تناقض إسرائيلي في التقييمات.. هل دُمر برنامج إيران النووي بالفعل؟

25 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 15:36 (توقيت القدس)
صورة جوية لمنشأة فوردو في إيران بعد الضربة، 22 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الضربات الإسرائيلية والأميركية وجهت ضربة موجعة للبرنامج النووي الإيراني، لكن من المبكر تحديد النتائج النهائية.
- تباينت التقييمات حول تأثير الضربات، حيث أفادت تقارير أميركية بأنها أعادت البرنامج بضعة أشهر فقط إلى الوراء، بينما ادعى ترامب أنها دمرت المنشآت بالكامل.
- قدمت شبكة "أيه بي سي نيوز" تقييمات متباينة، حيث قلل بعض المصادر من الأضرار، بينما أكد مصدر إسرائيلي أن الضربة ألحقت أضرارًا لا يمكن إصلاحها بمنشأة فوردو.

الجيش الإسرائيلي: من المبكر تقييم الأضرار

نتنياهو يناقض تصريحات الجيش ويزعم إحداث تدمير كامل

تباين بين تقييمات مصادر إسرائيلية حول أثر الضربة

اعتبر الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه "من المبكر" تقييم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي في إيران جراء العدوان الإسرائيلي والضربات الأميركية على الجمهورية الإسلامية، في حين أشارت شبكة "أيه بي سي" الأميركية إلى تقييمات متباينة أوردتها مصادر إسرائيلية مطلعة. وقال المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين في مؤتمر صحافي متلفز: "ما زال من المبكر تقييم نتائج العملية"، مضيفا: "أعتقد أننا وجهنا ضربة موجعة للبرنامج النووي، يمكنني القول أيضا إننا أعدناه أعواما" إلى الوراء.

وتابع: "أقول ذلك بتواضع، إذ لا يزال من السابق لأوانه الجزم بالنتائج، نحن نحقق وندرس آثار الضربات التي استهدفت النظام (الإيراني) بأكمله، ومكونات البرنامج النووي المختلفة، وأكثر من ذلك"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ويأتي ذلك بعدما خلص تقرير استخباري أولي أميركي سرّي إلى أن الضربات الأميركية أعادت البرنامج بضعة أشهر فقط إلى الوراء ولم تدمّره كما قال الرئيس دونالد ترامب الذي سارع إلى نفي صحة ما ورد في التقرير. وقال ترامب اليوم الإربعاء إن الضربة الأميركية دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، وأوقفت برنامج طهران النووي لعقود وليس لسنوات، مضيفاً أن "معلومات المخابرات غير قاطعة بشأن الضربة على إيران".

ومساء الثلاثاء أيضاً، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن إسرائيل والولايات المتحدة أخرتا البرنامج النووي الإيراني "لسنوات". وأوردت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء نقلاً عن أشخاص مطلّعين على تقرير وكالة استخبارات الدفاع قولهم إن الضربات التي نفّذت الأحد لم تدمّر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصّب. ووفق التقرير فقد أغلقت الضربات مداخل بعض من المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض.

وبخلاف ادعاء متحدث الجيش الإسرائيلي بإعادة البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، قال رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في كلمة متلفزة، مساء الثلاثاء، "دمرنا المشروع النووي الإيراني، وإذا حاول أي أحد إحياءه، فسنعمل على اجتثاث أي محاولة من هذا القبيل، ولن تمتلك إيران أسلحة نووية".

تقييمات متباينة لأثر الضربات على برنامج إيران النووي

من جانب آخر، أشارت شبكة "أيه بي سي نيوز" الأميركية إلى تقييمات متباينة قدمتها مصادر إسرائيلية للشبكة حول أثر الضربة. وبحسب الشبكة، قلّل أحد المصادر من شأن الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو المحصنة تحت الأرض، قائلاً إن النتيجة هناك "ليست جيدة على الإطلاق". وأفاد مصدران بأنهما لا يعرفان كمية اليورانيوم المُخصّب التي ربما نُقلت من المواقع قبل الضربات الإسرائيلية والأميركية، أو عدد أجهزة الطرد المركزي -المُستخدمة لتخصيب اليورانيوم- المتبقية والتي يُمكن تشغيلها في البلاد. وقال أحد المصادر إن تحديد هذه التفاصيل قد يستغرق شهورًا، أو قد يكون مُستحيلًا.

الصورة
صورة جوية لمنشأة فوردو في إيران بعد الضربة، 22 يونيو 2025 (Getty)
صورة جوية لثقوب قيل إنها بسبب القنابل الأميركية التي أطلقت على منشأة فوردو في إيران، 22 يونيو 2025 (Getty)

لكن مصدرًا إسرائيليًا مطلعًا، على التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي أعطى قراءة أكثر ثقة، بحسب الشبكة، حيث صرّح بأن الضربة على فوردو "أدت الغرض، حيث لحقت بالموقع أضرار لا يمكن إصلاحها". وأضاف المصدر أن التقييم يستند إلى مصادر استخباراتية "ممتازة" داخل إيران، تتضمن "معلومات من جواسيس، وتنصتًا على تصريحات القادة الإيرانيين أنفسهم، وقدرات تجسس إلكتروني". وأضاف المصدر: "ليس من الضروري النزول إلى فوردو لمعرفة ما حدث. لو لم تكن إسرائيل راضية عن نتائج الضربات الأميركية، لقصفت فوردو مرة أخرى. كان هذا هو الهدف الرئيسي للعملية برمتها. ولم تقصفه إسرائيل مرة أخرى". كما نفى المصدر التلميحات إلى أن إيران كان لديها الوقت الكافي لنقل مخزونات اليورانيوم المخصب من منشآتها النووية قبل الضربات. وقال: "كان مخزون اليورانيوم المخصب في أصفهان ونطنز وفوردو، وهو الآن تحت الأنقاض".

المساهمون