تابعة لها تعرّضت لهجوم عنيف، في أثناء توجهها إلى مطار بيروت، حيث أُضرمت النيران في إحدى مركبات القافلة، وقد أدى الهجوم إلى إصابة نائب قائد قوات يونيفيل المنتهية ولايته، الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته. وجاء الاعتداء خلال احتجاجات أنصار حزب الله في لبنان لليوم الثاني على التوالي، على الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بعد إلغاء رحلتين جويتين قادمتين من طهران، الخميس، وسط اتهام إيراني لإسرائيل بالوقوف خلف القرار اللبناني.

ودان الرئيس اللبناني في بيان نشرته الرئاسة اللبنانية، "الاعتداء الذي تعرض له موكب نائب قائد "اليونيفيل" في أثناء مروره على طريق المطار، واطمأن على حالته بعد إصابته بجروح، وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم". وقالت الرئاسة إن "الرئيس عون تابع التطورات المتعلقة بقطع الطرق وإشعال النيران وأعمال الشغب، وأصدر توجيهاته للجيش والقوى الأمنية بوقف هذه الممارسات، وفتح جميع الطرق، وإزالة العوائق من الشوارع. كذلك شدد على ملاحقة المخلّين بالأمن واعتقالهم، وإحالتهم على القضاء الذي باشر تحقيقاته الميدانية".

وشدد عون على أن ما حدث الليلة الماضية على طريق المطار وفي بعض مناطق بيروت، تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها، كذلك فإن القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد. وأهاب عون وفق البيان، بعدم الانجرار وراء دعوات مشبوهة قد تؤدي إلى تكرار ممارسات مشابهة، مشدداً على أن التعبير عن أي موقف يجب أن يكون سلمياً. كذلك أكد أن القوى الأمنية ستقوم بواجبها في حفظ الأمن إذا تجاوزت ردود الفعل الحدود المسموح بها، خصوصاً إذا شكلت تهديداً لأمن المواطنين وسلامتهم.

بدوره، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، إثر اجتماعه مع عون، رفض الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، مشدداً، في تصريح، على أنّ "حرية التعبير لا علاقة لها بما يحصل في الشارع". وأكد "ضرورة التشدد في تطبيق القانون ومحاكمة كل من أساء للقوى الأمنية، وسنستمر بحشد كل الدعم الدبلوماسي والسياسي لانسحاب إسرائيل"، لافتاً الى أنّ "يونيفيل عامل استقرار في الجنوب ونحن بحاجة لها والاعتداء عليها جريمة بحق لبنان، ومَن يظن أن ما حصل يسرّع الانسحاب الإسرائيلي فهو مخطئ".

وقال سلام إن "سلامة أمن مطار بيروت فوق كل اعتبار ولن نتسامح في مسألة الإخلال بأمنه"، مضيفاً: "نتواصل مع السلطات الإيرانية بشأن الطائرة الإيرانية لتأمين عودة اللبنانيين إلى بيروت".

وأصدر المكتب الإعلامي لوزارة الأشغال العامة والنقل بياناً أكد فيه استمرار الجهود المكثفة لمتابعة أوضاع المواطنين اللبنانيين العالقين في طهران، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على مدار الساعة لتسهيل حركتهم من وإلى لبنان. وأوضح البيان أن الوزارة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تبذل كل المساعي اللازمة لتأمين الرحلات الجوية ونقل المواطنين الراغبين في السفر إلى طهران أو العودة منها. وفي هذا الإطار، فإن سلطات الطيران المدني في لبنان تترقب موافقة الجهات المختصة في مطار طهران الدولي لمنح الإذن بالهبوط لرحلات شركة طيران الشرق الأوسط، التي تعتزم تسيير ثلاث رحلات إلى طهران اليوم.

تجدر الإشارة إلى أن رحلات شركة طيران الشرق الأوسط، التي كانت مقررة أمس، لم تحصل على أذونات الهبوط في مطار طهران، مما أدى إلى تأجيلها. وأكدت الوزارة التزامها بمواصلة التنسيق مع السلطات المختصة لضمان سلامة المسافرين وتيسير عودتهم في أسرع وقت ممكن، مشددة على حرصها على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا الملف بأقصى سرعة.

توترات خلال التحرك على طريق مطار بيروت

من جهة أخرى، حدثت توترات بين الجيش اللبناني والمعتصمين من حزب الله خلال التحرك على طريق المطار في بيروت ما أدى إلى وقوع إصابات. ومع بدء الاعتصام الذي دعا إليه حزب الله، اليوم السبت، "استنكاراً للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية"، تم قطع السير على طريق المطار. وخلال الاعتصام قال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي إن "المقاومة لن تخضع ونحن مستمرون في متابعة انسحاب العدو من القرى في الجنوب ولن نقبل بأي موقف رسمي لبناني ودولي وإقليمي بأن يُمدّد لهذا العدوان".

إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار في مؤتمر صحافي بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي: "حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفاً في مخابرات الجيش اللبناني (...) وهناك موقوف عند شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي"، موضحاً أن "هذا لا يعني أن هؤلاء الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على يونيفيل، لكن التحقيقات سوف تظهر مَن هو المسؤول ومَن المرتكِب"، كما أنها "ستتواصل، وهي جديّة جداً".

وقال وزير الداخلية: "حصل قطع للطرقات وتعديات على الأملاك العامة والخاصة"، مشدداً على أن الاعتداء على قوات يونيفيل مرفوض كلياً ويشكّل جريمة يعاقب عليها القانون. وأضاف: "طلبت من المعنيين من اليوم وصاعداً اتخاذ أقصى التدابير الأمنية، وتسيير الدوريات، وتأمين الوجود للجيش اللبناني والقوى الأمنية على الأرض، والمحافظة على الأمن والاستقرار، وحماية الناس وطمأنتهم، مشيراً إلى أن "من يريد أن يعبر عن رأيه مسموح له ضمن الأصول والقوانين والأنظمة، وممنوع قطع الطرق وممنوع التعديات، ونأمل من اليوم وصاعداً في أن يلتزم بذلك الجميع، لأن التدابير ستكون جدّية جداً وستجري ملاحقة أي خلل بجدية".

وتفقد الوزير الحجار ضابطين مصابين من قوات "يونيفيل" في المستشفى، بناءً لتوجيهات رئيسي الجمهورية عون والحكومة نواف سلام، مؤكداً، وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية "رفض الحكومة اللبنانية هذا الاعتداء الذي يُعد جريمة بحق قوات حفظ السلام". وأعطى الحجار التوجيهات اللازمة للمعنيين لضبط الوضع، والعمل على تحديد هوية المعتدين، وتوقيفهم، وإحالتهم على القضاء المختص.

وفي السياق عينه، زار قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده، في المستشفى نفسه، نائبَ قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وأحد ضباطها، مشيداً بالدور الأساسي لـ"يونيفيل" في جنوب لبنان، ومشدداً على رفض قيادة الجيش لأي اعتداء على عناصرها، ومؤكداً العمل على توقيف المعتدين وسوقهم إلى العدالة.

ونددت الخارجية الأميركية، الجمعة، بالهجوم على قوات يونيفيل، واصفة الهجوم بـ"العنيف"، مشيدة بالاستجابة السريعة للجيش اللبناني، وبالتزام الحكومة اللبنانية اتخاذ جميع التدابير لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم. وشددت "يونيفيل" في بيانها على أن مثل هذه الهجمات على قوات حفظ السلام تُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وقد تشكل جرائم حرب، مطالبة السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة.

وأوعز وزير العدل اللبناني عادل نصار، إلى النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، التحرك للتحقيق في أحداث طريق المطار، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وبدأت الاحتجاجات إثر قرار لبناني بعدم استقبال طائرة مدنية إيرانية، غداة زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة إكس، أنّ فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، هرّب خلال الأسابيع الماضية أموالاً عبر مطار رفيق الحريري "مخصصة لتسلح حزب الله بهدف تنفيذ اعتداءات ضد دولة إسرائيل"، على حدّ قوله.

المساهمون