تقرير استراتيجي إسرائيلي: لسنا قادرين على مواجهة إيران بمفردنا

التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي السنوي: إسرائيل غير قادرة على مواجهة إيران بمفردها

25 يناير 2022
سلّم "مركز أبحاث الأمن القومي" التقرير للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ (تويتر)
+ الخط -

أظهر التقرير الاستراتيجي السنوي لعام 2022 الذي سلّمه، أمس الإثنين، "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي للرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، من جديد، أنّ إيران تشكّل التحدي الخارجي الأكبر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ إسرائيل غير قادرة عملياً في ظل ما أحرزته إيران في برنامجها النووي على مواجهة تحديات الملف الإيراني بمفردها، لافتاً إلى الحاجة لتعزيز التعاون والتنسيق والعلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية، سواء تم التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول العظمى أم لا.

كما بيّن التقرير أنّ إيران تواصل نشاطها الإقليمي، بما في ذلك جهودها لخلق دائرة تهديد شاملة، عبر تطوير برنامج الصواريخ دقيقة الإصابة لـ"حزب الله" في لبنان ولوكلائها في سورية، عدا عن آلاف الصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيّرة التي تمكّنها من اختراق إسرائيل من كل الجبهات.

الجبهة الفلسطينية ليست هامشية

وخلافاً لادعاءات الحكومات الإسرائيلية في الأعوام الأخيرة، بتراجع أهمية الملف الفلسطيني ومركزيته؛ اعتبر التقدير أنّ الساحة الفلسطينية ليست هامشية على الإطلاق، لحد يمكن احتواؤها بـ"مراوغات وهمية تحت شعار تقليص الصراع"، وقد اتضح ذلك في العام الماضي، خلال جولة المواجهة مع حركة "حماس". ويشكل غياب حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني تهديداً خطيراً على هوية إسرائيل بوصفها "دولة يهودية وديمقراطية"، كما يهدد مكانتها في الساحة الدولية، وفق التقدير.

وحذر التقرير من أنّ الوضع الأمني في الضفة الغربية على شفا الغليان بفعل ضعف السلطة الفلسطينية وتكتل فصائل و"عصابات ميدانية" ضدها حسب وصفه، وإن كان الوضع الميداني لا يزال تحت السيطرة بفعل النشاط الدؤوب لجيش الاحتلال والمخابرات العامة "الشاباك" والتنسيق الأمني مع السلطة.

ورغم ذلك، يرى التقرير أنّ استمرار ضعف السلطة الفلسطينية قد يؤدي بها إلى وضع تفقد فيه قدرتها على العمل، مما يؤدي، في ظل الإحباط لدى الجيل الشاب في الضفة الغربية، إلى تشجيع الاتجاه في التفكير نحو بديل الدولة الواحدة، وذلك بموازاة استمرار الانتقادات الدولية لإسرائيل التي تعكف على إحباط مساعي التوصل لحل الدولتين، وهو ما يزيد من إمكانية اتخاذ خطوات ضدها وتعريفها كدولة "أبرتهايد".

تفاقم الشروخ الداخلية

وعلى صعيد الوضع الداخلي في إسرائيل؛ يرى التقرير أنّ استمرار الاستقطاب السياسي والاجتماعي والتوترات، بالإضافة لتآكل الثقة بمؤسسات الدولة، مع الفجوات الظاهرة للعيان في الاستعدادات المختلفة لسيناريوهات حرب قادمة على جبهات عدة؛ يضع أمام الدولة تحديات كبيرة، خاصة في ظل تراجع قوة الشرطة الإسرائيلية وتطور "جيوب تفتقر لسلطة القانون".

ويحذّر التقرير من انفلات الجبهة الداخلية، خصوصاً في ظل احتمال اندلاع مواجهات وأعمال عنف بين اليهود والعرب في الداخل.