تواصل تطبيق اتفاق درعا وتبادل للقصف على محاور إدلب

تواصل تطبيق اتفاق درعا وتبادل للقصف على محاور إدلب

03 سبتمبر 2021
ترعى روسيا مداولات بين اللجنة الأمنية ولجنة التفاوض لحلّ الإشكالات (ياسر الحطيب/الأناضول)
+ الخط -

يستمر الهدوء في أحياء درعا البلد لليوم الثالث على التوالي، بعد الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة التفاوض والوجهاء مع قوات النظام، مع مواصلة الأخيرة تسوية أوضاع "المطلوبين"، وتحديد أماكن إقامة النقاط العسكرية المتفق عليها، وسط محاولات من بعض قوات النظام لعرقلة تطبيق الاتفاق.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الأوضاع عادت إلى نصابها بعد التوتر الذي جرى أمس الخميس، إثر مطالبة النظام بتسليم قطع سلاح، ونشر نقاط عسكرية بعدد أكبر من المتفق عليه. كما بادرت تلك القوات إلى نصب مرابض جديدة لصواريخ أرض - أرض من نوع "فيل" في المنطقة الصناعية بدرعا المحطة، بعد مطالبتها بـ40 بندقية إضافية ورشاشي "دوشكا"، ومحاولة نشر تسعة حواجز بدل ثلاثة، والسماح لقوات النظام بتفتيش المنازل بدلاً عن الجانب الروسي.

وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن الجانب الروسي يرعى مداولات بين ضباط من اللجنة الأمنية ولجنة التفاوض لحلّ هذه الإشكالات، إضافة إلى التعامل مع الوضع في المخيم المجاور وطريق السد، بحيث يشملهما الاتفاق الذي تم التوصل إليه في درعا البلد، حيث إن المجموعات المسلحة هناك لم تعطِ موافقتها بعد على الاتفاق.

وعُقدت جلسة تفاوض بين الفيلق الخامس واللجنة المركزية مع الجانب الروسي ومجموعة من ضباط النظام، أسفرت عن تهدئة الأمور والعودة إلى البنود التي تم الاتفاق عليها، ثم تلت ذلك جولة ميدانية جرت من قبل ضباط من اللجنة الأمنية التي يترأسها حسام لوقا والعميد لؤي العلي، وأعضاء من لجنة أبناء درعا البلد وضباط من الشرطة الروسية، ليتم تحديد النقاط الأمنية التي تم الاتفاق على نشرها في أحياء درعا البلد.

وكانت جرت أمس تسوية أوضاع ما يزيد عن مئة شخص من المطلوبين، من بينهم 35 مسلحاً مع أسلحتهم الفردية، وذلك بحضور ضباط من روسيا وضباط من اللجنة الأمنية في درعا وبعض الوجهاء.

 من جهة أخرى، قُتل الشاب باسل محمود الرفاعي جراء قنصه من قبل قوات النظام المتمركزة في تل السمن أثناء عمله في أرضه الزراعية في محيط مدينة طفس غرب درعا، وفق موقع "تجمع أحرار حوران".

إلى ذلك، أصدرت وكالة "أونروا" لإغاثة وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بياناً دانت فيه تعرض مدارسها في مخيم اللاجئين الفلسطينيين بدرعا للقصف والتدمير.

وذكر البيان أنه "بتاريخ 27 أغسطس/آب الماضي، وقع انفجار في حي طريق السد بمدينة درعا بالقرب من مخيم درعا للاجئين، حيث توجد مدارس "أونروا"، ما تسبّب بإلحاق أضرار بمدرستين تابعتين لها، اشتملت على تحطم النوافذ والأبواب، ووقوع أضرار هيكلية لجدار حائط المدرستين.

وكانت "أونروا" عملت على إعادة تأهيل المباني المدرسية بالكامل في فبراير/شباط 2020، بعد أن تضررت بشكل كبير في النزاع المسلح في عام 2012. وأوضح البيان أن منشآت الوكالة، مثلها مثل جميع مرافق الأمم المتحدة، معلّمة وترفع علم الأمم المتحدة على سطحها. ولم تتلقَ الوكالة أي تحذير من أنه ستقع أعمال قتالية في منطقة قريبة جداً من مدارسها.

وكانت المنطقة المذكورة تعرضت لقصف عنيف بصواريخ شديدة الانفجار من نوع "جولان"، والتي تملكها الفرقة الرابعة والمليشيات التابعة لها، وقد ظهرت في الكثير من الفيديوهات وهي تقصف حي طريق السد والمخيمات في الفترة الماضية، ما أدى إلى تدمير العديد من الأبنية ومنازل المدنيين.

وعلى صعيد متصل، نظّم العشرات من مهجّري درعا البلد وقفة احتجاجية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمالي سورية، مطالبين بالإفراج عن أبناء عائلات درعا البلد المحتجزين داخل أحد مساجد المدينة ومنحهم حرية التنقل.

وذكرت صفحات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاز العديد من العائلات، التي هُجّرت من درعا البلد خلال الأيام القليلة الماضية، داخل مسجد "البراء بن مالك" في مدينة الباب من قبل الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني السوري"، وعدم السماح لهم بالخروج من المسجد بذريعة "الحجر الصحي منعاً لانتشار وباء كورونا"، بحسب الناشطين.

وكانت الدفعة الثانية من مهجري مدينة درعا وصلت إلى ريف حلب الجمعة 27 أغسطس/آب الماضي، في إطار الاتفاق المبرم بين اللجنة المركزية الممثلة لأهالي درعا واللجنة الأمنية التابعة للنظام.

تبادل للقصف في إدلب

وفي محافظة إدلب، تبادلت قوات النظام وفصائل المعارضة القصف، فجر وصباح اليوم الجمعة، على محاور التماس بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، من دون تسجيل خسائر بشرية، فيما جدّد الطيران الحربي الروسي قصفه الجوي على المنطقة.

وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات الروسية استهدفت بعدة غارات، صباح اليوم الجمعة، أطراف بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، في ريف إدلب الجنوبي، من دون معلومات عن خسائر بشرية.

وكان قُتل أمس عنصر في قوات النظام وأصيب 3 آخرون جراء استهداف موقعهم بصاروخ موجه على محور جبل الأكراد في ريف اللاذقية. كما استهدفت الفصائل مواقع وتجمعات قوات النظام على محور حزارين بريف إدلب، فيما قصفت طائرتان حربيتان روسيتان محور كبينة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية.

كما شنّت الطائرات الحربية الروسية، أمس الخميس، أكثر من 35 غارة جوية على البادية السورية، في كلّ من بادية أثريا ومناطق على الحدود الإدارية ما بين دير الزور والرقة، تزامناً مع تحليق 3 طائرات استطلاع عملاقة في أجواء البادية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تلك الغارات تتزامن مع تحضيرات عسكرية لقوات النظام والمسلّحين الموالين لها ولروسيا، لتنفيذ عمليات تمشيط جديدة للقوات البرية بحثًا عن خلايا تنظيم "داعش".

المساهمون