Skip to main content
تقرير إسرائيلي يكشف عن إخفاقات في سجن جلبوع ساعدت الأسرى الستة على الفرار
نضال محمد وتد ــ القدس المحتلة

استعرض تقرير موسع نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في عددها اليوم الجمعة، سلسلة من أوجه "التقصير والإهمال" في سجن جلبوع على مدار العام الأخير، والتي مكّنت الأسرى الفلسطينيين الستة، محمد عارضة ومحمود عارضة وأيهم كممجي وزكريا زبيدي ومناضل انفيعات ويعقوب قادري، من حفر نفق في زنزانتهم بعمق عدة أمتار، وعلى طول 26 متراً، ثم الفرار من السجن في مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.

وبحسب التقرير، تبيّن أن إدارة السجن والسجانين، وعلى مدار شهور طويلة انهمك فيها الأسرى بحفر النفق، لم تنفذ أياً من بروتوكولات التفتيش والمداهمة لزنازين السجن، ومن ضمنها عملية نقل أسرى القسم بكامله مثلاً إلى قسم آخر لعدة أيام لفحص الزنازين من الداخل، والتأكد من عدم وجود محاولات للفرار منها، أو إخفاء أسلحة و"ممنوعات داخلها".

كما اتضح، بحسب التقرير، أن إدارة السجن لم تنفذ عمليات مسح من خلال شركة هندسة خارجية، أو من خلال أطقمها لفحص أرضيات الزنازين والبحث عن محاولات حفر أنفاق للهروب من السجن.

إلى ذلك، يشير التقرير إلى حالة من الفوضى وعدم "المهنية" والقصور الاستخباراتي في معرفة ما يحدث داخل الزنازين، وغياب اليقظة والفطنة في تنفيذ حركة تنقلات للأسرى بين زنازين مختلفة، وعدم انتباه أجهزة الاستخبارات في السجن لـ"غرابة" طلبات بعض الأسرى الانتقال من زنازينهم لزنازين أخرى، بما في ذلك طلب زكريا زبيدي الانتقال مثلاً للزنزانة 5 في القسم 2 التي كان فيها أسرى من "الجهاد الإسلامي".

ويُستشف عملياً من التقرير أن الأسير زكريا زبيدي تمكن عملياً من إيهام ضابط الاستخبارات في السجن عندما علّل طلبه، بحسب ما تقول الصحيفة، بأنه "قادر على منع توتر وغليان داخل الزنزانة المذكورة".

كذلك، فقد نُقل كلّ من محمود عارضة وأيهم كممجي لنفس الزنزانة، علماً بأنهما كانا شريكين في محاولة فرار سابقة من السجن عام 2014.

إلى ذلك، تبيّن أن نقل زبيدي وكممجي للزنزانة المذكورة تسنّى بفضل طلب أسيرين آخرين، من عائلة أبو بكر في قرية يعبد، كانا في الزنزانة 2، الانتقال منها، خصوصاً أن فترة محكوميتهما كانت على وشك الانتهاء، وكانا على علم ومعرفة بخطة الهروب، وعملية حفر النفق.

وإذا كانت هذه الإشارات والتحركات لم تثر الشكوك في قيادة السجن، فإن أمراً آخر لم يثر شكوكاً لا عند قيادة السجن ولا في المخابرات، وهو استدعاء مركبة خاصة لفتح مجاري السجن بعد انسداد فيها، تسع مرات خلال أقل من عام، على الرغم من أن مشغل المركبة أشار في أحد تقاريره إلى وجود كميات كبيرة من الرمل.