تقارب بين باشاغا والقاهرة... وترتيبات للقائه مسؤولاً من الشرق

تقارب بين باشاغا والقاهرة... وترتيبات للقائه مسؤولاً من الشرق

08 نوفمبر 2020
يملك باشاغا نفوذاً لدى مجموعات مصراتة المسلحة (ياسين القايدي/الأناضول)
+ الخط -

تواصلت، خلال الساعات الماضية، لقاءات وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، مع مسؤولين مصريين نافذين، وآخرين ممثلين لزعيم مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر، المدعوم من مصر والإمارات. وبحسب مصادر مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن باشاغا التقى وزير الاستخبارات المصرية اللواء عباس كامل، في اجتماع استمر نحو 3 ساعات، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن المباحثات كانت إيجابية إلى درجة كبيرة، بالنسبة للطرفين.
وقالت المصادر إن باشاغا قدّم خلال اللقاء ضمانات للمسؤولين في القاهرة بشأن تأمين العمالة المصرية في مناطق غرب ليبيا، وذلك تمهيداً لتوقيع اتفاقيات بشأن إلحاق العمالة الجديدة منها ضمن جهود إعادة الإعمار في مناطق الغرب الليبي، بعد توفير الحماية والتأمين اللازم لهم، والتعهد بتأمين كافة الشركات المصرية التي ستحصل على عقود متعلقة بعمليات إعادة الإعمار.

قدّم باشاغا ضمانات للقاهرة بشأن تأمين العمالة المصرية في مناطق غرب ليبيا

كما أشارت المصادر إلى أن اللقاء تطرّق كذلك لملف إعادة فتح السفارة المصرية في العاصمة طرابلس، لافتة إلى أنه تمّ التوافق بشأن تشكيل لجنة مشتركة لبحث كافة الخطوات والضمانات المصرية المطلوبة لإعادة فتح السفارة، والعمل القنصلي المصري في مناطق الغرب الليبي. كما جرى الاتفاق على إعادة فتح مكاتب شركة مصر للطيران، ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. وكشفت المصادر أن الجانب المصري طلب إجراء لقاء بين باشاغا ومسؤول عسكري رفيع من معسكر شرق ليبيا، من دون أن توضح إذا ما كان هذا المسؤول هو حفتر أم أحد أبنائه، أو أحد قادة مليشياته البارزين. ولم تستبعد المصادر إمكانية إجراء لقاء خلال الأيام القليلة المقبلة بين باشاغا وحفتر، بشأن التوافق على شكل المرحلة المقبلة، في وقتٍ ما زالت فيه أطراف تتمسك بدور لقائد مليشيات شرق ليبيا في ترتيبات مستقبل البلاد.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وقالت المصادر إن الصراع غير المعلن عنه بين باشاغا ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، حول ترؤس الحكومة المقبلة، هو ما أسهم أخيراً في تقريب وجهات النظر بين وزير داخلية الوفاق والمسؤولين في مصر، في ظلّ مساعي القاهرة لتنشيط قنوات اتصال مع معسكر غرب ليبيا. وتحاول القاهرة تأمين موضع قدم لنفوذها هناك، وعدم ترك الساحة خالية أمام تركيا.
وبحسب المصادر، هناك ترجيح لشخصية باشاغا داخل دوائر صناعة القرار المصري المعني بليبيا، مشيرة إلى أن قوة الرجل واتساع نفوذه لدى مجموعات مدينة مصراتة المسلحة، والتي تمثل القوة الضاربة في معسكر غرب ليبيا، تجعل كفّته أرجح كثيراً من معيتيق، الذي لا يملك نفس تأثير باشاغا. ويأتي ذلك إضافة للدعم الأميركي لوزير داخلية الوفاق في الملفات الأمنية المهمة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن حفتر يفضل التعامل مع معيتيق، وسعى خلال الفترة الماضية لتسويقه للقاهرة.

لم تستبعد مصادر إجراء لقاء خلال الأيام القليلة المقبلة بين باشاغا وحفتر

ولفتت المصادر إلى أن هناك سيناريوين يتصارعان في الوقت الراهن بشأن المرحلة الانتقالية في ليبيا، أحدهما تدعمه تركيا ويقضي بإدخال تعديل على السلطة التنفيذية فقط، فيظل فائز السراج رئيساً للمجلس الرئاسي، في حين يتم تعيين رئيس للحكومة من معسكر شرق ليبيا، مع احتفاظ باشاغا بمنصبه كوزير للداخلية في الحكومة الجديدة. وبحسب المصادر، فإن السيناريو الآخر، وهو الذي يعد الأبرز على أجندة اجتماعات تونس، ويتضمن تقاسم الرئاسات الثلاث، فتكون رئاسة المجلس الرئاسي للشرق، ويعد الأبرز للمنصب في هذه الحالة عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الحالي، على أن تكون رئاسة مجلس الوزراء في الغرب، ويتأرجح المنصب في هذه الحالة بين باشاغا ومعيتيق اللذين يسعى كل منهما لانتزاع دعم الأطراف الإقليمية الفاعلة في الملف الليبي، بينما تكون رئاسة مجلس النواب من نصيب الجنوب.
وقالت المصادر إن باشاغا أكد للجانب المصري، إلزامه كافة المجموعات المسلحة الكبرى في غرب ليبيا، لأي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن الأوضاع الأمنية، سواءً في الداخل الليبي أو مع مصر. وأوضحت المصادر أن هناك مقترحاً بعقد لقاء موسع بين عدد من القادة البارزين للمجموعات المسلحة، من غير المنتمين لتيارات دينية متشددة، مع نظرائهم في المجموعات التابعة لشرق ليبيا على الأراضي المصرية، لبحث إنجاح عملية توحيد المؤسسة العسكرية، لا سيما في ظل المحاولات الرامية لدمج هذه المجموعات، التي تعرف باسم "القوات المساندة"، ضمن الجيش الليبي.