تهديد بمهاجمة أديس أبابا... والاتحاد الأفريقي يدخل على خط الوساطة

تهديد بمهاجمة أديس أبابا... والاتحاد الأفريقي يدخل على خط الوساطة

08 نوفمبر 2021
تسير الحياة بشكل طبيعي في أديس أبابا (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي هدد فيه "جيش تحرير أورومو" بشن هجوم جديد على العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تعمل الأمم المتحدة على خط إيصال المساعدات إلى إقليم تيغراي، فيما بحث المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى إثيوبيا أولوسيغون أوباسانغو مع زعيم "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، ديبرصيون جبريميكيل، في ميكيلي، تطورات الأزمة السياسية في البلاد. 

وفيما تواصل الحياة سيرها بشكل طبيعي في أديس أبابا، لا يزال الغموض يسيطر على المناطق التي تدور فيها المعارك في إقليمي عفار وأمهرة.

يشار إلى أن الطرفين، السلطات و"جبهة تحرير تيغراي"، لا يزالان يتعنتان في القبول بوقف إطلاق النار، رغم كل الضغوط الدولية والتحركات الدبلوماسية للتوصل إلى هذا الأمر.

كومسا ديريبا: الحكومة تحاول فقط كسب الوقت، والتحريض على الحرب الأهلية 

وأعلن زعيم "جيش تحرير أورومو" كومسا ديريبا، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، أن قواته على مقربة من العاصمة، وتستعد لشن هجوم جديد، متوقعاً انتهاء الحرب "قريباً جداً".

وحذر ديريبا رئيس الحكومة أبي أحمد من أن المسلحين التابعين للحكومة "ينشقون"، وأن المتمردين قريبون من النصر. وقال: "ما أنا متأكد منه هو أن الأمر سينتهي قريباً جداً". وأضاف: "نحن نتحضر لشن هجوم آخر. الحكومة تحاول فقط كسب الوقت، والتحريض على الحرب الأهلية في هذا البلد، لذلك هي تدعو الأمة للقتال".

وزعم أن قواته على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة، وهي "لم تتراجع إنشاً" عن الأراضي التي سيطرت عليها.

واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، في تغريدة اليوم الاثنين، أن "التغلب على فترة مضطربة علامة على الصمود الوطني". وقال: "في الوقت الذي يتم فيه اختبارنا على عدة جبهات، فإن إرادتنا الجماعية تعزز قوتنا لمواصلة المسار الذي بدأناه". وحث الإثيوبيين على المضي قدماً بـ"رغم كل المحاولات لعرقلة تقدم البلاد ووحدة إثيوبيا".

وذكرت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، في بيان على صفحتها على "فيسبوك" اليوم الاثنين، أن جبريميكيل التقى في ميكيلي أوباسانغو ومنسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة مارتن غريفيث.

وأوضحت أن اللقاء، الذي عقد أمس، تركز حول الأزمة السياسية في إثيوبيا والأنشطة الإنسانية، إلى جانب القضايا الإقليمية.

وفي حين أشارت الجبهة إلى أن أوباسانغو وغريفيث عادا إلى أديس أبابا مساء الأحد الماضي، فإن الحكومة والإعلام الإثيوبي لم يتطرقا إلى زيارتهما إلى ميكيلي.

وأعلنت الأمم المتحدة، في بيان أمس، أن غريفيث تحدث، في ميكيلي، مع "السلطات القائمة"، وشدد على "الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في جميع المناطق التي تسيطر عليها". كما حضّها على "احترام المبادئ الإنسانية". وأشارت إلى أن غريفيث التقى "الشركاء في المجال الإنساني والنساء المتضررات من النزاع" قبل عودته إلى أديس أبابا.

وكانت الحكومة الإثيوبية تعرضت إلى انتقادات دولية بتهمة فرضها قيوداً على المساعدات الإنسانية إلى تيغراي، وهو ما ردت عليه السلطات، أخيراً، بالقول إنها خفضت نقاط التفتيش من تسع نقاط إلى نقطتين لتسهيل عمليات تمرير المساعدات إلى الإقليم، مؤكدة التزامها بإيصال المساعدات إلى تيغراي عبر الممر الذي يربطه بإقليم عفار شرقي إثيوبيا. 

شدد غريفيث في تيغراي على الحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين 

وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية، اليوم الاثنين، أن غريفيث بحث مع حاكم ولاية أمهرة يلكال كيفالي الأزمة الإنسانية في البلاد. وأوضحت أنهما أشارا إلى أن "أكثر من 6 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في ولاية أمهرة بسبب الصراع الدائر هناك".

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن كيفالي قوله إن سكان مدينتي كوبو ودبري برهان نزحوا مرات عدة هرباً من القتال.

وأعلن، في المقابل، أنه من الصعوبة بمكان معرفة أوضاع أكثر من نصف النازحين بسبب توغل الحركات المسلحة التي تصنفها الحكومة "إرهابية" إلى ديسي وكومبولشا. واعتبر حاكم ولاية أمهرة أن الأزمة تزداد سوءاً، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من مراكز إيواء النازحين، داعياً الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدة فورية للنازحين من غذاء ومأوى. 

الاتحاد الأفريقي يبحث الوضع في إثيوبيا

في الأثناء، قالت مفوضية الشؤون السياسية والسلام والأمن في الاتحاد الأفريقي إنها بحثت، اليوم الاثنين عبر تقنية الفيديو "كونفرانس"، الوضع في إثيوبيا.

وأضافت المفوضية، في تغريدة لها عبر حسابها في "تويتر"، أن الاجتماع شارك فيه كل من أوباسانغو، ورئيس مفوضية الشؤون السياسية والسلام والأمن للاتحاد الأفريقي بانكول أديوي، وممثل حكومة إثيوبيا بالاتحاد الأفريقي، ورئيس الدورة الحالية لمجلس السلم الأفريقي تسفاي يلما، وسفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد محمد عمر جاد.

والأربعاء الماضي، أعرب الاتحاد الأفريقي عن "قلقه العميق" من تصاعد المواجهات العسكرية في إثيوبيا، مجددا دعوته جميع أطراف النزاع لـ"حماية وحدة البلاد وسيادتها والبحث عن حل سلمي".

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد إنه يتابع بقلق عميق تصاعد المواجهة العسكرية في إثيوبيا، ويحث مرة أخرى جميع الأطراف على "حماية وحدة أراضي إثيوبيا وسيادتها الوطنية".

وجدد رئيس المفوضية مطالبته الأطراف بالدخول في حوار سعيا لإيجاد حل سلمي لمصالح البلاد، داعيا إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية والاحترام الكامل لأرواح وممتلكات المدنيين، فضلاً عن البنية التحتية للدولة".

المساهمون