أُصيب جندي تركي بجراح وأُعطبت آلية عسكرية، مساء الجمعة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بالتزامن مع مرور رتل عسكري على أطراف مدينة الباب الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني، بريف حلب، شمال غربيّ سورية، فيما تجدّدت المواجهات بين قوات النظام ومليشيا "الدفاع الوطني" من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى، في مدينة القامشلي بريف الحسكة.
وقالت مصادر مقربة من الجيش الوطني لـ"العربي الجديد" إن عبوة ناسفة انفجرت بالتزامن مع مرور رتل تركي بالطريق الواصلة بين مدينة الباب وبلدة الراعي في ريف حلب الشرقي، ما أدى إلى إصابة جندي بجراح نُقل على إثرها إلى مستشفى مدينة الباب، وإلى إعطاب آلية عسكرية.
وينتشر آلاف الجنود الأتراك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام في محافظات إدلب وحلب والرقة والحسكة، في شمال البلاد والشمال الشرقي.
وفي سياق منفصل أعلنت وزارة الدفاع التركية قتل أربعة عناصر من قوات "ي ب ك" المنضوية في صفوف "قسد" في المنطقة التي تدعى "نبع السلام" الواقعة في ريفي الرقة والحسكة، وأشارت في منشور لها على تويتر، إلى أنّ العناصر الأربعة قتلتهم قوات الكوماندوز التركية في أثناء محاولتهم زعزعة الاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك، تجدّدت المواجهات بين قوات النظام ومليشيا "الدفاع الوطني" من جهة و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى في مدينة القامشلي، بعد أن توصّل الطرفان إلى هدنة مؤقتة مساء اليوم.
وسمعت أصوات إطلاق نار وقذائف هاون في حيّ طي الذي سيطرت عليه القوات الكردية مساء الجمعة، وسط أنباء عن قيام قوات النظام بمؤازرة الدفاع الوطني وقطع طريق مدينة القامشلي من الجهة الجنوبية.
وقالت مصادر من الإدارة الذاتية في مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد" إن الهدف من الهدنة المؤقتة، إعطاء فرصة لمناقشة مصير حيّ طي ومليشيا الدفاع الوطني والدور الذي ستؤديه القوات الروسية والأميركية في المدينة، التي تشهد اشتباكات منذ يوم الثلاثاء الفائت.
من جانبه، قال محافظ الحسكة غسان خليل في حديث لوكالة "سبوتنك" الروسية، إن شروط القوات الكردية تعجيزية، وقد طالبت بتسليم حيّ طي لها وتسليم من أطلقوا النار، وغيرهما من الشروط غير المحقة، وأشار إلى أن حيّ طي له خصوصيته جغرافياً، لقربه من مطار القامشلي، وهي تريد بأي طريقة الوصول إلى المطار ومراقبته أو محاولة الاستيلاء عليه، ولكن لن يستطيعوا.
وتجددت المواجهات صباح اليوم بعد فترة هدوء نسبي، التي لم تشارك فيها قوات النظام السوري، فيما تدخلت مفرزة "الأمن العسكري" أمس الخميس بشكل محدود، لكن معلومات أشارت إلى مقتل الملازم أول في قوات النظام حسام محمد بركات، وهو من مرتبات كتيبة الهجانة بالمطار، جراء الاشتباكات التي أدت أيضاً إلى مقتل المدني عبد الله صالح بطلقة في الرأس وإصابة ابنه محمد 18 سنة بشظايا بالفخذ في حيّ حلكو بمدينة القامشلي.
وكانت الاشتباكات قد بدأت بين الطرفين، مساء الثلاثاء الفائت، حين هاجمت مجموعة تتبع مليشيا "الدفاع الوطني" حاجزاً عسكرياً لقوات الأمن الداخلي "الأسايش" على دوار الوحدة المتاخم لحيّ طي جنوبيّ القامشلي، ما أدى إلى مقتل مسؤول أمن الحواجز التابع لـ"الأسايش" برصاص مليشيا "الدفاع الوطني"، وردت "الأسايش" حينها واستهدفت عدة حواجز للدفاع المدني في الحيّ ذاته، وتمكنت من قتل ثلاثة عناصر لـ"الدفاع الوطني"، واعتقلت عناصر آخرين.