تقديرات إسرائيلية: فوز بايدن قد يعيد طرح حلّ الدولتين

تقديرات إسرائيلية: فوز بايدن قد يعيد طرح حلّ الدولتين كحلّ أمثل للصراع

03 نوفمبر 2020
قد يطلب بايدن من إسرائيل وقف الحديث عن مخططات الضم وتجميد الاستيطان (Getty)
+ الخط -

لا شي يكشف تمنيات دولة الاحتلال بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تُجرى اليوم الثلاثاء، مثل نتائج الاستطلاع الإسرائيلي الأخير، الذي نشر اليوم، وأعربت فيه غالبية الإسرائيليين عن تأييدها لفوز ترامب، من جهة، ومثل رسالة حاخامات الصهيونية الدينية الداعمة لترامب التي نُشرت أمس الإثنين، إلى جانب قيامهم بالابتهال والصلاة لفوز ترامب.

مع ذلك، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي لطالما تفاخر بصداقته مع ترامب، ودعمه اللامحدود وغير المسبوق لدولة الاحتلال، حافظ على صمته، تماماً مثلما فعل وزير الأمن ورئيس حزب "كاحول لفان" الجنرال بني غانتس، على الرغم من أن الأخير أعلن تأييده لخطة ترامب، إلا أنه لم يخفِ ومعسكره علاقات أكثر متانة مع المعسكر الديمقراطي في الولايات المتحدة، بما في ذلك على خلفية قضايا ترتبط بنزاعات "يهودية داخلية" بين التيارين الإصلاحي والمحافظ اليهوديَّين، مقابل التيار الأرثوذكسي الديني المدعوم من المؤسسة الدينية في إسرائيل ومن نتنياهو نفسه، على الرغم من أن أقطابه يشككون أصلاً في يهودية وشرعية اليهود المحافظين والإصلاحيين الأميركيين، ويعتبرون الزواج المختلط في صفوف الإصلاحيين والمحافظين إبادة للعرق اليهودي.

مع ذلك، فإن خيارات إسرائيل أمام نتائج الانتخابات الأميركية المحتملة، وترجيح فوز جو بايدن، تضع نتنياهو في معضلة لجهة ما يُتوقع أن يواجهه في حال فوز بايدن، ليس في سياق أمن إسرائيل، بل في سياق سياسات الاحتلال وخطة "صفقة القرن" ومستقبلها تحت إدارة أميركية ديمقراطية.

وقد اعتبر المحلّل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار أيخنر  أن فوز بايدن سيعني أولاً أنه سيكون على حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، العمل لاستعادة ثقة الديمقراطيين الأميركيين، خصوصاً بعد سنوات الغزل والتحالف مع ترامب، ثم الاستعداد لتوجهات جديدة، قد يذهب إليها بايدن، وعلى رأسها محاولة العودة لإحياء مسار حلّ الدولتين، مما يعني تجميداً لعمليات التطبيع المتسارعة في المنطقة، أو توظيفها لصالح حل الدولتين، وإعادة فتح الباب أمام دور أوروبي وفق المواقف الأوروبية التقليدية، وهذا كله سيضع حكومة نتنياهو ودولة الاحتلال في مواجهة مع إدارة بايدن.

ومع أن بايدن من أنصار حل الدولتين، إلا أنه أيضاً، بحسب الصحافي إيتمار أيخنر، من أشد المؤيدين لإسرائيل والملتزمين بأمنها وتفوقها العسكري في المنطقة، وقد أثبت ذلك في سيل من التصريحات المناصرة لإسرائيل، كما في تصويته في الكونغرس بشكل دائم لصالحها. وبحسب أيخنر، فإن الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني لن يتصدر جدول أعماله واهتماماته في حال الفوز، وإن كان سيسعى للإبقاء على خيار حل الدولتين قائماً.

 

وسيكون بايدن مطالَباً بداية بالالتفات للقضايا الداخلية، وإرجاء الموضوع الفلسطيني وترحيله لحين مكافحة جائحة فيروس كورونا، ومحاولة توحيد المجتمع الأميركي من جديد.

وقد يطلب بايدن من إسرائيل وقف الحديث عن مخططات الضم وتجميد الاستيطان، والامتناع عن البناء الاستيطاني، مقابل مطالبة الجانب الفلسطيني بالامتناع عن "خطوات سلبية" مثل نزع الشرعية عن دولة الاحتلال، ووقف تحويل مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء.

كما أن فوز بايدن سيؤثر أيضاً في السياق الإيراني، ومسألة محاولات إبرام اتفاقية جديدة مع إيران، وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، خصوصاً بعد إعلان الولايات المتحدة أخيراً تشديد هذه العقوبات، من دون أن يكون هناك ضمان حقيقي لأن يكون الاتفاق الجديد في صالح دولة إسرائيل.

وينقل أيخنر عن مسشار بايدن السياسي أنطوني بلينكن، قوله إن بايدن لن يبادر لإعادة السفارة الأميركية إلى تل أبيب، لكنه قد يعيد المعونات المالية والاقتصادية للسلطة الفلسطينية. وقد يعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة، وفتح السفارة الفلسطينية في واشنطن.

في المقابل، إذا فاز ترامب بولاية ثانية، فمن شأن ذلك مضاعفة زخم عمليات التطبيع مع دولة الاحتلال، وبذل جهود لضم دول عربية أخرى لهذه العمليات، لا سيما المملكة العربية السعودية التي تنتظر بدورها ما ستؤول إليه الانتخابات الأميركية، وسلطنة عمان أيضاً.

 

وينقل أيخنر عن مستشار ترامب، مايك إيفانز، قوله إنه في حال فوز ترامب، فسيكون هناك "ركض مجنون" من قبل دول الخليج للتطبيع مع إسرائيل. وبحسب إيفانز، فإن السعودية ستشترط للتطبيع، بأن تنقل دولة الاحتلال المسؤولية عن الأماكن المقدسة في الحرم القدسي الشريف إليها، ونزع الوصاية الأردنية عن هذه الأماكن.

أما على الصعيد الإيراني، فإن ترامب قد يتجه، وفق تصريحات سابقة له، إلى التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران حول مشروعها النووي، وهو يعتقد أن ذلك سيكون ممكناً خلال أسابيع محدودة من المفاوضات معها.

المساهمون