تهديد إسرائيلي بالتدخل العسكري في سورية بذريعة "حماية" الدروز

01 مارس 2025   |  آخر تحديث: 22:15 (توقيت القدس)
مركبة عسكرية للاحتلال في الجولان المحتل، 19 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتصاعد التوترات بين إسرائيل وسوريا مع تهديدات إسرائيلية بالتدخل العسكري لحماية الدروز في جرمانا، جنوب دمشق، وسط حملة أمنية سورية بعد مقتل عنصر أمني.
- أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الأمن كاتس تعليمات للجيش بالاستعداد لضرب السلطات السورية إذا تعرض الدروز لأي اعتداء، مؤكدين عدم السماح للنظام السوري بإيذاء الدروز.
- تتزامن هذه التهديدات مع تكثيف إسرائيل لضرباتها الجوية على سوريا، حيث استهدفت 16 مرة منذ 2025، مما أدى إلى تدمير مواقع عسكرية وقتل وإصابة عدة أشخاص.

تتسارع وتيرة التصريحات الإسرائيلية بشأن التطورات في سورية، في وقت يلوّح فيه الاحتلال بالتدخل العسكري المباشر تحت ذريعة "حماية" الطائفة الدرزية. وفي أحدث التصريحات، أصدر ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي، مساء السبت، تهديدات صريحة باستهداف السلطات السورية في حال تعرض الدروز في مدينة جرمانا، جنوب دمشق، لأي اعتداء، في وقت تشن فيه قوات الأمن السورية حملة أمنية في محيط المدينة بعد مقتل أحد عناصرها، أمس الجمعة، برصاص مسلحين.

وأصدر ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بياناً جاء فيه أن نتنياهو وكاتس أصدرا تعليمات للجيش بحماية سكان جرمانا، جنوب دمشق، وأضاف البيان أن "الجيش الإسرائيلي سيضرب السلطات السورية في حال مساسه بالدروز في جرمانا"، وأكد أن "إسرائيل لن تسمح للنظام الإسلامي المتطرف في سورية بالمساس بالدروز"، على حد وصف البيان.

من جهته، هدّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء السبت، بالتدخل عسكرياً في سورية ضد قوات دمشق "إذا أقدمت السلطات على المساس بالدروز". وقال كاتس في بيان أصدرته وزارته: "لن نسمح للنظام الإرهابي الإسلامي المتطرف في سورية بإيذاء الدروز". وأضاف: "إذا هاجمت السلطة الدروز، فإنه سيتحمل عواقب من جانبنا. لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدمت السلطة على المساس بالدروز، فإننا سنؤذيه".

وأشار البيان، الذي نقلته وكالة فرانس برس، خصوصاً إلى ضاحية جرمانا، جنوب شرق دمشق، ذات الكثافة السكانية العالية والغالبية المسيحية والدرزية، حيث قُتل شخص وأصيب تسعة آخرون، السبت، في اشتباكات بين مسلحين وعناصر من قوات الأمن التابعة للسلطة الجديدة التي تولت الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في نهاية عام 2024، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتأتي هذه التصريحات الإسرائيلية على الرغم من أن مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان قال، اليوم السبت، إن العملية الأمنية تقتصر على من ارتكبوا الهجوم والاعتداء على عناصر الأمن السوري، داعياً "أصحاب العقول إلى إدراك أن هذا الطريق يهدد أمن واستقرار ووحدة سورية".

وتتزامن تهديدات إسرائيل الحالية مع سعيها لتوسيع نفوذها في الجبهات الشمالية. ويبدو أن تل أبيب تحاول استثمار الأوضاع المتوترة في الجنوب السوري لإعادة تكريس دورها واحتلال مناطق في سورية، كما يأتي هذا التصعيد في وقت تكثف فيه إسرائيل ضرباتها الجوية على مواقع سورية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فمنذ مطلع عام 2025، استهدفت إسرائيل 16 مرة الأراضي السورية، 14 منها جوية وهجومان بريان، وأسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 21 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقار ومراكز وآليات. وتسببت تلك الضربات بمقتل اثنين من العسكريين، واثنين مجهولي الهوية، بالإضافة لإصابة شخص.

والأسبوع الماضي، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية مواقع عسكرية في محيط العاصمة السورية دمشق بالتزامن مع تحليق طيران حربي في معظم مناطق محافظتي درعا والسويداء، جنوبي سورية، تزامناً مع توغل واسع للقوات البرية الإسرائيلية في ريف القنيطرة الشمالي ودرعا. واستهدفت الطائرات بأربع غارات الفرقة الأولى في مدينة الكسوة بريف دمشق الجنوبي ومطار إزرع بريف درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الإسرائيلية على ريفي دمشق ودرعا أودت بحياة أربعة أشخاص.

المساهمون