تقدّم المعارضة السورية السريع أفشل مبادرة إسرائيلية لصفقة مع الأسد

09 ديسمبر 2024
سوريون يحتفلون بسقوط بشار الأسد في دمشق (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مقترح إسرائيلي لعقد صفقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، تهدف إلى إبعاده عن إيران وحزب الله مقابل الاعتراف بنظامه، لكن فشل المخابرات الإسرائيلية في توقع هجوم فصائل المعارضة أدى إلى إفشال المبادرة.

- نفذت إسرائيل خطة "الضربات العشر للمحور" ضد حزب الله وإيران، مما أدى إلى إضعاف قدراتهما، لكنها فشلت في التنبؤ بنجاح المعارضة السورية، مما أضاع فرصة استراتيجية لعقد صفقة مع الأسد.

- رغم النجاحات العسكرية، فشلت إسرائيل في تقدير هجوم المعارضة، مما أبرز الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الاستخباراتية والسياسية.

فشل إسرائيلي في معرفة أن فصائل المعارضة تخطط لشن هجوم ضد الأسد

العرض الإسرائيلي للأسد: الانضمام للغرب وإبعاد إيران وحزب الله

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن مقترح إسرائيلي لاتفاق تقارب وصفقة مع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، لكن تقدّم فصائل المعارضة الذي فشلت المخابرات الإسرائيلية في توقّعه، أفشل المبادرة. ولفتت الصحيفة إلى أن ما يحدث في سورية هو على الحافة بين النجاح والفشل، عند إسرائيل، إذ شكّلت خطة "الضربات العشر للمحور (الإيراني)"، أي الضربات التي نفّذتها إسرائيل ضد حزب الله وإيران "إنجازاً كبيراً" للمخابرات الإسرائيلية، ووُصفت في تقارير إسرائيلية تلخّص الحرب، أنها "نصر سيدرّس في مدارس الحرب حول العالم". ومع ذلك، تقول الصحيفة: "حقيقة أن هجوم المتمرّدين (فصائل المعارضة السورية) ونجاحهم الباهر لم يتم التنبؤ به مسبقاً، يُعتبر فشلاً كبيراً"، في ما يخص دولة الاحتلال الإسرائيلية وأجهزة استخباراتها.

 ويشير التقرير إلى أن فصائل المعارضة استغلت الظروف التي أتاحتها الضربات الإسرائيلية لحزب الله وإيران بالأساس، في ما أخفقت إسرائيل بتوقعاتها. وأوضحت أن خطة "الضربات العشر للمحور" شملت:

  1. ضربة رئيس أركان حزب الله فؤاد شكر
  2. ضربة أجهزة البيجر.
  3. ضربة أجهزة الاتصال اللاسلكية
  4. ضربة إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان، وكل المجموعة المسؤولة معه عن خطة احتلال الجليل
  5. ضربة الصواريخ التي خبأها حزب الله في المناطق العسكرية المفتوحة
  6. ضربة الصواريخ والقذائف التي خبأها حزب الله داخل الأبنية في المناطق المأهولة
  7. ضربة نصر الله والقائد الإيراني في لبنان عباس نيلفورشان
  8.  ضربة هاشم صفي الدين، الذي كان من المقرر أن يحلّ محل نصر الله أميناً عاماً لحزب الله
  9. ضربة العملية البرية في القرى الحدودية التي فككت بنية التنظيم
  10.  ضربة إيران وسلبها القدرة على الدفاع الجوي وإنتاج صواريخ أرض-أرض

صفقة الأسد

"هكذا يبدو النصر"، كُتب في إحدى الوثائق الإسرائيلية التي لخّصت العدوان، إذ "قرر نصر الله الربط بين الجبهات. ما دام هناك قتال في غزة، سيكون هناك أيضاً في لبنان. زاد الضغط عليه، ومن جانبه زاد من حدة القتال. ثم في منتصف سبتمبر، قررنا تنفيذ مفهوم الأمن الجديد الذي تمت صياغته على مضض في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، من الاحتواء إلى المبادرة، وطبقنا عليه خطة الضربات العشر للمحور".

ومع كل الثناء، من قبل "يديعوت أحرونوت" على ما اعتبرته إنجازات إسرائيلية ساهمت في إضعاف حزب الله وإيران، أشارت في الوقت ذاته إلى "الفشل الإسرائيلي في معرفة أن المتمردين (فصائل المعارضة) يخططون لشن هجوم (ضد نظام الأسد). وحتى إذا فاتتهم (أي أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية) هذه المعلومة، التي من المؤكد أنها كانت محفوظة جيداً (من قبل المعارضة)، فقد كان هناك أيضاً فشل كبير في المبالغة في تقدير قدرات جيش الأسد". وتتابع الصحيفة: "وعليه، فوتت إسرائيل على نفسها، فرصة استراتيجية مهمّة. وحقيقة أن الحدث كان مفاجئاً لكل من الروس، وحزب الله، والإيرانيين، ناهيك عن الأسد نفسه، لا تعتبر عزاءً كبيراً (لإسرائيل التي أخفقت في توقعه)".

وذكرت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصادرها، أن "النجاح كان كبيراً جداً لدرجة أن إسرائيل فاتها تماماً التطوّر الاستراتيجي الذي حدث، إذ كانت الفكرة الأصلية هي عقد صفقة مع الأسد، لإقناعه بأنه من الأفضل له أن يدير ظهره لإيران وحزب الله، وأن تقبل إسرائيل بالأسد، كشيطان نعرفه، والاعتراف بنظامه الاستبدادي الفظيع، طالما يضمن عدم تهريب الأسلحة إلى لبنان".

الفكرة الأصلية هي عقد صفقة مع الأسد، لإقناعه بأنه من الأفضل له أن يدير ظهره لإيران وحزب الله، وأن تقبل إسرائيل بالأسد، كشيطان نعرفه،

وأوضحت أنه "عندما تم مناقشة تصورات هذه الخطط لأول مرة، بدت أشبه بهلوسة. وعُقد في 29 أغسطس/ آب من هذا العام، اجتماع (إسرائيلي) مغلق ومحدود للغاية، قدّم خلاله مستشار استراتيجي لأحد رؤساء مجتمع الاستخبارات أمام نفس المنتدى المطّلع على الأسرار، خطته، وخطة رئيسه الذي يساعده، وخطط مسؤولين كبار آخرين في مجتمع الاستخبارات والجيش لتغيير جذري في أهداف الحرب وإدارتها".

وقال المستشار في حينه: "نحن نؤمن، أنه يمكن توجيه ضربة قاضية لحزب الله، من خلال سلسلة من العمليات الاستباقية التي ستسقط عليه ضربات تسلبه معظم قدراته، وتدمر قيادته وتحوّله إلى ظل لنفسه".

وقال المستشار إنه "على نحو مشابه، يجب التعامل مع إيران، بتوجيه ضربة قوية لها، ثم يمكن لإسرائيل في الواقع تفكيك الجانب الشرقي من المحور الشيعي، وتصوّر قاسم سليماني. حماس دُمرت تقريبًا بالكامل، وحزب الله مُنهك تماماً، وبدون قدرة على تهديد إسرائيل بسلاح يوم القيامة الخاص به، والقصف المكثّف للجبهة الداخلية لتدمير أجزاء كاملة من إسرائيل، وإيران مكشوفة بدون دفاع جوي".

"وفي هذا الوضع"، واصل المستشار الإسرائيلي "سنقترح، (أي ستقترح إسرائيل)، على (بشار) الأسد عرضاً لا يمكنه رفضه، هو الانضمام إلى الغرب وإبعاد الإيرانيين وحزب الله ... مقابل إعادة الشرعية الدولية وضمانات من الولايات المتحدة لاستمرار حكمه دون عوائق من جانبها".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأعذار الإسرائيلية التي قد تُسمع في هذا السياق "لا يمكن أن تبرر حدثاً كهذا، حيث إن الجهة (أي الأسد) التي كانت إسرائيل تنوي محاولة التعامل معها، والتي كانت تنوي وتعمل بجد في القنوات السرية لنقلها (إلى صفنا)، تبخّرت فجأة. ولحسن الحظ أن المتمردين تحركوا الآن وليس بعد عام، حيث كان من الممكن أن نعتمد تماماً على حماية المنطقة من إدخال الأسلحة الإيرانية، على جهة بدت لنا قوية لكنها انهارت تماماً في غضون 11 يوماً".

وبحسب الصحيفة لم تتوقع المخابرات الإسرائيلية هجوم فصائل المعارضة السورية ونجاحها المفاجئ، مضيفة أنه منذ بدء الهجوم، لم يكن لدى إسرائيل أي قدرة على التأثير على نتائجه.

المساهمون