توابيت المحتجزين الإسرائيليين.. الضغط العسكري لم يعدهم أحياء

20 فبراير 2025
توابيت المحتجزين الإسرائيليين الأربعة على منصة التسليم ببني سهيلا، 20 فبراير 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إخفاق الحكومة الإسرائيلية في استعادة المحتجزين أحياء: أكدت عودة نعوش المحتجزين الإسرائيليين من غزة فشل الضغوط العسكرية في استرجاعهم أحياء، حيث تم استلامهم في إطار صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

- تحديات تحديد هوية الجثث: سيتم نقل الجثث إلى معهد الطب العدلي لتحديد هوياتهم، وهي عملية قد تستغرق 48 ساعة، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش الإسرائيلي وحماس حول مسؤولية الوفاة.

- قلق العائلات من انهيار الصفقة: تعبر عائلات المحتجزين عن قلقها من تعثر المراحل المقبلة للصفقة، مطالبة الحكومة بتسريع المفاوضات لإعادة جميع المختطفين.

تؤكد أولى نعوش جثامين المحتجزين الإسرائيليين في غزة سقوط مزاعم العديد من المسؤولين الإسرائيليين بأن الضغط العسكري سيعيد المحتجزين أحياء، إذ إنهم يعودون اليوم أمواتاً بفعل قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق رواية الفصائل، إضافة إلى أن استعادتهم تأتي في إطار صفقة تشمل وقفاً لإطلاق وتبادلاً للأسرى. 

فوتت حكومة الاحتلال فرصة استعادتهم أحياء، لتحصل اليوم على مشاهد تذكّرها بإخفاقها، ليس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 فحسب وتحطّم مفهوم الردع، ولكن أيضاً بتخليها فعلياً عن أسراها، فيما تجنّبت وسائل الإعلام العبرية نقل المشاهد الأصعب بالنسبة للإسرائيليين منذ عملية "طوفان الأقصى"، كما تفادت في غالبيتها رسالة حركة حماس بأن الجيش الإسرائيلي هو الذي قتلهم.

ورغم الضغط الكبير الذي مارسته عائلات المحتجزين منذ اليوم الأول للحرب من أجل إبرام صفقة، تعنتت الحكومة في مواقفها ومضى الجيش في قصفه وصولاً إلى هذا اليوم "الصعب"، كما وصفه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حين قال أمس إن الخميس سيكون "يوماً بالغ الصعوبة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، يوماً مؤلماً، يوم حداد. سنعيد إلى الوطن أربعة من مختطفينا الأحباء الذين توفوا".

وبعد تسلّم جيش الاحتلال النعوش، سيتم نقلها الى معهد الطب العدلي أبو كبير من أجل عملية التعرّف إلى جثث المحتجزين وتأكيد هوياتهم، وهي ما تقول السلطات الإسرائيلية إنها عملية قد تستمر حتى 48 ساعة، وفقط بعد ذلك يمكن أن تؤكد إسرائيل أن حركة حماس قد التزمت بالاتفاق المتعلق بإعادة أربعة من المحتجزين الأموات، لتقوم السلطات الإسرائيلية بدورها بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يوم السبت.

ويوضح جيش الاحتلال أيضاً أنه حتى لو اتهمته حماس بقتل المحتجزين، فإن هذا ادعاء غير مؤكد، ويجب انتظار نتائج الفحص المهني. وبعد الفحص المتعمّق، من المتوقع أن يتم الإعلان عن ظروف الوفاة، بقدر ما يمكن معرفته.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الطبيب حين كوجل، مدير المعهد الإسرائيلي للطب الشرعي، أن فحص ظروف الوفاة "جزء لا يقل أهمية عن تحديد الهوية"، ومع ذلك، أشار إلى أن الإجراء من المتوقع أن يستغرق بعض الوقت. وتابع كوجل "سنبذل قصارى جهدنا، وهذا ليس ممكناً دائماً، وخاصة مع رفات يصل بعد فترة طويلة من الوفاة، وفي كل الأحوال سنبذل قصارى جهدنا لتعرف العائلات ما حدث لأحبائها. يجب أن نأخذ في الاعتبار أنه في بعض الأحيان لا يكون هذا ممكناً بسبب حالة الأدلة".

في سياق متصل، يسود قلق كبير في أوساط عائلات المحتجزين الإسرائيليين من احتمال انهيار المراحل المقبلة من الصفقة، التي طالبت الحكومة الإسرائيلية باستعادة جميع المحتجزين. وجاء في بيان صادر عن منتدى العائلات "هناك 69 مختطفاً آخرين محتجزين لدى حماس، ولا يزال بعضهم دون موعد محدد للإفراج عنهم. ندعو صناع القرار إلى تسريع المفاوضات والعمل على إعادة جميع المختطفين على الفور. يجب عدم المماطلة والمخاطرة بفقدان حياة مختطفين آخرين أو اختفاء جثامين".

إلى ذلك، أفادت القناة 12 العبرية بأن نتنياهو فحص إمكانية المشاركة في مراسم استلام الجثث في الجانب الإسرائيلي. وصدرت تعليمات للمسؤولين في الميدان بالاستعداد لذلك، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر أنه لن يأتي.