تواصل التوتر الأمني في بلدة سلوك بريف الرقة وسط مطالب بإخراج الفصائل
استمع إلى الملخص
- أسفرت المواجهات عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين، وبدأت بسبب نزاع بسيط بين جيران، لكن التوتر تصاعد لاستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
- تتهم صفحة "الرقة تذبح بصمت" عبد الله النجم بالتصعيد، وتطالب بفتح تحقيق عاجل لحماية الأمن المحلي والنسيج الاجتماعي في المنطقة.
تشهد بلدة سلوك الواقعة بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرقي سورية، توتراً أمنياً لليوم الثالث على التوالي، على خلفية اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصيل "صقور السنة" ومجموعة من أبناء البلدة، وسط حالة من الإضراب العام، والمطالبات المتصاعدة بإخراج الفصائل المسلحة من المناطق المدنية.
وقال الناشط محمد عثمان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن البلدة تشهد إغلاقاً كاملاً للمحال التجارية والمدارس والأسواق، بالتزامن مع انتشار كثيف لقوات الشرطة العسكرية ومجموعات محلية من أبناء منطقة تل أبيض، وذلك بعد مواجهات دامية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم اثنان من فصيل "صقور السنة" واثنان من أبناء البلدة، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 12 آخرين من الطرفين. وأوضح أن الخلاف بدأ قبل ثلاثة أيام، بسبب نزاع بسيط بين جيران حول تركيب جهاز تبريد على سطح أحد المنازل، إلا أن التوتر سرعان ما تصاعد إلى حد استخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ما تسبب في حالة من الخوف والذعر بين السكان المدنيين.
من جهته، أكد الناشط عبود حمام، المنحدر من محافظة الرقة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن أهالي بلدة سلوك يطالبون بإخراج كافة الفصائل والمقرات العسكرية من المناطق السكنية، ومنع المظاهر المسلحة في الأسواق والأماكن العامة، إلى جانب المطالبة بتمكين مؤسسات الدولة، وعلى رأسها جهاز الأمن العام، من بسط السيطرة الأمنية داخل البلدة.
في السياق، اتهمت صفحة "الرقة تذبح بصمت" أحد قادة فصيل "صقور السنة"، ويدعى عبد الله النجم، بالوقوف وراء التصعيد الأخير في البلدة، مشيرة إلى تورطه في "اقتحام البلدة وارتكاب تجاوزات خطيرة". وبحسب ما ورد في منشور الصفحة، فإن النجم "أصدر بياناً تحريضياً حمل طابعاً مناطقياً خطيراً، يهدد السلم الأهلي، ويغذّي النزاعات العشائرية بين أبناء المنطقة".
وأضافت الصفحة أن عبد الله النجم "لجأ إلى تقديم نفسه متحدثاً باسم الدولة السورية، على الرغم من أن فصيله لا ينتمي إلى وزارة الدفاع، وقد تم استبعاده سابقاً من صفوف الجيش الوطني السوري". ولفتت إلى أن نشاط الفصيل يقتصر حالياً على "تهريب البشر، وتجارة المحروقات مع مليشيا قسد"، بحسب تعبيرها.
وطالبت الصفحة، المعنية بتوثيق الانتهاكات في محافظة الرقة، وزارتي الداخلية والدفاع بفتح تحقيق عاجل، واتخاذ إجراءات رادعة بحق المتورطين في الأحداث الأخيرة، حفاظاً على الأمن المحلي ومنعاً لتفاقم الفتنة، وحمايةً للنسيج الاجتماعي في المنطقة. ويعكس هذا التصعيد المتكرر حجم التوترات الأمنية في مناطق شمال شرقي سورية، وسط مطالب شعبية متزايدة بإنهاء مظاهر الفوضى، وإبعاد الفصائل المسلحة عن الحياة المدنية، وتمكين مؤسسات الدولة من أداء مهامها في حفظ الأمن والاستقرار.