تنافس محموم على مقاعد المكون المسيحي في انتخابات العراق

تنافس محموم على مقاعد المكون المسيحي في انتخابات العراق

25 سبتمبر 2021
يتنافس 35 مرشحاً على 5 مقاعد مخصصة للمسيحيين (صباح عرار/ فرانس برس)
+ الخط -

يتنافس 35 مرشحا على مقاعد العراقيين المسيحيين في الانتخابات العراقية المقررة في العاشر من الشهر المقبل، فيما يبلغ عدد المقاعد المخصصة للمكون المسيحي 5 مقاعد، بواقع مقعد واحد في كل من محافظات بغداد وأربيل ونينوى ودهوك وكركوك.

ودخل بعض المرشحين المسيحيين في تحالفات انتخابية، منها "الحركة الديمقراطية الآشورية" و"ائتلاف حمورابي" و"تحالف بابليون"، فيما قرر مرشحون آخرون خوض الانتخابات بصفة مستقلين.

وتحتدم المنافسة بين المرشحين مع بروز شعارات انتخابية جديدة، من بينها إعادة إعمار مدن ومناطق سهل نينوى والموصل واستعادة الأملاك والعقارات المغتصبة والتأكيد على الحريات الخاصة والعامة لأبناء المكون المسيحي.

وتحتل بغداد ونينوى الصدارة في التنافس الانتخابي، فيما تنأى دور العبادة ورجال الدين عن دعم وتأييد أي مرشح في الانتخابات.

وقال عضو سابق في البرلمان العراقي عن المكون المسيحي، لـ"العربي الجديد"، إن التنافس سيكون محتدما بين المرشحين لنيل المقاعد المخصصة للمسيحيين، مشيرا إلى وجود فرق واضح بحجم الدعاية الانتخابية بين مرشحي التحالفات والمرشحين المستقلين.

ولفت إلى حركة "بابليون" بزعامة ريان الكلداني زعيم مليشيا "بابليون"، أحد الذين وردت أسماؤهم في قائمة العقوبات التي أصدرتها وزارة الخزانة الأميركية العام الماضي، أكثر الناشطين في مجال الدعاية الانتخابية، إلا أنه يبدو بعيدًا عن الظفر بمقعد عن سهل نينوى بسبب مواقفه المؤيدة لفصائل مسلحة حليفة لإيران وعلاقته بها.

واعتبر أن "المستقلين أكثر قربا من التحالفات التقليدية التي مثلت المكون خلال الدورات الانتخابية الأربعة السابقة"، مؤكدًا وجود مرشحين مستقلين يمتلكون خبرة وكفاءة يمكن لهم تمثيل المكون المسيحي بشكل حقيقي في حال جرى دعمهم، مبينا أن زيادة المشاركة في الانتخابات ستزيد من فرصة فوز المستقلين، لأن المشاركة العالية ستقطع الطريق على جمهور الأحزاب المؤدلجة، وتمنعه من التحكم بالنتائج.

وبحسب قانون الانتخابات الذي ستجرى بموجبه الانتخابات المقبلة، فإن العراق بأكمله يعد دائرة انتخابية واحدة تشمل جميع المحافظات بالنسبة لانتخابات المسيحيين، أي يمكن التصويت للمرشحين من قبل ناخبي جميع المحافظات، بخلاف المرشحين الآخرين من غير مرشحي الأقليات الذين يجب أن يتم انتخاب كل منهم ضمن دائرته المحددة في محافظته.

وهذا ما أكده المرشح للانتخابات عن المكون المسيحي منار الخوري، الذي قال إن العراق بأجمعه يعد دائرة انتخابية واحدة للمرشحين المسيحيين، مبينا في تصريح صحافي أن 7 مسيحيين رشحوا أنفسهم للانتخابات في بغداد من مجموع 35 في عموم العراق.

وشدد على ضرورة أن يكون للمكون المسيحي مشاركة وصوت في الانتخابات المقبلة، مضيفا "في السنوات الأخيرة، أصوات المكون المسيحي لم تأت من المسيحيين فقط، ومقعد المكون المسيحي ليس بالضرورة أن يصوت له المسيحيين فقط".

ووفقا لقانون الانتخابات، فإن التصويت للمرشحين المسيحيين لا يقتصر على أبناء المكون، إذ يمكن لأي عراقي التصويت لمرشح مسيحي حتى وإن كان من خارج محافظته.

وأشار الخوري إلى أن المرشحين المسيحيين الذين سيفوزون في الانتخابات سيدخلون في تحالفات مع قوى سياسية أخرى، موضحا أن التحالف سيكون مع القوى التي تؤمن ببناء الدولة.

في المقابل، انتقد بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو قيام بعض الأحزاب باستقطاب المرشحين المسيحيين من أجل خدمة أجنداتها، واصفا خلال مقابلة متلفزة ممثلي المكون في البرلمانات السابقة الذين يدعون تمثيل المسيحيين بـ"الانتهازيين".

ولفت إلى أن بعضهم وصل إلى البرلمان رغم عدم امتلاك شهادة ومؤهلات وخبرة سياسية، مضيفا "أصبنا بخيبة أمل"، فيما أشار إلى عدم وجود رغبة لبناء دولة قوية في العراق قائمة على أساس فرض القانون.