تقدم نسبي في تطبيق اتفاق الرياض باليمن: انسحابات أوسع لعدة ألوية

تقدم نسبي في تطبيق اتفاق الرياض باليمن: انسحابات أوسع لعدة ألوية

13 ديسمبر 2020
ثمة تخوفات من انسحابات وهمية ينفذها المجلس الانتقالي وخصوصاً في عدن (فرانس برس)
+ الخط -

شهد اليوم الثالث من عملية تطبيق الشق العسكري لاتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، تنفيذ انسحابات أكبر لعدة ألوية وسرايا عسكرية من جبهات أبين، في مؤشر على وجود نيات جادة لوقف الحرب وإعلان الحكومة.

وفي مقابل التقدم المحرز على الأرض بمحافظة أبين، لا تزال الأوضاع كما هي عليه في العاصمة المؤقتة عدن التي تحتضن الترسانة الأكبر من أسلحة المجلس الانتقالي الجنوبي، ولم تُنقَل بعد إلى معسكرات خارج المدينة وفقاً لما نصّت عليه الآلية السعودية لتسريع اتفاق الرياض.

وأعلن التحالف السعودي الإماراتي، في بيان مساء الأحد، أن العملية تسير وفق الخط الزمنية، لافتاً إلى أن عملية فصل القوات في أبين وخروجها من عدن، تسير بانضباط والتزام، وفقاً لوسائل إعلام سعودية.

ميدانياً، أكدت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، أن اليوم الثالث من المهلة السعودية لتطبيق الشق العسكري، شهدت انسحاب لواءين من ألوية الصاعقة المدعومة إماراتياً من محافظة أبين باتجاه عدن.

وأشارت المصادر إلى أن عدة سرايا من اللواء الثامن صاعقة التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، غادرت جبهات القتال في الشيخ سالم بأبين، بالإضافة إلى سرايا من اللواء الـ 11 التابع للقوات ذاتها.

وتحدثت مصادر عسكرية موالية للحكومة الشرعية عن انسحاب عدة سرايا من اللواء الـ 21 واللواء الـ 30 ميكا التابع للجيش الوطني، من منطقة قرن الكلاسي إلى مناطق تموضعها خارج محافظة أبين.

وعلى الرغم من أحاديث التحالف السعودي الإماراتي عن عملية انضباط واسعة لطرفي اتفاق الرياض، ثمة تخوفات من انسحابات وهمية ينفذها المجلس الانتقالي الجنوبي، وخصوصاً في العاصمة المؤقتة عدن.

من المتوقع أن يتم إعلان حكومة الشراكة المرتقبة في اليوم التالي لانتهاء عملية انسحاب القوات، وفقاً للمهلة التي حددها التحالف

وحسب مصادر عسكرية، فإن عدداً من سرايا ألوية الصاعقة المدعومة إماراتياً القادمة من أبين، تمركز في معسكر 7 أكتوبر/ تشرين الأول بالعاصمة المؤقتة عدن، بالإضافة إلى قوات أخرى، فيما كان من المفترض أن تعود غالبية القوات التي دفع بها الانفصاليون إلى جبهات القتال ضد الحوثيين في الضالع وكرش والساحل الغربي.

وإذا ما نجحت عملية انسحاب القوات من محافظة أبين، وكذلك من محافظة عدن حتى الأربعاء القادم التي تنتهي فيها المهلة، فمن المتوقع إعلان حكومة الشراكة المرتقبة في اليوم التالي، وفقاً للمهلة التي حددها التحالف السعودي الإماراتي، أواخر الأسبوع الماضي.

وتحدثت مصادر سياسية يمنية عن أن الضغوط التي مارستها قيادات نسوية يمنية على الشرعية والأحزاب لعدم إشراك أي وجوه نسائية بالحكومة المرتقبة قد أثمرت، بعد توجيهات رئاسية للأحزاب بإسناد ما لا يقل عن حقيبتين للمرأة، وذلك من إجمالي 24 حقيبة، هي القوام الكامل لحكومة معين عبد الملك.

عامان على توقيع استوكهولم

وفي سياق مختلف، دعت البعثة الأممية لمراقبة اتفاق الحديدة، الأطراف الموقعة على اتفاق استوكهولم إلى تجديد التزام الاتفاقية الهشة، وذلك بمناسبة مرور عامين على توقيعها في 13 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وقالت البعثة، في بيان على حسابها الرسمي بموقع تويتر: "في الذكرى السنوية الثانية لاتفاق استوكهولم، يدعو رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة، ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الفريق أبهيجيت غوها إلى التنفيذ الكامل للاتفاق لإنهاء معاناة شعب اليمن والحُديدة".

وذكر البيان أنه أُحرِز "تقدم مهم" في تنفيذ اتفاق استوكهولم، لكن التحديات ما زالت مستمرة، بما في ذلك أعمال العنف التي تحدث بين الفينة والأخرى والتي تقوّض روح اتفاق الحُديدة.

ودعا رئيس البعثة الأممية، جوها، طرفي الاتفاق، إلى تجديد التزامهما الاتفاقية، للمساعدة في إنهاء معاناة الناس.

وكانت عملية تبادل 1056 أسيراً هي الاختراق الأبرز في اتفاق استوكهولم بعد عامين من توقيعه، فيما تواصلت الخروقات وسقوط الضحايا المدنيين في جبهات الحديدة، رغم سريان الهدنة، كذلك لم يُنفَّذ أي تقدم جوهري في ما يخص تحييد ميناء الحديدة وإيراداته، وكذلك فك الحصار الحوثي عن مدينة تعز.

المساهمون