استمع إلى الملخص
- أكدت مصادر باكستانية جدية "طالبان" في التعامل مع مطالب إسلام آباد، مع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الباكستاني إلى كابول لتعزيز الحوار.
- رغم التفاؤل، ترفض "طالبان" الأفغانية القضاء على "طالبان" الباكستانية، لكنها مستعدة لتسهيل الحوار بين الطرفين، بشرط تقديم إسلام آباد تنازلات.
انتهت الجولة المهمة من المفاوضات بين أفغانستان وباكستان في العاصمة الأفغانية كابول، وسط تفاؤل كبير في باكستان بشأن التعاون في حل قضية "طالبان" الباكستانية.
ويستمر الوفد الأفغاني الذي يزور إسلام آباد بزعامة وزير الاقتصاد في حكومة "طالبان" نور الدين عزيزي في مباحثاته مع الجانب الباكستاني، مع التركيز على ملف اللاجئين الأفغان في باكستان، وإزالة العقبات في وجه التبادل التجاري بين الجارتين. وعقدت الجولة المهمة من المباحثات بين أفغانستان وباكستان في العاصمة الأفغانية كابول، حيث ترأس الوفد الباكستاني المندوب الخاص لأفغانستان محمد صادق، بينما ترأس الوفد الأفغاني نائب وزير الدفاع عبد القيوم ذاكر.
ولم يصدر أي بيان رسمي من الجانبين حول المفاوضات التي حظيت باهتمام كبير في باكستان، غير أن صحيفة إكسبرس تريبون الباكستانية أكدت، اليوم الجمعة، أن مسؤولين في الحكومة الباكستانية، لم تسمّهم، أكدوا لها أن هناك تفاؤلاً كبيراً بشأن تلك المفاوضات، تحديداً حول تعاون حركة طالبان بشأن "طالبان" الباكستانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الباكستانية قولها إن وفدها في كابول لاحظ لأول مرة الجدية في تعامل "طالبان" بشأن مطالب باكستان، وأبدت استعدادها للتعاون مع إسلام آباد لحل هذه القضية المهمة. وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية ومساعد رئيس الوزراء الباكستاني إسحاق دار سيزور كابول الأسبوع المقبل، من أجل إجراء مزيد من الحوارات مع حكومة طالبان. وأكدت الصحيفة أن الوزير قال لها إن زيارته ستتم خلال الأيام القليلة القادمة، وربما الأسبوع المقبل، معرباً عن أمله في تحسن الأمور، وبدء صفحة جديدة في العلاقات مع "طالبان" الأفغانية.
لكن مصدراً في حكومة "طالبان"، رفض الكشف عن هويته، أكد لـ"العربي الجديد" أن ما تطلبه إسلام آباد هو العمل والتعاون من أجل القضاء على "طالبان" الباكستانية، وهذا الأمر غير ممكن بتاتاً، ولكن من الممكن أن تتعاون حكومة طالبان في إتاحة الفرصة للحوار بين الحكومة و"طالبان" الباكستانية، غير أن ذلك الأمر يتطلب من اسلام آباد بعض التنازلات، موضحاً أن حكومة "طالبان" ستتيح الفرصة للحوار، وليس بوسعها أي وسيلة ضغط على "طالبان" الباكستانية كما تتوقعه إسلام آباد.
إلى ذلك، يواصل الوفد الأفغاني برئاسة عزيزي المباحثات مع الجانب الباكستاني والتركيز على قضية اللاجئين الأفغان في باكستان، حيث تقوم باكستان بترحيلهم الإجباري، علاوة على إجراء مناقشات من أجل إزالة العقبات في وجه التبادل التجاري بين الدولتين. ويطلب الوفد الأفغاني من باكستان أن تضع خطة زمنية من أجل عودة اللاجئين الأفغان، وأن توقف ترحيلهم بالطريقة الحالية، حيث يتم اعتقالهم وترحيلهم، ولكن الزعم السائد في باكستان هو أن إسلام آباد لن تقبل أي خطة أو مقترح من "طالبان" الأفغانية بشأن اللاجئين، إلا بعد حصول ضمانات وتأكيدات من داخل "طالبان" حول التعاون معها بشأن نظيرتها الباكستانية، وأن كل شيء مع "طالبان" الأفغانية يكون مقابل التعاون بشأن "طالبان" الباكستانية.