تهديدات كوخافي لإيران تثير انتقادات في إسرائيل

تهديدات كوخافي لإيران تثير انتقادات في إسرائيل

28 يناير 2021
غانتس كان أول المبادرين لتوجيه انتقادات ضمنية لتصريحات كوخافي (الأناضول)
+ الخط -

أثارت تهديدات رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، بمهاجمة إيران انتقادات واسعة في إسرائيل. وقد اتهم بعض المعلقين كوخافي الذي أطلق التهديدات الليلة ما قبل الماضية، في أثناء كلمة أمام مؤتمر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، بأن تهديداته جاءت بهدف "التماثل مع مواقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

وكان لافتاً أن رئيس الوزراء البديل ووزير الحرب بني غانتس، كان أول المبادرين إلى توجيه انتقادات ضمنية إلى تصريحات كوخافي، حيث اعترض على أن يختار الأخير منصة علنية للتعبير عن هذه المواقف.

ونقل موقع "والا" عن غانتس قوله: "صحيح أن إيران تمثل خطراً، لكن تحديد خطوط حمراء لها يكون داخل الغرف المغلقة فقط".

من ناحيته، حذر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" عاموس يادلين، الذي يرأس "مركز أبحاث الأمن القومي"، من تأثير تهديدات كوخافي في علاقة إسرائيل مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة.

وفي مقابلة أجرتها معه صباح اليوم الخميس إذاعة "أف إم 103"، قال يادلين إن تفوهات كوخافي "يمكن أن تفسر على أنها تعنيف لرئيس الولايات المتحدة"، متسائلاً: "ماذا سنكسب من هذا؟".

وفي مقابلة مع الإذاعة نفسها، وصف يوسي يهشوع، المعلِّق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تصريحات كوخافي بـ"الخطأ الكبير، ويجب قول ذلك دون خوف".

أما الكاتبة شمريت مئير، فقد ذهبت إلى حد اعتبار تهديدات كوخافي أنها جاءت في إطار "صفقة" بين نتنياهو وكوخافي، يلتزم الأخير بموجبها تبني موقف رئيس الحكومة من الملف النووي الإيراني، مقابل تقديم موازنة "هائلة" للجيش بحجة إعداد "خيار هجومي" ضد طهران.

وفي مقال نشرته اليوم الخميس صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تمّت الإشارة إلى أن نتنياهو، من خلال تجنيد كوخافي لموقفه من النووي الإيراني، يريد توحيد الخطاب الإسرائيلي بشأن هذا الملف، على اعتبار أن التجربة دلّت على أن تعدّد الآراء الإسرائيلية من الملف النووي يقلّص من قدرة تل أبيب على تجديد الدعم لمصلحتها في الولايات المتحدة.

أما معلّق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، فقد عدّ انتقادات كوخافي للاتفاق النووي مع إيران "غير موضوعية".

وفي مقال نشرته الصحيفة اليوم الخميس، لفت برئيل إلى أن بنود الاتفاق تحول دون تمكن إيران من تخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم، مشدداً على أن التزام طهران هذا الاتفاق، هو الذي حال دون وصولها إلى "نقطة الاختراق النووي".

وأوضح أن مخاوف كوخافي من أن تسهم تجاوزات طهران للاتفاق النووي في "تحوّل الشرق الأوسط إلى منطقة نووية"، يجب أن تلام عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي لم تلتزم الاتفاق، ما حفز طهران على خرقه.

إلى ذلك، أثار قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجميد بيع طائرات "إف 35" للإمارات تساؤلات في إسرائيل عن مصير الزيارة التي يخطط  نتنياهو للقيام بها إلى أبوظبي.

وقال يادلين، في المقابلة مع إذاعة "أف إم 103"، إن قرار إدارة بايدن يمكن أن يمسّ بمخطط نتنياهو للقيام بالزيارة، مستبعداً في الوقت نفسه أن يؤثر القرار الأميركي على العلاقة مع الإمارات، مشدداً على أن العلاقة مع أبوظبي "تستند إلى المصالح".

يذكر أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين قد تعهد بعيد الكشف عن مخطط إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لبيع طائرات "إف 35" للإمارات، بالعمل لدى الكونغرس والمنظمات اليهودية في مسعى لإحباط هذا المخطط.

وجاءت تصريحات كوهين في حينه رداً على الانتقادات التي وجهت في تل أبيب لنتنياهو الذي لم يعترض على حصول الإمارات على هذه الطائرات المتطورة.