تفاؤل حذر يسبق الجولة الرابعة من مباحثات فيينا النووية

تفاؤل حذر يسبق الجولة الرابعة من مباحثات فيينا النووية

07 مايو 2021
واشنطن ترجح التوصل لاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية (Getty)
+ الخط -

تنطلق اليوم الجمعة الجولة الرابعة للمباحثات النووية في فيينا لأطراف الاتفاق النووي المبرم عام 2015، فضلاً عن مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في هذه المباحثات، من دون لقاء مع الوفد الإيراني الذي يرفض إجراء أي حوار مع الجانب الأميركي.

وتجرى المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق النووي، التي تلتقي بالوفدين على حد سواء.

وعشية الجولة الرابعة للمفاوضات؛ صدرت تصريحات متعددة من هذه الأطراف، ولا سيما الجانبين الإيراني والأميركي، طغى عليها تفاؤل حذر وحديث عن إمكانية إيجاد حلول لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، وأوقفت إيران معظم تعهداتها النووية فيه منذ عام 2019، ردّاً على تداعيات الانسحاب.

وعشية الجولة الجديدة للمباحثات؛ قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، للتلفزيون الإيراني، إن "المسار الذي نسلكه هو مسار صحيح، وهناك تفاهم حول ذلك"، غير أنه أشار إلى "عقبات جادة في الطريق"، مع تأكيده على أن "طريقاً طويلاً أمامنا".

وانطلاقاً من ذلك، أكد المسؤول الإيراني أنه "لا يمكن بتاتاً تحديد سقف زمني" للوصول إلى النتيجة، قائلاً: "إننا نسعى إلى أن يتم ذلك في أقرب وقت، لكن لا نتعجل بشكل يؤثر على دقة العمل سلباً، وفي الوقت نفسه لن نسمح بتضييع الوقت، وأن تصبح المفاوضات استنزافية". وتحدّث عراقجي عن "مشكلات جدية"، داعياً إلى إيجاد حلول لها عبر التفاوض.

واستبق كبير المفاوضين الإيرانيين مباحثات اليوم بإجراء لقاء مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، مشيراً إلى أنه ناقش في اللقاء التعاون مع الوكالة وحل الخلافات بين الطرفين.

وأضاف: "بحثنا ثمّة قضايا نشأت بعد إيقاف تنفيذ البروتوكول الإضافي، أو خفضنا تعهدات في بعض المجالات، كما أن هناك أسئلة للوكالة"، في إشارة غير مباشرة إلى أسئلة بشأن عثور مفتشي الوكالة خلال سبتمبر/أيلول الماضي على مواد نووية في موقعين مشتبه بممارسة أنشطة نووية غير معلنة فيهما. والبروتوكول الإضافي نظام رقابة متشددة على البرنامج النووي، قبلت به طهران "طوعاً" بالاتفاق النووي، وأوقفت تنفيذه منذ فبراير/شباط الماضي.

وأوضح عراقجي للتلفزيون الإيراني أن "تفاهماً جيداً" حصل حول القضايا الخلافية والتعاون بين إيران والوكالة الذرية للطاقة النووية، و"المشكلات ستحل عبر هذا التفاهم".

ويوم 21 من الشهر الجاري، تنتهي صلاحية الاتفاق المؤقت بين إيران والوكالة، والذي تمّ التوصل إليه عشية تعليق إيران البروتوكول الإضافي، لتنظيم التعاون بين الطرفين بعد تعليق البروتوكول، ولذلك فاقتراب انتهاء الاتفاق يشكل عامل ضغط على مباحثات فيينا للتوصل إلى نتيجة قبل هذا التاريخ. علماً أن إيران أكّدت حين توقيع الاتفاق لمدة ثلاثة أشهر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثناء زيارة مديرها العام إلى طهران يوم 21 فبراير/شباط الماضي؛ أنها في حال عدم رفع العقوبات بالكامل لن تمدّد الاتفاق.

وفي الأثناء، اعتبر مسؤول أميركي رفيع، الخميس، عشيّة استئناف المفاوضات في فيينا، أنّ إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني "ممكن" في الأسابيع المقبلة، قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في إيران في 18 يونو/حزيران، بشرط أن تكون طهران راغبة في ذلك. وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنّ الجلسات الثلاث الأولى من المحادثات كانت "جادة" و"بناءة".

وقال المسؤول الأميركي: "هل من الممكن التوصّل إلى اتفاق قبل الانتخابات الإيرانية؟ نعم بالتأكيد". وأضاف: "هذا ممكن، لأننا لسنا مضطرين لابتكار اتفاق جديد، إنّها مجرد مسألة إحياء اتفاق أسيء استخدامه".

بيد أنّه أعرب عن قلقه إزاء رغبة المسؤولين الإيرانيين في ذلك. وقال: "إذا اتخذت إيران القرار السياسي بأنها تريد بصدق العودة إلى (الاتفاق) كما تم التفاوض عليه في الأصل؛ فيمكن أن يتم ذلك بسرعة إلى حد ما، ويمكن تنفيذ هذه العودة بسرعة، نسبياً أيضاً".

وتزامناً، نفت الخارجية الأميركية اليوم الجمعة، صحة الأنباء التي تحدّثت عن قيام واشنطن بدراسة الإفراج عن أرصدة إيرانية مجمّدة كبادرة حسن نية أحادية تجاه إيران، مؤكّدة أنها "غير صحيحة".

وأكدت الخارجية الأميركية أن أي تحرك أميركي يجب أن يكون ضمن عملية يتخذ فيها الطرفان خطوات بموجبها.

كما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم عن مسؤول أميركي قوله إن الإدارة الأميركية مستعدة لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق في مباحثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق.

من جهته، غرّد المبعوث الروسي لمباحثات فيينا، ميخائيل أوليانوف على "تويتر"، قائلاً إن الجولة الجديدة لمباحثات فيينا تنطلق اعتباراً من اليوم، وإنها "قد تكون الأخيرة"، في إشارة إلى احتمال التوصل إلى اتفاق خلال الجولة.

وأضاف أوليانوف أنه "إذا لزم الأمر ربما يتخذ المفاوضون قراراً بتوقف جديد لأخذ التعليمات من عواصمهم".

وبدأت مباحثات فيينا في الثاني من إبريل/نيسان الماضي، وشكّلت الأطراف المشاركة فيها ثلاث لجان لتحديد العقوبات الأميركية التي يجب أن ترفع، والخطوات النووية التي يجب على إيران القيام بها، فضلاً عن لجنة لاتخاذ "الترتيبات اللازمة" لإحياء الاتفاق.