تفاهمات مصرية سعودية بشأن جامعة الدول العربية

02 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 04:09 (توقيت القدس)
عبد العاطي وبن فرحان، العلمين الجديدة، 17 يوليو 2025 (الخارجية المصرية على فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توصلت مصر والسعودية إلى تفاهمات حول استمرار العرف بأن يكون أمين عام جامعة الدول العربية من مصر، مما أنهى الجدل حول ترشيح مصطفى مدبولي وطرح اسم عادل الجبير كبديل.
- أكدت التفاهمات على ضرورة تقديم مصر لمرشح يحظى بقبول عربي واسع، مع تصدر وزير الخارجية المصري الحالي قائمة الترشيحات واستبعاد سامح شكري لعدم وجود قبول خليجي.
- شهد لقاء العلمين تأكيداً على متانة العلاقات المصرية السعودية ورفض أي محاولات للمساس بها، مع التشديد على توجيهات القيادتين بتعزيز العلاقات والتنسيق المشترك.

مع قرب انتهاء الولاية الثانية والأخيرة للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في سبتمبر/ أيلول المقبل، كشفت مصادر دبلوماسية عربية، لـ"العربي الجديد"، عن التوصل إلى تفاهمات رفيعة المستوى بين مصر والسعودية بشأن مستقبل المنصب، الذي منذ أُسست

جامعة الدول العربية عام 1945 تشغله مصر عرفاً.

دبلوماسي عربي: التفاهمات طوت صفحة جدل ترشيح رئيس الوزراء الحالي مصطفى مدبولي

وبحسب دبلوماسي عربي يعمل في مقرّ جامعة الدول العربية بالقاهرة، فإن اللقاء المصري السعودي الأخير الذي عُقد منتصف يوليو/ تموز الماضي، على مستوى وزيري الخارجية، بدر عبد العاطي وفيصل بن فرحان، في مدينة العلمين الجديدة، المقرّ الصيفي للحكومة المصرية، شهد تفاهمات حاسمة بين الجانبين، انتهت إلى الإبقاء على العُرف القائم بأن يكون الأمين العام لجامعة الدول العربية من دولة المقرّ؛ أي من مصر.

وأكد المصدر أن هذه التفاهمات جاءت لتطوي صفحة جدل أُثير بعد تسريب نيّات مصرية بترشيح رئيس الوزراء الحالي مصطفى مدبولي، لتولي المنصب خلفاً لأبو الغيط، ما قابله هجوم على مواقع التواصل الاجتماعي من نشطاء ومؤثرين سعوديين. وتزامن ذلك مع طرح اسم وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، كبديل، إلى جانب مقترحات بنقل مقر الجامعة إلى الرياض.  وأشار الدبلوماسي العربي إلى أن أسماء مرشحين مصريين جرى تداولها في الأيام الماضية، كانت "بالونات اختبار" لقياس مدى القبول العربي لها، قبل اتضاح مؤشرات على رفض واسع من بعض الأطراف العربية. دفع ذلك، وفق المصدر، القاهرة لإعادة النظر في خياراتها والبحث عن شخصية تحظى بتوافق عربي.

دبلوماسي مصري: تعكف مصر على اختيار شخصية تراعى ملاحظات  عواصم عربية

محادثات حول جامعة الدول العربية

من جهته، قال مصدر دبلوماسي مصري مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن المحادثات مع الجانب السعودي، خلال لقاء العلمين، "فتحت الطريق لتوافق جديد، يقوم على إبقاء منصب الأمين العام من نصيب مصر، بشرط أن تقدم القاهرة مرشحاً يحظى بقبول عربي واسع". وتعكف مصر، وفق المصدر نفسه، حالياً على "اختيار شخصية دبلوماسية بارزة تراعى فيها الملاحظات التي طرحتها بعض العواصم العربية، وليس الرياض فقط".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وبحسب المصدر فإن اسم وزير الخارجية المصري الحالي يتصدّر قائمة الترشيحات المصرية، إلى جانب ثلاثة دبلوماسيين مصريين آخرين، في حين استُبعد اسم الوزير السابق سامح شكري، بسبب ما وصفه المصدر بـ"عدم وجود قبول خليجي" له. وتنصّ المادة 12 من ميثاق جامعة الدول العربية على أن الأمين العام يُعين بقرار من مجلس الجامعة بأغلبية ثلثي الدول الأعضاء البالغ عددها 22 دولة، على أن يكون في درجة سفير، فيما تنص المادة العاشرة على أن يكون مقر الجامعة الدائم في القاهرة، مع إمكانية عقد الاجتماعات في أماكن أخرى.

علاقات متينة

وشهد لقاء مدينة العلمين الجديدة تأكيداً متبادلاً بين عبد العاطي وبن فرحان على متانة العلاقات الثنائية. وخلال اللقاء، عبّر وزير الخارجية المصري، وفق بيان الوزارة، عن "الرفض الكامل والاستهجان لأية محاولات يائسة من بعض المنصات الإلكترونية غير المسؤولة للمساس بالعلاقات التاريخية المصرية - السعودية، أو الإساءة للبلدين الشقيقين والتشكيك في صلابتها. وأشار البيان إلى أن الجانبين أكدا عمق الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين، مشددين على توجيهات قيادتيهما، الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بدفع العلاقات نحو مزيد من التطور والتنسيق المشترك.

المساهمون