تقديرات بسعي نتنياهو لسيناريو بيروت 82 في غزة... وهذا ما وعد به ترامب

27 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 11:18 (توقيت القدس)
نتنياهو خلال عشاء مع ترامب في واشنطن، 7 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو لتكرار سيناريو بيروت 1982 في غزة، بهدف الضغط على حماس للوصول إلى صفقة تشمل نفي قياداتها وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، لكن تواجه تحديات إنسانية ودولية واستعدادات حماس.
- تعرقل شروط نتنياهو الجديدة التوصل إلى اتفاق نهائي مع حماس، رغم جدية الحركة في التفاوض، مما يعقد الصفقة المقترحة لإنهاء الحرب وإعادة المحتجزين.
- حاول نتنياهو إقناع ترامب بعملية عسكرية سريعة ضد حماس، لكن الجيش الإسرائيلي أكد صعوبة القضاء على الحركة في الوقت القصير، مما يضعف موقف نتنياهو.

تعني الخطة الضغط العسكري على حماس ثم التوصّل لـ"أفضل" صفقة ممكنة

يسعى الاحتلال لنفي قيادات حركة حماس وإطلاق سراح المحتجزين

هآرتس: نتنياهو باع ترامب عملية غير واقعية للقضاء السريع على حماس

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى تحقيق سيناريو بيروت 1982 في قطاع غزة، عندما غادرت منظمة التحرير في حينه لبنان، بمعنى الضغط العسكري على حركة حماس حتى آخر معاقلها، ثم التوصّل إلى "أفضل" صفقة ممكنة بالنسبة لإسرائيل، بما في ذلك نفي قيادات الحركة، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.

لكن لبنان قبل أربعين عاماً ليس غزة عام 2025، وفق ما ذكره الصحافي في "يديعوت أحرونوت" نداف إيال اليوم الأربعاء، موضحاً أن "الأزمة الإنسانية في القطاع، وعدد الضحايا الأبرياء في احتلال غزة، والعزلة الدولية (لإسرائيل)، والضرر الهائل الذي يحدث يومياً، واستعدادات "حماس" لاقتحام الجيش الإسرائيلي، والتآكل الشديد في القوى البشرية في الاحتياط، وكذلك في المعدّات (العسكرية الإسرائيلية)، خاصة القلق على حياة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، كل هذه الأمور تجعل هذه الخطوة خطيرة للغاية. مقامرة متهوّرة من قبل كابينت (مجلس وزراء) يسرّع في إنهاء اجتماعات من أجل الوصول إلى مطعم، في وقت الحرب (أي مثلما حدث أمس)".

ولم تتناول نقاشات المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، أمس الثلاثاء، موافقة "حماس" على مقترح الصفقة، رغم تأكيد الوسطاء جدية الحركة. وبحسب الكاتب، "بعد أن حصلت حكومة إسرائيل على ما أرادته (أي مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف) وتراجعت "حماس" عن موقفها (السابق بشأن ملاحظاتها على المقترح)، بدأ نتنياهو يضع شروطاً جديدة".

وأوضح الكاتب أنه في جميع الأحوال، لا توجد صفقة لا تشمل إنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين، وأنه "حتى الخطوة التي وافقت عليها حماس ليست سوى المرحلة الأولى في طريق إنهاء الحرب. فمن المفترض أن يتم التوصل خلال 60 يوماً إلى اتفاق كامل بشأن وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح باقي المختطفين. لذا فإن الشرط الذي يضعه نتنياهو، بأن أي صفقة من الآن فصاعداً يجب أن تكون لإنهاء الحرب وإعادة جميع المختطفين فقط، هو شرط فارغ تماماً. فحتى الصفقة التي أفشلتها إسرائيل قبل عدة أشهر، بزعم أنها اعتقدت أن حماس لن توافق على نزع سلاحها، كانت صفقة لإنهاء الحرب".

في غضون ذلك، أفادت صحيفة هآرتس العبرية اليوم، بأن نتنياهو "باع" للرئيس الأميركي دونالد ترامب عملية غير واقعية للقضاء السريع على "حماس"، لكنه اصطدم بالواقع. ونقلت الصحيفة عن مصادر في واشنطن لم تسمّها، قولها إن نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، سوّقا لترامب عملية هجومية تهدف إلى القضاء على "حماس" وإنهاء الحرب في القطاع، مما يجعل التفاوض معها بشأن الصفقة المؤقتة غير ضروري. في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوضح للمستوى السياسي، أن الواقع مختلف تماماً.

وكتب المحلل السياسي في الصحيفة حاييم ليفنسون، أن نتنياهو قرر في الأسابيع الأخيرة تغيير استراتيجيته، إذ أقنع ترامب بالتخلّي عن صفقة مؤقتة لإطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين كانت ستؤدي إلى تفكيك حكومته، والاتجاه نحو عملية عسكرية هجومية في مدينة غزة، والتي يرى أنه لا يمكن إنهاء الحرب إلا إذا تم احتلالها، وبعدها سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين. وأوضح الكاتب أن "ترامب، المتحمّس جداً لاستخدام القوة بعد الحرب التي يعتبرها ناجحة ضد إيران، اقتنع ومنح نتنياهو عدة أسابيع لدفع الخطة قدماً. نتنياهو مغرم بالخطة الجديدة ويدفع بها بقوة عبر أدواته الدعائية".

ويتضح من اتصالات أجرتها "هآرتس"، مع مصادر في واشنطن، مطّلعة على الموضوع، من دون تسمّيها، أن "نتنياهو، كعادته، روّج للخطة بشكل مفرط، ووعد ترامب بخطة غير قابلة للتنفيذ، وهي القضاء على حماس خلال بضعة أسابيع".

المساهمون