تنديد واسع في أميركا اللاتينية بتنصيب مادورو رئيساً لفنزويلا: تزوير

12 يناير 2025
رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يلقي خطاباً في كاراكاس، 10 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فاز نيكولاس مادورو بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية، وسط اتهامات بالتزوير ورفض دولي من دول مثل البرازيل وكولومبيا والإكوادور، مشيرة إلى انتهاكات حقوق الإنسان.
- شهدت فنزويلا احتجاجات واسعة بعد إعلان النتائج، حيث قُمعت بشدة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. المعارضة تدعي تزوير الانتخابات وتدعو الجيش للعصيان، بينما يحظى مادورو بدعم الجيش والنظام القضائي.
- رغم الضغوط الدولية والمحلية، لا تظهر حكومة مادورو علامات ضعف كبيرة، مع استمرار دعم الجيش له، مما يعزز بقاءه في السلطة على المدى القصير.

ندد عدد من دول أميركا اللاتينية السبت بأداء نيكولاس مادورو اليمين الدستورية لولاية ثالثة على رأس فنزويلا إثر انتخابات أعقبتها اضطرابات دامية، وأبدت البرازيل خصوصاً "قلقها الكبير" إزاء "انتهاكات لحقوق الإنسان". وأدى مادورو الذي أُعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو/ تموز رغم شبهات في حدوث تزوير واسع النطاق، اليمين الدستورية الجمعة لولاية جديدة مدتها ست سنوات، في حفل تجاهله المجتمع الدولي إلى حد كبير.

ودعا الرئيس الكولومبي السابق ألفارو أوريبي السبت إلى تدخل عسكري "لإطاحة" مادورو، بينما احتفل أنصار الأخير في كراكاس بتنصيبه، خصوصاً عبر موكب كبير للدراجات النارية. ونددت الإكوادور وبنما وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان السبت بتنصيب مادورو واتهمته بـ"التزوير الانتخابي". وقالت الدول الأربع التي تشكل التحالف من أجل التنمية في الديمقراطية في بيان إنها تندد "بأشد العبارات بإجراء التنصيب غير الشرعي في فنزويلا في العاشر من يناير/ كانون الثاني (...) الذي يُعَدّ نتاج تزوير انتخابي فرض بإرهاب الدولة ضد الشعب الفنزويلي".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية البرازيلية، في بيان: "رغم إقرارنا ببادرات للتخفيف من حدة التوتر من جانب حكومة مادورو، مثل إطلاق سراح 1500 معتقل في الأشهر الأخيرة، فإن الحكومة البرازيلية تدين حالات الاعتقال والتهديد والاضطهاد الأخيرة للمعارضين السياسيين الفنزويليين". ولم يعترف الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رسمياً بفوز الرئيس الاشتراكي، وطالب الحكومة الفنزويلية بنشر محاضر الانتخابات التي جرت في يوليو الماضي.

اعتصام من أجل "الحرية"

وأعلن المجلس الوطني للانتخابات فوز مادورو بحصوله على 52% من الأصوات، لكن من دون نشر محاضر الانتخابات، قائلاً إنه تعرّض لقرصنة إلكترونية، وهي فرضية اعتبرها كثير من المراقبين غير معقولة. وأثار إعلان المجلس الوطني للانتخابات موجة احتجاجات في أنحاء فنزويلا قُمعَت بشدة، ما خلّف 28 قتيلاً وأكثر من 200 جريح و2400 موقوف بتهمة "الإرهاب".

وكما حدث خلال احتجاجات أعوام 2014 و2017 و2019 التي خلفت أكثر من 200 قتيل، حظي مادورو بدعم الجيش، أحد أعمدة سلطته، فضلاً عن النظام القضائي. وتؤكد المعارضة التي نشرت محاضر للانتخابات قدمها مراقبوها، أن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا حصل على أكثر من 67% من الأصوات.

وشددت حكومة لولا في بيانها على أن "البرازيل تحضّ القوى السياسية الفنزويلية على الانخراط في الحوار والسعي لتفاهم مشترك قائم على احترام حقوق الإنسان". ودعا الرئيس البرازيلي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، مادورو إلى "استئناف الحوار مع المعارضة".

وفي كولومبيا، شارك الرئيس اليميني السابق ألفارو أوريبي في اعتصام من أجل "الحرية" في كوكوتا على الحدود مع فنزويلا، قائلاً: "فليعلم هذا المحتال أن ما ننادي به تدخل عسكري دولي مع الجيش الفنزويلي لإسقاط الدكتاتورية (...) والدعوة إلى انتخابات حرة على الفور".

وفي كراكاس، نظم المعسكر المؤيد لمادورو عرضاً في وسط المدينة، في ظل إجراءات أمنية مشددة. وقال أحد راكبي الدراجات النارية، فيكتور إيزارا، على القناة العامة: "نحن معك يا مادورو، معك حتى الموت". وقال مادورو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الجيش أكد مجدداً دعمه له، مضيفاً أن "هذا التفويض الجديد يشكل فرصة لتعزيز السلام".

والجمعة، أعلن المعارض الفنزويلي إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي يدعي الفوز في الانتخابات الرئاسية في يوليو، أن مادورو "توّج نفسه ديكتاتوراً" في حفل تنصيبه الجمعة. وأكد المعارض الفنزويلي أنه "الرئيس المنتخب"، داعياً الجيش إلى "عصيان الأوامر غير القانونية" الصادرة عن السلطة الحالية.

وقالت ريبيكا هانسون، المتخصصة في شؤون أميركا اللاتينية في جامعة فلوريدا، لوكالة فرانس برس: "لا أرى أي طريقة لإطاحته (مادورو) في الوقت الحالي، فالحكومة اليوم أقوى مما كانت عليه قبل بضع سنوات". وأشارت إلى أن الحكومة "لم تُظهر أي علامات كبيرة على الضعف"، مضيفة أن "حكومة مادورو اتخذت في السنوات الأخيرة خطوات من أجل إزاحة -وفي بعض الحالات سجن- أولئك الذين ربما كانوا سيشكلون تهديداً".

وتابعت: "كما لا توجد أي مؤشرات ذات صدقية على أن الجيش مستعد لتغيير موقفه، فإن هذا لا يعني أن مادورو سيستمر في الحكم ست سنوات أخرى، ولكن ما لم يتغير بعض هذه العوامل، فمن غير المرجح أن يُزاح من منصبه" على المدى القصير.

(فرانس برس)