تنسيق استخباري تركي ــ مصري من بوابة كابول

تنسيق استخباري تركي ــ مصري من بوابة كابول

28 اغسطس 2021
عناصر من الشرطة التركية في مطار كابول (الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" عن تنسيق استخباري مصري ـ تركي رفيع المستوى جرى خلال الأيام الماضية، وأسفر عن تأمين عودة البعثة المصرية من أفغانستان سالمة من كابول. وأوضحت المصادر أن الدور الذي أداه الجانب التركي، الذي يشارك في ترتيب الأوضاع الميدانية في مطار "حامد كرزاي" في العاصمة الأفغانية، ساهم كثيراً في تحسين الأجواء بين البلدين. من جهة ثانية، رجحت المصادر نفسها عقد اجتماع جديد بين اللجنة المصرية التركية المشتركة، المخول لها قيادة المفاوضات الاستكشافية بين البلدين، في النصف الأول من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، مؤكدة أن هناك أجواء إيجابية تخيم على العلاقات بين البلدين خلال الأيام الماضية.

لم يحسم بعد موعد اجتماع اللجنة المصرية التركية
 

وأشارت إلى أنه يوجد فرص قوية للقاء ثنائي بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان في العاصمة العراقية بغداد اليوم السبت، على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، في حال مشاركتهما، قبل أن تعلن وزارة الخارجية التركية مساء أمس أن وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو سيمثّل بلاده في المؤتمر. 

 وأوضحت المصادر أن هناك رغبة تركية في عقد اجتماع اللجنة خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما لم تحسم الخارجية المصرية بعد موعد اللقاء المرتقب، مشيرة إلى أن هناك تقدماً كبيراً على صعيد المشاورات المتعلقة بالجانب الاقتصادي والتبادل بين البلدين، والتمثيل التجاري في المحافل الدولية. وبحسب المصادر فإنه من المنتظر أن يتصدر ملف غاز شرق المتوسط، وترسيم المياه الاقتصادية، جدول أعمال الاجتماع المرتقب للجنة، في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لتمرير اتفاق ترسيم الحدود البحرية قبل نهاية العام الحالي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الملف الليبي سيشغل أيضاً حيزاً. وأوضحت المصادر أنه على الرغم من الأجواء الإيجابية بين البلدين، إلا أن الملف الليبي يظل دائماً محل أزمات بين البلدين، مشيرة إلى أن خلافاً كان قد طرأ أخيراً بين القاهرة وأنقرة، وأدى إلى تعطل مسار التهدئة، قبل أن تعود مجدداً بعد تفاهمات بين البلدين على المستويات الأمنية والدبلوماسية. ورأت المصادر أن منطقة الشرق الأوسط تمرّ في الوقت الراهن بمرحلة إعادة صياغة العلاقات والتحالفات بين أطرافه، وتركيا بدورها كلاعب رئيسي فيه تحرص على أن تكون جزءاً من هذه العملية. ونوهّت إلى أن الجانب التركي يسعى لإغراء القاهرة، بإمكانية المساهمة في أداء دور فاعل لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، استناداً إلى نفوذ أنقرة لدى أديس أبابا، بفعل الاستثمارات التركية الضخمة هناك، بالإضافة إلى العلاقة القوية مع رئيس الوزراء أبي أحمد. وتمّ توقيع عدد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية بين البلدين خلال زيارة أبي لإسطنبول في إبريل/نيسان الماضي.

من المحتمل أن يلتقي السيسي وأردوغان في مؤتمر بغداد اليوم السبت

وألمحت المصادر إلى أن محادثات جرت أخيراً أشار فيها الجانب التركي إلى إمكانية المساهمة في التوصل لحل عادل لكافة الأطراف، وهو ما لم تبد له مصر اهتماماً كبيراً وقتها. وقالت المصادر: "من الطبيعي أن تسعى مصر وتركيا إلى امتلاك أوراق ضغط، في محاولة لإحداث توازن في العلاقات حال عودتها بشكل طبيعي"، مضيفة أن "الإجراءات التي اتخذتها تركيا بشأن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والقنوات المصرية التي تبث من أراضيها تعد إيجابية، ولكن في النهاية يدرك صانع القرار المصري أن بإمكان أنقرة في لحظة أن تعيد إنتاج وسائل الضغط من خلالها مجدداً. لذلك تبحث مصر عن وسائل ضغط على أنقرة تضمن بها استمرار نهج التهدئة، خصوصاً مع استمرار ملفات التنافس الإقليمي بين البلدين"، مشيرة إلى أن "التوغل في أفريقيا سيكون محور تنافس بين تركيا ومصر، وكذلك المنطقة العربية وشرق المتوسط، بالتالي لا بد من ضمان توازن الضغط مع أنقرة". واتخذت تركيا إجراءات عدة لإثبات رغبتها في التقارب مع مصر، من بينها تحجيم القنوات المعارضة للحكومة المصرية التي تبث من أراضيها، وإقرار البرلمان التركي مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية مع البرلمان المصري. وكان نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، زار القاهرة على رأس وفد دبلوماسي، في 5 مايو/أيار الماضي لعقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة بين البلدين. وأكد وقتها بيان رسمي صادر عن الخارجية المصرية، أن المفاوضات تركزت على الخطوات الضرورية التي‎ قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيد الثنائي وفي السياق‎ الإقليمي‎. وفي نهاية الأسبوع الماضي، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، عن تطورات إيجابية قد تحدث قريباً في علاقات بلاده مع السعودية ومصر.

المساهمون