توترات بين قوات اليونيفيل وأهالي بلدة الجميجمة جنوبي لبنان

16 مايو 2025
انتشار قوات اليونيفيل في بلدة الوزاني بعد انسحاب جيش الاحتلال، 19 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت بلدة الجميجمة توترات بين الأهالي وقوات اليونيفيل بسبب دخول القوات إلى أرض خاصة دون مرافقة الجيش اللبناني، مما أدى إلى اشتباكات واستخدام القنابل الغازية والرصاص، وأسفر عن إصابات بين المواطنين.
- أوضحت اليونيفيل أن دوريتها كانت تقوم بنشاط روتيني وتعرضت للعنف من قبل المدنيين، مؤكدة أن الدورية كانت منسقة مع الجيش اللبناني واستخدمت وسائل غير فتاكة لضمان السلامة.
- دعت اليونيفيل السلطات اللبنانية لضمان تنفيذ مهامها بحرية، مشددة على أهمية حرية الحركة لتنفيذ ولايتها بشكل مستقل وحيادي.

شهدت بلدة الجميجمة في قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان، صباح اليوم الجمعة، توترات كبيرة بين عناصر قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) والأهالي، دفعت بـالجيش اللبناني إلى التدخل لفضّ الإشكال، ما أسفر عن سقوط إصابات في صفوف المواطنين. وبحسب رواية الأهالي، فإنّ القصة بدأت بعد دخول قوات اليونيفيل إلى أرض ذات ملكية خاصة في البلدة دون مرافقة الجيش اللبناني، وطلب الأهالي منها التراجع، إلا أن تلك القوات بدأت بالتشاجر مع الأهالي وإلقاء القنابل الغازية وإطلاق الرصاص تجاههم، ما أسفر عن تسجيل أكثر من إصابة جراء استهدافهم بالقنابل. 

من جهتها، قالت قوات اليونيفيل إنّه "أثناء قيام دورية تابعة لها بنشاط عملياتي روتيني صباح اليوم الجمعة بين قريتي الجميجمة وخربة سلم، جنوبي البلاد، قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني بمواجهة الدورية". وحاول هؤلاء الأفراد، بحسب تصريح صادر عن المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، "إيقاف الدورية باستخدام وسائل عنيفة، شملت استخدام العصي المعدنية والفؤوس، مما أدى إلى إلحاق أضرار بآليات الدورية، ولم تُسجّل أي إصابات".

وأضاف "رداً على ذلك، استخدمت قوات اليونيفيل وسائل غير فتاكة لضمان سلامتهم وسلامة جميع من في المكان، وقد تم إبلاغ الجيش اللبناني، الذي حضر على الفور إلى مكان الحادث، وتولى مرافقة الدورية إلى قاعدتها". وأكدت اليونيفيل أن "هذه الدورية كانت مخططة مسبقاً ومنسقة مع القوات المسلحة اللبنانية"، مذكرة "جميع الأطراف بأنّ ولايتها تنص على حرية حركتها ضمن منطقة عملياتها في جنوب لبنان، وأي تقييد لهذه الحرية يُعد انتهاكاً للقرار 1701، الذي يخول اليونيفيل العمل بشكل مستقل، سواء بوجود القوات المسلحة اللبنانية أو بدونها... على الرغم من التنسيق الدائم مع الجيش اللبناني، فإن قدرة اليونيفيل على تنفيذ مهامها لا تعتمد على وجوده".

وأشارت إلى أن "استهداف حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة أثناء تنفيذهم لمهامهم الموكلة من مجلس الأمن أمر غير مقبول"، داعيةً السلطات اللبنانية إلى "ضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها دون تهديد أو عرقلة". كما أكدت القوة الأممية مجدداً أن "حرية حركة قواتها تُعد عنصراً أساسياً في تنفيذ ولايتها، التي تتطلب منها العمل باستقلالية وحيادية تامة"، مجدّدة دعوتها لجميع الأطراف إلى "الامتناع عن أي أعمال من شأنها تعريض حياة حفظة السلام للخطر"، مؤكدة على "ضرورة احترام حرمة أفراد ومقرات الأمم المتحدة في جميع الأوقات".

وهذه ليست المرّة الأولى التي تحصل فيها مواجهات بين قوة الأمم المتحدة المؤقتة والأهالي خصوصاً في الجنوب، في الأشهر الماضية، بحيث يتصدّى الأهالي لدورياتها عندما تدخل مناطق أو أملاكاً خاصة، ونقاطاً خارج نطاقها، ومن دون مرافقة من الجيش اللبناني بحسب رواياتهم، وذلك في وقت تؤكد القوة في كل مرّة أنّ حرية الحركة أساسية لرصد جميع انتهاكات القرار 1701 والإبلاغ. وتكثف التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني في الفترة الماضية وخصوصاً ربطاً بترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أعلنت القوة الأممية قبل أيام في هذا الإطار أنها عثرت على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة وجرى إحالتها إلى الجيش اللبناني.

المساهمون