حثّ "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي صنّاع القرار في تل أبيب على الاستعداد لعودة العلاقات والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بعد تولي جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض.
وفي تقدير أعده كل من عوديد عيران، الباحث الرئيس في المركز والسفير السابق في الاتحاد الأوروبي والأردن، وشمعون شطاين، الباحث والدبلوماسي السابق، توقع المركز أن تترك عودة التحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تداعيات على الكثير من القوى العالمية والإقليمية، من بينها إسرائيل.
وأشار المركز إلى أن فرصاً وتهديدات تنتظر إسرائيل في أعقاب عودة العلاقات الأميركية الأوروبية إلى سابق عهدها، مبرزاً أن فوز بايدن سيضع نهاية لتهاوي التحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال عهد الرئيس المنصرف دونالد ترامب.
ودعا عيران وشطاين الحكومة الإسرائيلية إلى أن تضع التحول المرتقب على صعيد العلاقة الأميركية الأوروبية ضمن قائمة الاعتبارات التي تحكم سياساتها الخارجية، مشيراً إلى أن إسرائيل باتت مطالبة بالاستعداد لإمكانية أن تنسق كل من الولايات المتحدة مواقفها من القضايا المهمة التي تعني تل أبيب مع الاتحاد الأوروبي.
أشار المركز إلى أن فرصا وتهديدات تنتظر إسرائيل في أعقاب عودة العلاقات الأميركية الأوروبية إلى سابق عهدها، مبرزا أن فوز بايدن سيضع نهاية لتهاوي التحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال عهد الرئيس المنصرف دونالد ترامب
وأشار المركز إلى أن فوز بايدن يزيد من فرص استئناف الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الذي سيتمحور حول التعاون في مجال مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد المصالح المشتركة للجانبين، مشيراً إلى أن كلاً من البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي وحملة بايدن شدد على أهمية التنسيق مع أوروبا، كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي مقترحاً لاستئناف التعاون مع الولايات المتحدة.
ولفت المركز إلى أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عهد بايدن لن يرتكز فقط على المصالح، بل أيضاً على منظومة "قيم مشتركة"، تشدد على احترام حقوق الإنسان والأقليات وغيرها، مؤكداً أن هذا الواقع سيمثل تحدياً لإسرائيل، على اعتبار أن الكثير من الأوساط الليبرالية في الولايات المتحدة وأوروبا تنظر إليها كدولة لا تحترم هذه القيم في كثير من الأحيان.
وأوضح المركز أن الخلاف بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بشأن الموقف من الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية قد أدى إلى توقف الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، لافتاً إلى أن مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تضررت بسبب تعزز الانطباع بعدم حصانة النظام الديمقراطي فيها وعدم احترامها لحقوق الإنسان وسلطة القانون.
وفي ما يتعلق بتوجه كل من إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي للعودة إلى التزام الاتفاق النووي مع إيران، نصح المركز صنّاع القرار في تل أبيب باستخلاص العبر من السياسة التي تبنتها إسرائيل في السابق بشأن الاتفاق، والتي أدت إلى إلحاق أضرار بالعلاقات مع الولايات المتحدة من جهة، وإلى خلافات مع الأوروبيين. وحذّر مُعدّا التقدير من أن مواصلة إسرائيل سياساتها الحالية بشأن الاتفاق مع إيران ستفضي إلى مواجهات مع إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أبرز المركز أن كلاً من الاتحاد الأوروبي وإدارة بايدن يؤيد تسوية تستند إلى "حل الدولتين"، مستدركاً بأن هناك خلافات أميركية أوروبية بشأن طابع تفاصيل الحل. ففي الوقت الذي يؤكد فيه الأوروبيون الانسحاب حتى حدود عام 67، ويؤكدون أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي لم يتعرض لحدود 67، إلى جانب دعمه لكون القدس عاصمة لإسرائيل.
وحسب المركز، هناك خلاف بين الاتحاد الأوروبي وإدارة بايدن بشأن الموقف من الاستيطان، إذ إن الأوروبيين يعارضون وجود المستوطنات في الضفة، في حين أن برنامج الحزب الديمقراطي يعارض توسيع هذه المستوطنات. ولم يستبعد التقدير أن يتفق الأوروبيون وإدارة بايدن على عودة اللجنة الرباعية كراعية للمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، محذراً من أن رفض إسرائيل لعمل اللجنة مجدداً يمكن أن يفضي إلى توتر في العلاقات مع واشنطن. في المقابل، توقع المركز أن يؤدي التعاون بين إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي إلى فرص لإسرائيل، ولا سيما في ما يتعلق بمواجهة التطلعات التركية في حوض المتوسط، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً بين الأوروبيين والأميركيين على وجوب مواجهة أنقرة.